كتب : محمد حبوشة
التشويق هو شعور من الفرح والإثارة مختلط مع الخوف والتوتر والقلق، وعادة ما يأتي هذا الشعور من مصدر لا يمكن التنبؤ به (مصدر غامض) ومثير، وقد يحصل هذا الشعور عندما يكون هناك دراما معلقة متصورة، أو سلسلة من الأسباب التي تترك الشخص في شك، مع الشعور ببعض التوتر كونه العاطفة الأولية التي شعرت بهذا الوضع، ولعلنا أمام شعور غموض آسر وسحر لاينتهى سواء في الأحداث أم التشويق في مسلسل (ظل)، وأفضل مافي هذه المسلسل أنه يستطيع أن ينقلنا إلى عالم عجيب مملوء بالحيوية والإثارة، ولأن الإنسان بطبعه كائن يحب البحث والاستكشاف، ولذة المعرفة لا تعادلها لذة عنده، فتبدو لحظة الوصول للحقيقة بعد بحث وعناء أو حتى عن طريق المصادفة هى لحظة مفعمة بالحياة، إثارة، وعادة ما يحتاج ذلك الغموض وتلك الألغاز المعقدة إلى أشخاص عباقرة حتى يحلونها، مجرمون أذكياء جدا كادوا الوصول إلى الجريمة الكاملة، لولا محققون أصحاب بصيرة وبديهة فائقة، وهو ما يجعلنا بعد كل ما سبق نحب الروايات البوليسية، ومن لا يستمتع مأخوذا بكل تفاصيلها حتى الحلقة الأخيرة.
مسلسل (ظل) هو واحد من أهم مسلسلات التشويق الذي ينتمي إلى نوع الأدب والخيال الحر والمغامرات، وأدب الدراما مع قدر من الغموض الذي اعترى بعض المشاهد التي تتطلب القسوة في إطار الحبكة الدراميا التي وضع تفاصيلها بحرفية شديدة المؤلف (زهير رامي الملا، وإخراج المصري محمود كامل، وإنتاج مفيد الرفاعي) لنشاهد مسلسلا يشد انتباهنا طوال الوقت وننتظر الحلقات التالية بشوق جارف نحو معرفة تفاصيل حياة المحامي (جلال الباني/ عبد المنعم عمايري) وكشف غموض شخصية مصمم الأزياء (جبران الصافي/ جمال سليمان) بمساندة وتعاطف من جانب المحامي والروائي (قيس العابد/ يوسف الخال).
نحن أمام مسلسل يحلو انتظار مفاجآته، ويبقى درائما السؤال الكبير: ما سر (جلال ألباني) ودوافعه لارتكاب الشر؟، وعلى الإجابة أن تكون مقنعة، فتغفر شيئا من الانطلاق الضعيف، يضع سيف رضا حامد فكرة لطيفة بين يدي الكاتب زهير رامي الملا، فيفصلها على مهل، تاركا الأوراق الرابحة للحلقات العشر الأخيرة، تبدأ الأقنعة بالتساقط، (فيذوب الثلج ويبان المرج)، خلف خراب كل شيء، رجل بصفة محام، يختنق في داخله صوت الضمير، على وجهه ملامح ملاك وابتسامة أطفال، فيما يعقد مع الشيطان تحالف مصالح، وهنا يبدو لي عبد المنعم عمايري (حربائي في أداء الشخصية) قالها في أحد مشاهد الحلقة الأخيرة لسكرتيرته (صبا/ رانيا عيسى) عندما بدا أمامها متنكرا قائلا: أنا كمان عندما نظرت للمرأة لم أعرف نفسي كأني حرباء تغير جلدها)، بينما يتسلل كالأفاعي إلى العلاقات السوية فيبخ فيها سمه، ليظل الشيطان في المسلسل والحريف في التلون والكذب.
