كتب : محمد حبوشىة
تظل المرأة المصرية محط أنظار المهتمين بالإعلام بصفة عامة، ومحل جدل شديد في أعمال رمضان على مستوى (الدراما والإعلانات والبرامج) بصفة خاصة، لذا أظهر التقرير الذي أعدته (لجنة الإعلام بالمركز القومي للمرأة) عدة مؤشرات تشير إلى الجوانب الإيجابية والسلبية في دراما وإعلانات وبرامج رمضان على نحو يستحق من النشر في سبيل التركيز بأضواء كاشفة على حال المرأة المصرية، والتي ظهرت كقوة داعمة للتطور، وتمكين المرأة للقيام بأدوارها بفاعلية ينعكس إيجابيا على الأسرة والمجتمع، وهو ما يكشف زيف النقاد ورواد السوشيال ميديا العابثين بمقدرات أمة في خطر، واذا كانت المرأة تشكل ما يقرب من نصف المجتمع من حيث العدد إلا أنها صاحبة التأثير الأكبر فيه وتقوم وسائل الإعلام بدور كبير في تنمية الوعي المجتمعي والتعبير عن مصالح أفراده لتحقيق التطور ودعم الاستقرار.
وبحسب (لجنة الاعلام بالمجلس القومي للمرأة)، تم تأسيس مرصدا لمتابعة ما يخص تناول قضايا المرأة في الإعلام المصري منذ عام 2016 سعيا لمعالجة موضوعية تتوافق مع استراتيجية الدولة ومبادرات تنمية الأسرة المصرية، ومع متابعة المحتوى الإعلامي الذي يبرز صورة المرأة في المجتمع ويتناول قضاياها، كان لزاما على المجلس إصدار كود أخلاقي لضبط التناول الإعلامي للمرأة بما يحقق مصلحة الأسرة المصرية والمجتمع ككل، وصدر الكود الاخلاقي لتناول قضايا المرأة المصرية في عام 2017، وتم التدريب على مراعاة المعايير المهنية والقيمية في عدد من المؤسسات الإعلامية والأكاديمية.
ومن خلال تعاون المجلس القومي للمرأة مع كافة الاجهزة المعنية بقضايا المرأة تم تحويل الكود الأخلاقي من مجرد فكرة إلى واقع ملموس ومؤثر، وفي شهررمضان من كل عام تتضاعف الجهود لضبط المشهدالاعلامي وتحقيق التوازن فيما يتعلق بتناول صورة المرأة و أبراز قضاياها، ويأتي تقرير هذا العام 2022 ليرصد و يقارن التناول الإعلامي للمرأة المصرية في الدراما الرمضانية والبرامج والإعلانات وأيضا منصات التواصل الاجتماعي لنضع ايدينا على ما وصلنا اليه و ما نتطلع لتحقيقه.
