الذكرى الخمسين لـ (سمعه) .. ضحكة مصر الحلوة
كتب : أحمد السماحي
في بداية عام 1955 كان الرئيس (جمال عبدالناصر) فى زيارة لإحدى الدول العربية، وأثناء تحيته للجمهور خرج مواطن عربي بسيط من بين الصفوف وجرى وراء السيارة التى تحمل الرئيس ونادي عليه وقال له بعلو صوته: يا ريس، يا ريس، فأمر الرئيس بوقف السيارة التى كانت تسير ببطء وقال له بود : عايز ايه؟! رد الرجل قائلا : أمانة عليك تسلميلي على إسماعيل ياسين!.
وابتسم الرئيس وقال له: حاضر لكنه استوعب الدرس جيدا، وأدرك قيمة الفن، واستخدمه للوصول إلى المواطنين وتمرير قراراته السياسية، ورفع الروح المعنوية والانتماء إلى الدولة وحاكمها، فعندما أراد رفع أسهم الجيش المصري لدى المواطنين اجتمع بالفنان الكوميدي (إسماعيل ياسين) واقترح عليه نظرا لحب الشعب له القيام بسلسلة من الأفلام الكوميدية عن الجيش والشرطة، بدأها بفيلم (إسماعيل ياسين فى الجيش) عام 1955، وتوالت الأفلام التى حملت اسم (إسماعيل ياسين في الأسطول، فى الطيران، فى البوليس، في دمشق).
كانت ظروف نشأة (إسماعيل ياسين) وحياته الصعبة لا تنبأ عن ممثل يبعث الضحكة المبهجة، والسرور فى قلوبنا، ويرسم البسمة على شفاهنا، حيث ترك المدرسة بعد الابتدائية، واشتغل في بعض المهن البسيطة حتى لا يكون عالة على جدته التى ربته بعد وفاة والدته وزواج والده من أخرى، فعمل كمناد أمام محل بيع أقمشة، يصرخ بأعلى صوته عن الأسعار وأنواع القماش، وصبي في محل ساعاتي، وغيرها من المهن البسيطة، لكنه استطاع بصبره ومثابرته وموهبته أن يشق طريقه إلى القمة ويصبح تميمة الحظ لكل منتج يبحث عن النجاح، لهذا لم يكن غريبا أن يمثل في عام 1954 ثمانية عشر فيلما، ويكون هو أكثر نجوم الكوميديا غزارة في عدد الأفلام، حيث مثل بداية من فيلمه الأول (خلف الحبايب) عام 1939 وحتى آخر أفلامه (الرغبة والضياع) عام 1973 (207) فيلما سينمائيا، وقدم حوالي 50 مسرحية كوميدية، و200 أغنية.
خلال الأيام القادمة وبالتحديد يوم 24 مايو نحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل هذا الفنان الذي عايش أجيالا كثيرة، ويعايش حاليا من خلال الفضائيات أجيالا جديدة أخرى لم تعش عصره ويضحكها أيضا!.