بقلم : علي عبد الرحمن
منذ أن أطلق السيد الرئيس دعوته للحوار الوطني خلال حضوره حفل إفطار (بيت العائله المصرية) ودعوات الترحيب منهمرة، ولعل كل كادر وطني أو هيئة أو جهه أو حزب أو نقابه أو إئتلاف أو قادة رأي أو خبراء المجتمع المدني، كل يفكر في مجاله وتخصصه ليقدم للحوار فكرة جيدة أو مقترحا قابل للتنفيذ أو خطة تصلح خللا ما في مجال تخصصه، عندها سنقدم للمؤتمر خلاصة أفكارنا الجادة ومحصلة سنوات العمر لنصلح شيئا معوجا ونساهم في خطط مستقبليه جادة وندعم الدخول إلي الجمهورية الجديدة بفكر عصري منفتح مخلص وجاد.
وحيث أن بعض الجهات والأحزاب بدأت في طرح بعض الموضوعات التي تري أنها ملائمة لطاولة الحوار الوطني منها: (قوانين البناء والإيجار والإداره المحليه والأحزاب السياسي وملفات تسهيل الإجراءات وضبط الرسوم وتسعير الخدمات وضآلة المعاشات والتعديل الوزارية والإدارة المحليه)، وهذه نقاط لا نقلل من أهميتها علي الجانب الإجتماعي والإقتصادي والإتفاق الفكري بالمجتمع، ولكننا من خلال واجبنا الوطني نضيف تصنيفا آخر للملفات المقترحه لطاولة الحوار الوطني وهي (ملف الفراغ الحزبي وسماع الرأي الآخر وأهل الكفاءة والولاء وبنك وطني لأفكار للوطن والوضع الاقتصادي وضبطه وتصحيح الصورة دوليا وملف روافد القوة الناعمة وجدلية الخطاب الديني وسياسة الخطاب الإعلامي وتسعير الخدمات أيضا والنظر في تدني المعاشات وقضايا تشغيل الشباب وقضايا الهوية والانتماء وأولوية أجندة مشروعات العمل الوطني وقضايا إصلاح الجهاز الإداري للدولة ومتطلبات التحول الرقمي ومبادئ الجمهوريه الجديده).
وأتمني من اللجنة الوطنية المسئوله عن الإعداد للمؤتمر أن تجمع كل القوائم المقترحة لطاولة الحوار وتختار بحس وطني أهمها حاليا وأكثرها تأثيرا، وذلك من أجل حوار مجتمعي جاد يصلح حالة المزاج الشعبي العام وحالة التباين الفكري وحالة صمت الخبرات، لنخرج من المؤتمر بصورة مغايرة لما دخلنا به، وليكن حوارنا الجاد هذا دوريا كل عام نقيم فيه جهود عام مضي ونرتب فيه ملفات عام قادم، وليكن (حوار مصر) أو (حوار أهل مصر) أو (ملتقي المصريين) أو (من أجل مصر) أو (علشانك يامصر) أو (بكره أحلي) أو (أفكار للوطن) أو (ناس بتحب مصر)، أوماشئتم من الأسماء.
وأتمني أن يتفق القائمون علي وضع أجندة الحوار الوطني علي ضرورة مناقشة ملف (قوة مصر الناعمة) وروافد الهوية والانتماء والريادة، بما يتضمن من ملفات الاعلام والإنتاج والتأثير ودور الدولة في دعم ومتابعة وتصويب ذلك المسار.
وأتمني أن تشمل ورقة الإعلام المصري في هذا الحوار الوطني أولا أن نقر أن مشهدنا الإعلامي يمر حاليا بما يلي:
(لدينا أزمه ولدينا انفلاتا ولدينا خمولا ولدينا غياب خطط ولدينا تداخل جهات ولدينا عدم رضا المواطن ولدينا إعلام محبط، ولدينا خلل في فهم دور الإعلام ورسالته وتدريسه وتدريبه ومواثيقه ومجلسه،وهيئاته وقياداته، ولدينا إنفاق مسرف ونوافذ متشابة ومضامين مكررة، ولدينا احتكاروبطالة أيضا، وليس لدينا إعلام ديني ولا شبابي ولا أسري متخصص، ولدينا إهمال للريف وأطراف الوطن، ولدينا ضغوط جهات ومجتمع مدني وعاملين أيضا، ولدينا غياب عن الانتاج الضخم المتنوع والديني والتاريخي والتنموي والسياحي والإنجاز، ولدينا خلل في الهياكل واختيار القيادات، ولدينا أمية معلوماتية ومركزيه وغياب عن صناعة الأحداث وغياب لمفاهيم التخطيط والترويج والتسويق والمنافسة).. كل ذلك حاصل في مشهدنا الإعلامي العام والخاص وتلك هى المشكله محددة وواضحه.