وأعلنت قبل أيام (لجنة الإعلام بالقومي للمرأة) المؤشرات النهائية لرصد الأعمال المقدمة في أعمال رمضان 2022 مؤكدة على تزايد الصور الإيجابية للمرأة بنسبة كبيرة هذا العام 70% في مقابل 30% للصور السلبية، وأوضحت الأستاذة الدكتورة سوزان القليني رئيسة اللجنة: إنه تم إجراء حصر شامل للمسلسلات المقدمة في القنوات الفضائية المصرية والتي تم عرضها مع بداية شهر رمضان، والبالغ عددها 30 مسلسلا، 25 برنامجًا 58 إعلانا من الإعلانات المعروضة لموسم رمضان الحالي لسلع تجارية وخدمية وحملات خدمة عامة على كافة القنوات المصرية، وأضافت أنه تمت متابعة الإذاعة المصرية المسموعة في البرامج والمسابقات على مختلف المحطات المصرية، إلى جانب الصحف المصرية الورقية والمواقع الإلكترونية عن صورة المرأة بواقع 320 موضوعا صحفيا في فنونه التحريرية المختلفة ما بين أشكال خبرية واستقصائية ومادة رأي، ولأول مرة رصد ردود الأفعال علي الأعمال الرمضانية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت (القليني) أنه تم تشكيل فريق عمل متكامل لرصد الأعمال المقدمة خلال شهر رمضان؛ اعتمادا على استمارة تحليل مضمون تم تصميمها واختبارها لرصد الأعمال الرمضانية لهذا العام، وذكرت أنه تم الاستعانة بنخبة من خبراء وأساتذة الإعلام بالجامعات ووسائل الإعلام المختلفة وقالت إنه تم الوصول إلى مجموعة من المؤشرات المختلفة، ولكن بشكل عام يمكن القول إن المؤشرات النهائية لرصد وتحليل صورة المرأة في رمضان 2022، أظهرت تفاوتا في عرض وتقديم صور المرأة والقضايا التي تهتم بها ويظهر ذلك من خلال ما يلي :
أولا: مرصد الدراما التليفزيونية:
للمرة الأولي منذ بداية المرصد عام 2016 يرصد مسلسل يناقش قضايا المرأة بعمق وجرأة وواقعية خاصة في الصراعات التي تخوضها السيدات داخل المحاكم وأقسام الشرطة وتبعات ما تعانيه النساء بعد الطلاق وذلك في مسلسل فاتن أمل حربي، وهذا العام تحديا شهدت الدراما التزاما كبيرا بالكود الإعلامي لمعالجة قضايا المرأة في وسائل الإعلام كما شهد التعاون بين المجلس والجهات الإعلامية المعنية باتخاذ القرار وتمثل ذلك في وقف عرض أحد حلقات مسلسل (دنيا تانية) ووقف أحد إعلانات الملابس الداخلية، فضلا عن حذف مشاهد من أحد الإعلانات وذلك للإخلال بالمعايير الإعلامية والأخلاقية للمجتمع.
تضمنت المسلسلات العديد من الرسائل الهامة عن المرأة من بينها أهمية التعليم، المساواة، وتمكين المرأة ، ومشاركتها مع الزوج في الأعباء والمسئوليات المالية والاجتماعية، واهتمام المرأة بأسرتها وقضايا تربية الأبناء، دور المرأة في تنمية الأسرة، القوة والصلابة واقتحام مجالات العمل غير التقليدية، ضرورة مساندة المرأة اجتماعيا وقانونيا -الحماية الاجتماعية للمرأة
من أهم الرسائل الضمنية بالإعلانات التحدي، سلوب حياة المرأة القوية.
وخلص التقرير إلى أن:
من أكثر ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي الإشادة بوجود المرأة كعنصر فاعل في الأجهزة السيادية للدولة وخاصة المخابرات العامة .
من أهم ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة العمل علي تغيير قانون الأحوال الشخصية المضر للمرأة والرجل علي السواء.
وتأتي أهم المؤشرات العامة لتحليل صورة المرأة في الانتاج الدرامي كما يل:
الالتزام بوجود التصنيف العمري للمشاهدة قبل بداية الأعمال الرمضانية وإن كان معظمها لا يتناسب مع الفئة العمرية المحدد لها من حيث مشاهد العنف أو الألفاظ المستخدمة في الإطار الدرامي.
جاء إجمالي الأعمال الدرامية للبطولات النسائية 12 عمل درامي (أحلام سعيدة – فاتن أمل حربي – يوتيرن – جزيرة غمام – انحراف – مين قال – رانيا وسكينة – وجوه – شغل على العالي – دنيا تانية – بيت الشدة – بطلوع الروح)، وقد عكست مسلسلات البطولات النسائية هذا العام اكثر من ظاهرة إيجابية منها اشتراك أكثر من بطلة في عمل واحد مثل (رانيا وسكينة وشغل في العالي وأحلام سعيدة وبيت الشدة وبطلوع الروح)، كذلك عكست صورة المرأة التي تشارك في القضايا التي تخدم المجتمع في شتى المجالات .
