رياض القصبجي : أنا فتى أحلام بنات البلد !
إعداد : أحمد السماحي
من نجوم الصف الثاني الذين عشقهم الجمهور المصري والعربي الفنان (رياض القصبجي) الذي كون ثنائيا فنيا مع الفنان الكبير (إسماعيل ياسين) في العديد من الأعمال الوطنية تحديدا التى تحدثت عن الجيش والشرطة، واشتهر بشخصية (الشاويش عطية)، في عام 1954 وبالتحديد في شهر يناير دعته مجلة (الكواكب) ليكتب خواطر وأحداث مرت به في حياته الشخصية فكتب تحت عنوان (أنا فتى أحلام بنات البلد) الآتي :
إذا كانت للسينما أفضال على لأنها حياتي ورزقي فإن لها أيضا متاعبها التى لا تنتهي، ولست مغرورا لقول إنني ممثل مشهور، ولكن الحقيقة أنني ظهرت في أكثر من مائة فيلم مما جعل وجهي مألوفا عند الناس، وأنا لا أكاد أذهب إلى مكان فيه أولاد بلد حتى أجدهم يلتفون حولي ويرحبون بي وفي أعينهم خوف مني على اعتبار إنني فتوة في حياتي كما أنا فتوة على الشاشة، والحقيقة أن هذه النظرة نفعتني كثيرا إذ لا يجرؤ بقال أو جزار أو بائع خضر أن يبيعني شيئا بثمن مرتفع أو بثمن أعلى من التسعيرة، أنهم دائما يجعلونني أحس أن للفتونة امتيازا على الضعف، وأن من حقي أن أقول كن فيكون!
الزوج يفرج زوجته على
أذكر ذات مرة أن كنت جالسا فى مقهى اعتدت دائما الجلوس فيه وقد رأيت رجلا يمر أمامي ويتفرس في وجهي ثم يبتعد قليلا ويعود بعد دقائق فيتفرس في من جديد!، وأيقنت أن الرجل يريد أن يتفرج على ممثل فتشاغلت عنه حتى لا أحرجه وحتى أتركه يتفرج كيف يشاء، ولكني فوجئت به بعد دقائق يتقدم مني قائلا: والنبي تسمح يا أستاذ أبوالدبل!، فقلت له : نعم!، فقال : تيجيي معايا شوية برة القهوة!
ودفعني الفضول إلى أن أتبعه، وكان الحرج باديا عليه، عندم قال لي : (أصلي معايا الست بتاعتي وأولادي وهم واقفين على الناصية علشان عاوزين يتفرجوا عليك!)، وذهبت مع الرجل وتفرجوا على، وفوجئت بزوجته تهمس في أذن صغيرها: (أهو لو عيطت حانجيبه لك، خليك فاكر!)، وصرخ الطفل، فأطلقت ساقي للريح وسط ذهولي!
إعجاب الزوجة وغيرة الزوج
مرة ثانية ذهبت لأزور أحد أقاربي في حي السيدة زينب، وأوغلت في السير في شارع (زين العابدين) حتى اقتربت من المذبح وقابلت رجلا مفتول الشارب بجوار إمرأة تحبك ملاءة حول عودها في براعة وإحكام، وتوقفت المرأة حين رأتني وهتفت وكأنما عثرت على كنز!: حسنين أبوالدبل أهو!، ووجدت (حسنين) ينظر إلى شذرا وشاربه يرتعش ثم يطبق قبضته وسدد لكمة هائلة لفك زوجته وهو يقول لها: (أبوالدبل مين يا مجرمة هو أنا مش مالي عينك؟!)، وصرخت المرأة صرخة هائلة وخشيت أن أتقدم لأسوي الموضوع فينهال على (حسنين) الفتوة ضربا، كان واضحا إنه راجل غيور لا يحب لزوجته أن تنظر لأي رجل، حتى ولو كان هذا الرجل ممثل سينما.
ولكم أن تتصوروا الحرج الذي وقعت فيه حين تجمع الناس حولنا، وبدأوا يصلحون ذات البين بين الرجل وزوجته، وينظرون لي على أنني السبب.
النجار والفتوة
مرة ثالثة كنت قد اتفقت مع أحد النجارين على أن يصنع لي (أنتريه) أنيقا وأعطيته عربونا، وحدد لي موعدا للاستلام ولكنه لم يسلمني شيئا في الوعد المحدد، وظللت أتردد عليه عدة مرات وهو في كل مرة ينتحل الأعذار وتضايقت منه، ومع أنني لا أحب العنف في معاملة الناس إلا إنني وجدت نفسي مضطرا لأن أقول للنجار ذات يوم وبصوت مرتفع من شدة الغضب: (إسمع يا جدع إنت، دي آخر مرة أنا حاجي لك فيها، المرة اللي جاية أنا حاروح على القسم أبلغ عنك!).
ونظرت فإذا بعصا غليظة تنهال على رأس النجار، وإذا برجل كالوحش يهجم عليه ويلقي بعصاه جانبا ويكيل له الروسيات، وأذهلني الذي حدث ففرحت بينهما وأنا أقول لنفسي : (إن هذا ذنبي)، ووقف الرجل المعتدي يصلح ثيابه وهو يقول للنجار والذي نزفت منه الدماء: (أمال ايه فاكر أن أبوالدبل ما وراهوش رجالة)، ونظرت للرجل مذهولا وسألته: بقى كل الضرب ده علشاني أنا؟!، فقال: أمال وأنا أنس جميلك على، أنا أنسى لما كنا في فيلم (المعلم بلبل) وقامت الخناقة وكل واحد من العصابة بتاعتك والناس اللي ضدنا مسكوني وكانوا حيموتوني وانت حشت عني!.
وسكت الرجل الذي استطرد قائلا: النهارده الاثنين تعال يوم الاثنين الجاي وأنا اللي حاسلمك طقم (الأنترية)، والعجيب في الموضوع أنني عدت يوم الاثنين التالي، فوجدت (الأنتريه) كاملا والنجار يرتعد خوفا مني بعد أن أفهمه الفتوة إنني (أبوالدبل) فتوة الشاشة!.