شاهدنا في البداية عدة حلقات يمكن اعتبارها مقبلات تسبق الوجبة الرئيسية، ولا تستغرب معدة تصاب بالشبع من الانتظار!، تطرح أسئلة حول مقتل عارضة الأزياء (نوارة) على علاقة بالمصمم العالمي جبران الصافي، كان الظن أن نهاية التحقيقات أجابت عليها، بدخول (إيلين/ كندا حنا) إلى حياة (جبران) بتعليمات من (جلال)، ودسها رواية (رحيل قسري) كطعم للإيقاع به، تتحرك إثارة ترقب الأحداث، يوشك الكباش أن يؤدي إلى خروج قرقعة مخيفة من يدي الرجلين، يظن (جبران) كالآخرين، أن (جلال) هو الحل، ليكتشف لاحقا أنه المخرب، واضع العصي في الدواليب، وهو حاملا حقده الأعمى تجاه المجتمع والناس
ظل الرهان طوال الوقت على مستور يشق طريقه نحو تصعيد مزلزل، حين وقع (قيس العابد) اسمه على رواية لم يكتبها، كان كمن يسلم نفسه لقدر مباغت يعيد تشكيل مفاهيمه حيال الحياة والإنسان، حاجته لكسب المال إنقاذا لوالدته المريضة قبل وفاتها شرعت له أبوابا لم تكن منتظرة، فالمحامي السابق في شركة (جلال جلوبال) لصاحبها (جلال الباني) المستقيل من مهامه بنداء من ضمير حي يعترض على الظلم، يتحول إلى العمل الروائي بعد رواية أولى فاشلة ينتحل (أدهم/ جهاد سعد) اسم (جودت الهادي)، ويورطه بأمر (جلال) برواية لم يكتبها، تتناول تفاصيل حميمية لعلاقة (جبران) بعارضة الأزياء المُنتحرة، فضلا عن الكثير من التفاصيل حول خصوصياته العائلية.
ويبدو لي بعد المشاهدة المتأنية للمسلسل الذي يثير الفضول والدهشة في آن، أن شهرة الممثل (عبد المنعم عمايري لم تنشأ على خلفية شكله الخارجي أو لتسلقه سلم النجاح من باب مقولة (أنا أو لا أحد)، فقد استطاع أن يحقق نجوميته من باب مثابرته واجتهاده وتأنيها في خياراته، فقد بقي محتفظا بعفويته وبشخصيته القوية واللطيفة في نفس الوقت، متمسكا بحضوره اللافت وبهوية الممثل الباحثة عما يضيف إلى مسيرته، ومن هنا فقد صعد (عمايري) سلم الشهرة بثبات، هى اليوم نجم عربي ينتظر إطلالته الملايين، ولا يزال يحصد النجاح تلو الآخر عبر أداء احترافي مدهش.
أما الفنان الكبير جمال سليمان رغم أنه نجم أكبر من الدور، استطاع أن يقدم مشاهد مذهلة على مستوى الحركة والسكون وانحناءة ظهره في مشاهد ما قبل الموت مسموما، وظني أن الصعوبة عند (جمال سليمان) يكمن في إبقاء الدور الذي يؤديه نضرا لافتا للانتباه في كل الأحوال، وعلى الرغم من أدائه دورا أقل مساحة في مسلسل (ظل) فإنه قد سمح له بالتركيز أكثر على أقل تفصيل عمل مصمم الأزياء الذي يحمل قلبا رحيما، ومن خلال المساحة القصيرة تكبر معه مساحة الإبداع والتماهي مع الشخصية التي أضفي عليها نوعا من النعومة، مبتعدا عن النمطية، ويبدو لي أنه بطريقة ما قام بدراسة الشخصية من حيث شكلها الخارجي والداخلي، وهو أدخله في مبارة في الأداء الصعب مع (عمايرى).