تنوع الإنتاج الدرامي هذا العام من حيث تناول قضايا وموضوعات المرأة النابعة من الواقع الفعلي ومتماشيا مع القضايا الحيوية المطروحة على الساحة فضلا عن مواكبتها لحركة تطور التشريعات وما ورد في المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية.
تزايد الصور الإيجابية للمرأة بنسبة كبيرة هذا العام 70% في مقابل 30% للصور السلبية وهو ما يؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه الدراما في خدمة قضايا المرأة، كما قلت نسبة العنف ضد المرأة في المسلسلات بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة، كما أن العنف المرصود في المسلسلات هذا العام تم توظيفه في السياق الدرامي لعرض المعاناة التي تتعرض لها المرأة في سبيل التغيير وهو مطلوب وضروري لتوصيل الرسالة.
اهتمام مسلسلات هذا العام بالقضايا التي تهم الدولة وتضعها في استراتيجية الإصلاح التي تتبناها لبناء الجمهورية الجديدة ومثلت فيها المرأة المصرية الدور الداعم للقضية المصرية، كما كشفت المسلسلات كواليس الحياة الإنسانية والأسرية للضباط ودور الزوجات والأمهات في المنزل أمام المسؤولية الملقاة على عاتقهم، مثل قضية الإرهاب وملفات التخابر والجاسوسية والتآمر في مسلسل (الاختيار3 والعائدون).
وإجمالا يمكن القول أن مسلسلات هذا العام حملت الكثير من الرسائل الصريحة والضمنية التي تخدم قضايا المرأة، ومن الجدير بالذكر أن أغلبها جاء في خدمة قضايا المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية الذي يتبناه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤكدا على ضرورة مشاركة المرأة المصرية في تنمية الأسرة المصرية وأنها صانعة مجد الوطن والأساس المتين لبنائه ونهضته.
ثانيا: مرصد الإعلانات التليفزيونية:
ظهرت المرأة فى الإعلانات الخدمية بصورة إيجابية، قوية مشاركة فى تنمية المجتمع تحث على التبرع لعمل الخير مهمتها تنمية الاسرة المصرية ورعايتها، مثل الدكتورة هبة السويدى والفنانة اسعاد يونس.
ظهرت المرأة من ذوى القدرات الخاصة قوية مواجهه متحدية بطلة رياضة قادرة ومشاركة مواجهه للمجتمع بقدراتها الخاصة، كما ظهرت البطلة المتحدية والتى لا تعرف المستحيل أمثال (رحمة خالد ومنال حسنى) إحدى ناجيات الحروق .
فى الإعلانات التجارية ظهرت المرأة العصرية التى تستخدم أحدث الأجهزة المتطورة، والسيدة صاحبة القرار الداعمة والتي تمثل نصف المجتمع والمشاركة للرجل فى الرأى والمتحدية للمرض ومثال القوة مثل (ياسمين عبد العزيز).
فى إعلانات الملابس ظهرت المرأة قوة ناجحة ومحل أنظار المجتمع ولسه مكملة نجاحتها ولا تعترف بالفشل وهدفها القمة مثل إعلان (كارينا) لنيللى كريم.
فى إعلانات البنوك ظهرت المرأة البطلة الرياضية ذات القدرات الخاصة المحاربة والتي تعرف قيمة نجاحها وكيفية الوصول للقمة، مثل (رانيا علوانى)
اختفت فى إعلانات هذا العام الصورة السلبية للمرأة وهذه رسالة قوية لدور المرأة الواعي التي لا ترضى بالإهانة أو المذلة خاصة فى إعلانات (الغارمات واكفل أسرة فقيرة).
كان دور المرأة قويا فى تنفيذ خطة سيادة الرئيس من خلال المشروع القومي لتنمية الأسرة، ومشاركة لسيدات المجتمع المدني فى رفعة الوطن وتحسين أحواله ورقيه وحل مشكلاته من خلال حملة (قادرون باختلاف، وحياة حلوة، وحياة كريمة).
