كتب : أحمد السماحي
(ربنا يحبب الخلق فيك يا حبيبي) هذه الدعوة البسيطة التى كانت ترددها والدة النجم الراحل (سمير صبري) على أذنيه دائما استجاب لها الله وحبب بالفعل في ابنها عباد الله وحقق شهرة مدوية، خاصة في حقبة السبعينات التى كان يقدم فيها برنامجه الشهير (النادي الدولي) الذي حاور فيه أكبر الشخصيات المصرية والعربية، وحكى النجم الراحل الذي ودع حياتنا أمس الجمعة جزء من ذكرياته في هذا البرنامج والطرائف والمواقف التى لا تنسى من خلال كتابه (حكايات العمر كله).
فيقول النجم الراحل : ذات يوم دعيت لأكون مذيع حفلة أقيمت في مستشفى المعادي تكريماً لجرحى الثورة، وكان يحضرها الرئيس (أنور السادات)، وزوجته السيدة (جيهان) والموسيقار (محمد عبد الوهاب)، والكاتب الكبير (توفيق الحكيم)، والسيدة (أم كلثوم)، والفنان (يوسف وهبي)، وكانت مطربة الحفل هي (عُليا التونسية)، رحمها الله، ويبدو أن أحداً قال لها بأن الرئيس (السادات) يحب أغاني أسمهان، فغنت ثلاثاً منها.
المهم أنني بعدما قدّمت (عُليا التونسية)، نزلت عن المسرح لأصافح الرئيس وقرينته وبقية الضيوف، ويومها، وبعد أن رأيت (أم كلثوم) تجلس على نفس الصف معهما وعلى مقربة منهما اقتربت من السيدة (جيهان السادات) وقلت لها: يا هانم أنا يصعب علىّ أن يقال في التلفزيون إن سيادتك منعت أغاني (أم كلثوم) من التلفزيون.
فردّت علىّ بغضب واستغراب: أنا؟ مين قال الكلام ده؟!
فقلت: أحد المسؤولين في التلفزيون منعني من وضع أغاني أم كلثوم في برنامج (النادي الدولي)، وهنا نادت السيدة (جيهان السادات) سكرتيرها الذي كان يقف على بعد خطوات منها، وقالت له: قول لوزير الإعلام – وكان يومها الأديب يوسف السباعي – بأني عاوزاه ضروري، وعندما جاء الوزير (يوسف السباعي) قامت السيدة (جيهان) من مقعدها، واتجهت معه إلى (أم كلثوم) وأنا وراءهما، وعندما رأتنا سيدة الغناء الأولى وقفت لترحب بالسيدة الأولى، وهنا وجهت السيدة (جيهان) كلامها إلى وزير الإعلام قائلة : ما عاش اللي يفكر حتى تفكير بأن يمنع أغاني (أم كلثوم)، ثم تبادلت السيدة (جيهان السادات) القبلات مع أم كلثوم وقالت لها: (انت يا ست ثروة قومية، وأغانيك فيها السعادة لملايين المصريين والعرب)، وأذكر يومها أن سيدة الغناء تأثرت بكلام سيدة مصر الأولى فعادت تحتضنها وتقبلها، ومن يومها عادت أغاني (أم كلثوم) إلى التلفزيون وبكثرة!.
طفل يمنع إذاعة البرنامج الدولي
استوقفت ذات يوم طفلاً في الشارع وسألته، ضمن برنامج (النادي الدولي): عندما تكبر يا حبيبي، ماذا تريد أن تكون؟ فقال: عاوز أكون رئيس جمهورية!! فسألته: ليه؟ فأجاب: عشان أرفع العلم مثل بابا أنور السادات!! قلت: وهل تعرف لماذا رفع العلم؟ رفعه لأن العريش عادت لمصر.
وكان هذا هو تقريباً كل الحديث المسجل في إحدى فقرات (النادي الدولي)، ولكن الرقابة حذفت الفقرة كلها، فذهبت للرقيبة وسألتها: ليه؟، فقالت: (انت عايز تقول إن رئيس جمهوريتنا طفل؟!)، قلت لها: (حضرتك فهمت الحوار ازاي كده، فالطفل بدلاً من أن يكون مثله الأعلى (طرزان أو رامبو)، وجد أن مثله الأعلى أنور السادات، فهو يريد أن يصبح رئيس جمهورية)، وأوضحت لها أن هذه شهادة للسادات، لأنه استطاع أن يجعل من حق أي طفل أن يحلم بأن يكون رئيساً للجمهورية.
لكني فشلت في تغيير وجهة نظرها، فقدّمت شكوى لرئيس التلفزيون، وكانت النتيجة أنه لم تتمّ إذاعة الحلقة!.