بقلم : علي عبد الرحمن
من الأخبار المتواترة عن دعوات وموضوعات وسقف الحوار الوطني وتطلعاته، تبدو بشائره جادة، متنوعة، حيث تم توجيه الدعوات لشخصيات قد تبدو علي يسار النظام وأخري تصنف على أنها معارضة وثالثه تنتهج نهج الرافضين، وهذا مؤشر لجدية تمثيل كافة أطياف الشعب ومختلف النخب السياسية، وتدشين فرصة لسماع الرأي الآخر لأننا جميعا في سفينة الوطن الواحدة والكل يرجو لها مسارا صائبا ووصولا آمنا، فبعد كل دعوة لهذه الشخصيات غير المحسوبة كلية على النظام يتصاعد التأكيد من أن الحوار جادا والملفات التي سيتم طرحها ستكون جماهيرية هامة، وأن نقاشاتها ستكون ساخنة وأن الطيف السياسي سيكون متنوعا وممثلا داخل جلسات حوارنا الوطني المرتقب.
وبالنظر إلي مصدر الدعوة وهو السيد رئيس الجمهورية ومكان إطلاقها وهو (بيت العائلة المصرية) وجهة تنظيمها وهى الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب التابعة لرئاسة الجمهورية، وأسماء وتصنيف بعض الشخصيات المدعوة وتطرق الحديث إلي أن ملفات الحوار قد تمتد إلي نصوص الدستور ومواد الحريات والتعددية الحزبية، كل ذلك يدعم بل ويؤكد أن شيئا ما جادا سيحدث في جلسات حوارنا الوطني، ولما لا؟! ونحن بحاجة إلي حوار مثل هذا،ولدينا تباين فكري نحتاج إلى تقاربه، ولدينا فراغ حزبي نريد له التواجد والمشاركة، ولدينا ملفات وطنية عديدة نحتاج إلي ترتيب أولوياتها سويا، ولدينا طموح في غد أفضل نحتاج التكاتف إلي تحقيقه، كما أن لدينا إنجازات نحتاج إلي مراجعتها حجما وفائدة وتكلفة، وإن كانت بعض أسماء الشخصيات المدعوة قد اتضحت، وإن كانت بعض الموضوعات المرشحة للنقاش قد تم الإعلان عنها، وإن كان سقف الطموح الوطني قد وصل إلي الدستور، فماذا بعد الجد إلا الهزل، وماذا بعد الرشد إلا الضلال!
أكملوا أهل الأكاديمية ما تم تكليفكم به وانجزوا مابدأتموه ولاتنسوا طيفا سياسيا ولا فصيلا اجتماعيا ولا رأيا صالحا يغاير رأيكم، وافتحوا الأبواب للموضوعات مهما بدت شائكة، فما حك جلدك مثل ظفرك فتولي أنت جميع أمرك، إنها سفينة الوطن وإنها لدعوة الربان وإنها لتكليف الملاحين، فماذا يضيرنا من سماع كل الآراء وماذا يضيرنا من حصر كل الملفات وماذا ينقصنا لو أعددنا قوائم بها وأعدنا ترتيبها وحددنا أولوياتها لمصلحة سفينة الوطن المبحرة في عباب الموج العالي.
سنصل بفضل الله إلي بر الأمان، لا تقصوا أحدا لمغايرة رأيه ولا تهملوا ملفا لصعوبة طرحه، أنصتوا واسمعوا ودونوا وإرفعوا لصاحب الدعوة وربان السفينة، ولتكن لجنة المتابعه لتنفيذ التوصيات من خيرة النخب المستقلة، وليكونوا الأوصياء على حلم الوطن وطموح أهله، ولتكن كل الأفكار والموضوعات والملفات والآراء في نهاية جلسات المؤتمر بمثابة (بنك وطني للأفكار)، أفكارا للوطن وأهله، حاضره ومستقبله، وليكن حوارنا ونقاشنا وتنوع آرائنا وتوصياتنا روشته إصلاح وعبور إلي الجمهوريه الجديده ذات الاهل المترابطون، المتفقون، الحالمون، المنفذون لتطلعات شعب يتقدمه نخبه السياسية والعلمية في كل طيف ومجال.
ولتطفو صورة مصر الجديدة بتنوعها وحرياتها وجديد أفكارها وحلولهاعلي سطح أحداث العالم منارة للحوار وقبلة للتنوع ومهدا لجديد الأفكار، وموطنا لنسيج متآلف يسعي لغد وطني أفضل، وتحيا مصر ويحيا حوارها الوطني المرتقب وتحيا نتائجه الوطنيه المرتقبه بفضل الله.. آمين.