فهل الظروف ملائمه حاليا لفتح هذا الملف خلال الحوار الوطني القادم؟، نعم وألف نعم، لماذا؟، لمايلي:
دخولنا الجمهوريه الجديدة وإعادة بناء مصر والدوله القوية التي تحتاج إعلام قوي، الحاجه لخطاب إعلامي وطني داعم، ووجود المجالس والهيئات والهياكل التنظيميه للإعلام، والدعوه الرئاسية للحوار الوطني، وحالة عدم الرضا من الجميع عن أداء الإعلام، وكثرة نفقاته وتشابه نوافذه وضآلة محتواه وغياب رسائله الداعمه، وتفوق الإعلام المحيط بنا، وإنحسار روافد القوة الناعمه لأم الدنيا.
ولما كانت أمامنا المشكلة، ولما كان الظرف شديد الملائمة فهل هناك حلول؟ ، نعم وهناك خطة وخارطة طريق لإعلام وطني هادف رائد يلائم قامة مصر وقامتها في جمهوريتها الجديده، نعم لدينا مقترحات لتحريك الملف قدما من خلال 30 سنه خدمة في هذا القطاع الاستراتيجي العام والخاص ومجالي التدريس والتدريب ، وفي هذا نحتاج إلي:
إرادة سياسية داعمة لإصلاح الملف، وخطة قومية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وخطة قوميه للإنتاج المتنوع وانتقاء للكوادر المنفذة والترويج المسبق، ووضع خرائط غير متشابهة وسياسة تحريريه للخطاب الإعلامي وأكواد مهنيه ملزمة وتحديد جهة واحده للإشراف والمتابعه والتصويب، ووضع هوية واضحه لكل شبكة أو قناه أو برنامج وتحديث معدات العمل وملائمة بيئة العمل، ووجود جهة للتنسيق بين الإعلام الرسمي والخاص، وضغط الهياكل واستحداث إدارات الترويج والتسويق والجوده والتدريب والابتعاث، وفك الاحتكار وفتح المجال للخبرات وبنك للأفكار وقيادات عصرية ومحو الأميه المعلوماتية، وعلاج هروب الكوادر،والعوده للإنتاج الكبير (برامجيا ودراميا دينيا وتاريخيا).
وليعد دور الدوله في ذلك والاهتمام بإعلام الغد البديل على مستوى (أدواته وتطبيقاته وكوادره ومحتواه)، ولتعد صناعة الأحداث من مهرجانات وملتقيات وأسواق)، ولنضع خطة لإسترداد الريادة وروافد الثقافة والهوية والانتماء، ولنضع خطة لتسويق مصر الجديدة عالميا، وليكن لإعلامنا (براندا وشعارا)، كما سيصبح لمصر الجديده (براندا وشعارا) يناسب الجمهورية الجديدة وحواراتها الوطنية الدورية.
نعم نحتاج هويه وشعار لكل قطاع وشبكة وقناة وبرنامج، ومجالس تنفيذيه ذات خبرة وقرار، وبنك قومي للأفكار وفكر اقتصادي داعم وإعلام إقليمي منتج للنوافذ القومية، وخدمات تعليمية عصرية وخدمات متميةه للملايين من أبنائنا في الخارج، وأكاديمية تدريب عصرية، وأرشيف قومي سمعي وبصري ومتحف لتاريخ الإعلام ومعداته وأزيائه، ووحدة للإنتاج الحكومي ومسرح وكورال ومواهب الإعلام، وحفلات في الداخل والخارج في حب مصر، ومهرجان النيل للإعلام، ومركز لصناعة الهوية، ومركز لدراسات الجدوي والبحوث والنشر، وجامعة إعلاميه ومرصد قومي عالمي ووكالة أخبار مصرية ووكالة تسويق مصرية ووكالة إعلان قومية وقناة وإنتاج لأفريقيا وقناة دينيهة وقناة عالميه للأخبار، ومنصة دوليه عالميه تسوق لمصر.
نحتاج إعلاما قويا لدولة عادت قوية وإعلام رائد لدولة عائدة للريادة وإعلام منتج لدولة منتجة، وإعلام يقظ لدولة طموحة وعدالة إعلامية في دولة ترسي العدل، وتنوع إعلامي لدولة ذات أطياف متجانسة، إعلام مصري لمصرنا وعالمي لأم الدنيا، والله والوطن من وراء القصد، وتحيا مصر، ويحيا حوارها الوطني القادم بفضل الله الودود .. آمين.