بعدت إعلانات رمضان عن الصورة سلبية للمرأة باستثناء إعلان (الممرضة المتنمرة) والذى تم حذفه على الفور، كذلك لم يظهر أى مظاهر للعنف ضد المرأة باستثناء إعلان (الفتاة المخطوفة، والفتاة المدمنة) في إعلان (رحلة الإدمان قصيرة)، والفتاة المتعدية على حقوق الآخرين في إعلان احد المنتجات الغذائية .
ظهرت جميع فئات المرأة في الإعلانات ومنها (المرأة العاملة والتي تسوق الجرار، وأخرى تقود السيارة، والمتعلمة، والفلاحة، وربة المنزل، وبائعة الخضار، والممرضة، والدكتورة، والمهندسة المعمارية، والمعملية، والراقية، والمتحررة، والمتطورة، والمدرسة، والشيك، والداعية، والمحامية، والفنانة، والراعية لأبنائها، والمرضعة، والعروسة خريجة الجامعة، والبسيطة، والمراهقة، والطفلة، والفائزة، والمعافرة، وبائعة المناديل، وبائعة الورد والمتزوجة الصغيرة، والطالبة، والمسنة، والجميلة، والمريضة والمتعافية ومستخدمة التكنولوجيا وربة المنزل .
وتأتي الرسائل الصريحة والضمنية فى الاعلانات على النحو التالي:
رسالة صريحة بأن التحدى أسلوب حياة المرأة القوية، والدعوة للتبرع للقضاء على قوائم انتظار أطفالنا مرضى القلب.
رسالة لكل سيدة بمواجهة الحياة وعدم الاستسلام وتكملة الحياة بصورة طبيعية حتى وان تشوه الجسد بالحروق.
الدعوة للتبرع لتحقيق حلم الدكتور مصطفى محمود فى علاج المرضى بالمجان، كذلك احترام الذات والسن هو عنوان المرأة القدوة والمثال.
ملايين المصرين مع الدكتور مجدى يعقوب يعملون على تحقيق حلم كثير من مرضى القلب فى الشفاء والقضاء على قوائم الانتظار، وأن الإيمان بشفاء الأطفال من الإيمان بالله وطريق الجنة هو الإيمان بتخفيف آلالام للمرضى وليس كلمة فى بطاقة.
الصبر على الابتلاء فى مرض أحد أبنائنا وتحمل فترة العلاج القاسية مع بث الأمل فى نفس المريض والإيمان بتطور العلم، وأن الحالة النفسية مهمة جدا فى تقصير مدة علاج الأطفال ورعايتها مهمة بالتساوي مع الرعاية البدنية، وأن كل يوم هناك جديد فى العلاج والشفاء أصبح ممكنا فى إعلان مستشفى 57357.
إن رحلة العلاج تبدأ بخطوة أمل من المريض وخطوة دعاء من الأم وأن الإيمان بالله وبمهارة الطبيب المصرى وفريق التمريض المدرب وتطور العلاج والأجهزة الطبية عوامل مهمة فى شفاء المريض .
الرسالة فى إعلانات رمضان الخدمية صريحة وواضحة ومباشرة للتبرع لمرضى القلب ومرضى السرطان، ومرضى الغسيل الكلوى، و رعاية مرضى الكبد، وكفالة بطل من أبطال التحدى، والتبرع لأسرة فقيرة من بنك الطعام، وتنظيم الأسرة ورعايتها فى حملة (حياة حلوة)، والحفاظ على الصحة والكشف المبكر فى حملة (100 مليون صحة).
الامتنان لسيدات مصر الفضليات اللائي رحلن عن عالمنا ويبقى عملهن درس يعلمنا كيف أن مهمة رعاية أبنائنا واجبة مثل (أنيسة حسون والدكتورة عبلة الكحلاوي) التي دعت لرعاية كبار السن من مصابي مرض الزهايمر.
حظر للزواج المبكر للفتيات وتجريمه بقوة القانون ولا للتسريب من التعليم، ولا لعمل الأطفال في حملة حياة كريمة.
تربية أبنائنا على التصدق والتبرع للمضي والمحتاجين والفقراء وكفالة الأيتام والمشاركة المجتمعية لأنها واجب وطني في إعلان (بيت الزكاة)، والمشاركة المجتمعية فى توزيع الأطعمة والمستلزمات على المحتاجين مهمة إنسانية على الميسورين والقادرين، إن فكرة العطاء والتجارة مع الله طريق الخير وإصلاح المجتمع والتكافل بين المصريين.
رسالة وزارة التربية والتعليم فى أن تعليم أبنائنا لم يعد يعتمد على الحفظ والتلقين كسابق عهده، وإنما بدأنا عصر التطوير والتطبيق والتدريب العملي والاختراع الابتكار والتعلم النشط واستخدام المهارات وذكاء الطفل في فهم المواد وليس حفظها .
رسالة وزارة الصحة فى مبادرة (100 مليون صحة) والتي غطت 86 مليون مصري فى الكشف المبكر الذى شمل 22 مليون سيدة وعمل الفحوصات الأمراض الوراثية والسمع والكشف المبكر والأنيميا والتقزم وأمراض السمنة وأخذ التطعيمات لأطفالنا، ومتابعة الجرعات التنشيطية .
رسالة واضحة تقدمها إعلانات البنوك وشركات التأمين على الحياة باستخدام التكنولوجيا فى المعاملات البنكية والكروت الزكية والمعافرة والتمسك بالحلم فى اعلان (بنك مصر)، والوقوف بجانب الزوج فى إعلان (البنك الزراعي المصري) والتحدي للفوز والنجاح فى إعلان بنك مصر ويدعونا البنك الأهلي بأن هناك دائما فرصة جديدة والتجديد والتطوير من نفسنا ضرورة.
جاءت الرسائل في إعلانات الخدمات في مجملها قوية وإيجابية وداعية لمصر مثل (سنة حلوة عليك يا مصر، وداعية لأبنائنا بالفين سلامة على اللى رد روحنا فينا، محفزة يا معافر، شكر وامتنان فى كتر خيرك، راعى أرض مصر.
ثالثًا: مرصد البرامج التليفزيونية
أهم المؤشرات لتحليل صورة المرأة في البرامج التلفزيونية كما يلي:
جاءت نسبة ظهور المرأة في برامج رمضان 2022 متوازنة؛ حيث حرصت غالبية البرامج على وجود عدد من السيدات من ضمن قائمة الضيوف، واعتمدت البرامج العامة في رمضان على الإثارة، والحديث عن الحياة الشخصية، أو الخوض في أسرار حياة فنانين آخرين، ولم تكن كلها إيجابية.
قدمت بعض البرامج العامة صورة سلبية عن المرأة من خلال انتهاك الخصوصية، الخلافات والفضائح، التشهير، الخيانة، الغيرة، التعصب، التجاوز بالإساءة وضرب المرأة وغيرها.
تعمدت بعض البرامج العامة إظهار المرأة بصورة سلبية وعلى رأسها برنامج (العرافة) حيث تعمدت مذيعة البرنامج سؤال ضيوفها من النساء أسئلة محرجة مثل العمر والوزن وعدد الزيجات وغيرها من الأسئلة التي تخجل المرأة من الإجابة عنها علناً.
وجهت بعض البرامج اتهامات محرجة للنجمات المشاركات فيها، فجاءت صورة المرأة المتوترة المنفعلة في بعض حلقات البرامج الحوارية على العكس من النقطة السابقة تماما جاءت إجابات بعض الضيوف من السيدات قوية للغاية رغم صعوبة الأسئلة الموجهة لهن.
أظهر برنامج (حياة كريمة) صورة إيجابية للغاية عن المرأة المصرية؛ حيث أظهر سيدات المجتمع المصري في صورة المكافحات من أجل لقمة العيش وتربية أبنائهم مثل بائعة الترمس التي تسعى لعملها منذ بدايات النهار وهي تحمل طفلتها، وبائعة الخضروات البسيطة التي تساعد المرأة المحتاجة للمال بكل ما تملكه من نقود وغيرها.
احتوت بعض البرامج على صور إيجابية للمرأة مثل إظهار قدرة المرأة في التحكم في الغضب، الشخصية القوية، القدرة على التحدي، الثقة، الصراحة، الجرأة.
جاء ظهور المرأة في البرامج الدينية بشكل متوازن للغاية، حيث حظيت المرأة بمساحة للظهور من خلال قضايا البرامج الدينية التي يتم عرضها على مختلف القنوات المصرية في رمضان 2022.
تم تخصيص غالبية حلقات برنامج (الحياة أخلاق) للحديث عن المرأة وأهمية دورها في التاريخ الإسلامي، وذكر الأدوار العظيمة التي قامت بها النساء في حياة الرسول الكريم مثل السيدة خديجة والسيدة عائشة وغيرهن من نساء المسلمين.
خالفت برامج المقالب الأكواد الإعلامية الموضوعة؛ حيث اعتمدت معظم برامج المقالب على الإساءات اللفظية للمرأة سواء من مقدمي المقلب أو الضيوف برنامج (رامز موفي ستار).
هناك بعض الضيفات من النساء اللاتي جذبن الانتباه من خلال إطلالتهم البسيطة في البرامج الحوارية مثل الفنانة (نورهان) في برنامج (نص الحدوتة) والفنانة (نوال الزغبي) في برنامج (كلام الناس).
لم يتم استضافة سيدات أو فتيات مؤثرات في مختلف القطاعات أو نواحي الحياة فلم يكن هناك فرصة لظهور المرأة المفكرة، أو الأديبة، أو الطبيبة، أو المهندسة، أو القاضية، أو اللاعبة الرياضية، ولدينا نماذج كثيرة وإيجابية جدا للمرأة والفتاة المصرية التي وصلت العالمية في مختلف المجالات.
غابت المرأة أو الفتيات من ذوي القدرات الخاصة والمميزات في مجالهن من أي استضافة في البرامج العامة.
البرامج التي استضافت المرأة البسيطة مثل (نص الحدوتة، وواحد من الناس) خطفت الأضواء في عرض صورة المرأة بشكل ممتاز.
وجاءت الرسائل في برامج رمضان على النحو التالي:
كانت الغالبية العظمى من البرامج محل الدراسة يغلب عليها الجانب الترفيهي، تهتم بالحديث مع النجوم وتعريضهم لبعض المقالب الطريفة لدراسة ردود أفعالهم تجاه الخطر الذي يتعرضون له، أما في الحقيقة فكان هناك أكثر من غرض ورسالة في برامج رمضان، ومنها : (الترويج لبعض الدول سياحيا، إبراز الجوانب الشخصية غير المعروفة لبعض الفنانات لدي المشاهدين، جذب أكبر عدد من الجمهور ورفع نسب المشاهدة.
وفي النهاية يتضح لنا من خلال ما قمت به بتلخيص لتقرير (لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة) أن المرأة المصرية تبدو في عز قوتها على مستوى التأثير والتأثر على مستوى وجودها وفاعليتها في وسائل الإعلام المختلفة، وهو ما يعكس وعي الدولة المصرية بأهمية دور المرأة في النهوض بالأسرة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة، وهذا ماترجمته أعمال رمضان 2022 كما جاءئ في هذا التقرير الكاشف للحقائق التي غالبا ما تضيع في زحمة النقد وتشويس السوشيال ميديا .. فتحية تقدير للمجلس القومي للمرأة من خلال لجنة الإعلام في دأبه الشديد على توضيح الحقائق الغائبة.