كذلك الحال مع (جهاد سعد) الذي قدم مونودراما مسرحية رائعة في أكثر مشهد، وخاصة مشهد هزيانه في الحلقة الأخيرة مخاطبا جيرانه بإيقاف الموسيقى، معلنا فلسفته العميقة نحو الحياة التي أفناها في السكر ولعب القمار، ورغم أنه يصنف بالشخصية المرضية المضطربة نفسيا، لكنه بدا بارعا – على قلة مساحة الدور – في إظهار مشاعره الداخلية على وجهه الطفولي مهتز الشخصية في حالات كثيرة تؤكد أنه ممثل يحمل قدرا كبير من الموهبة، وهو ما انعكس بالضرور عليه كما بدا من خلال أدائه الناعم، حيث ظهر كرجل لم يعد يثق في نفسه وفي تحليلاته مما حوله إلى شخص لا يقوى على اتخاذ القرارات تجاه نفسه وابنته الوحيدة، ولأجل ذلك كان مجبرا علي أن يعيش رهينا لأوامر الشيطان (جلال الباني) ، وذلك بعد أن فقد ماله في لعب القمار وورط ابنته في لعبة قذرة.
ثمة شخصيات لمعت في مسلسل (ظل) لتقدم معزوفة رائعة في الأداء ، حيث بذل الممثل (يوسف الخال) جهدا لتلميع (قيس العابد) من خلال دور طرزه (الخال) بإبرته وخيطه، وبعفوية كبيرة يحاول جره إلى مربعه الآمن لضمان النتيجة حين يكون الممثل نجما، وعلى المستوى النسائي، يشكل المسلسل نقلة لجيسي عبدو بشخصية (لجين) بغشاوة على العينين وسيطرة الوهم على العقل، ومن ثم أحسنت الانتقال من حالة إلى أخرى، وقد نجح الثنائي (ميادة/ أنجو ريحان)، و(رائد/ إيلي متري) فى أداء مغاير عندما دخل (جلال) على خطهما كجاريين لـ (لجين ورافي) محاولا تخريب علاقتهما الزوجية، وظل يحركش في وكر الدبابير حتى حل الطلاق بينها وبين زوجها المحامي الطموح في شركته (رافي/ وسام فارس)، وقد بدا لـ (لجين) أكثر من وجه، وجميع وجوهها مغشوشة، إحساسها أن (جلال) هو الأمان، حجر الدومينو الأخير قبل ارتطامها.
ويحسب لـ (بياريت قطريب) بشخصية (أمل) حسن الأداء، من حب مسكوت عنه تجاه (قيس) يمنحها حزنا دراميا، كما يحدث في حالة (صبا) بشخصية متقنة تؤديها (رانيا عيسى) سكرتيرة (جلال) والمرأة الغامضة في حياته، الظل ثقيل في الفيء يتمدد وتحت الشمس يحترق بلهيبها كما بدا من مباراة شيقة في الأداء جمعت (عبد المنعم عمايري) مع (جمال سليمان) و(جهاد سعد) في مسلسل الجريمة والغموض (ظل) بطابع المغامرة المليئة بالألغاز والشيفرات التي تتطلب من المشاهد تركيزا عاليا وذكاء استثنائيا، كما وتتميز بالإثارة والتشويق وحبكتها القصصية الرائعة والغموض الذي يلفها، والذي غلفه أداء هذا الثلاثي الاحترفي ، وهذا هو السر في ارتفاع نسبة مشاهدي هذه المسلسل.
وهنالك أكثر من مشهد (ماستر سين) لكني أتوقف أمام مشهد لقاء (جلال الباني/ عبد المنعم عمايري)، و(جبران الصافي/ جمال سليمان) في الحلقة (28) حيث أبديا تعبيرات بالعيون والجسد تؤكد صدق موهبتهما الطاغية وقدراتهما في الأداء التمثيلي الصعب في عالمنا العربي، حيث جاء المشهد على النجو التالي:
يجلس (جبران الصافي) في حالة من الإعياء الشديد بينما يدخل عليه (جلال الباني) منتشيا مزهوا بنفسه بعدما رأه في حالة احتضار بسب السيجار الذي سممه له.
جلال : مساء الخير مسيو جبران.
جبران بصوت متهدج : أهلا وسهلا يا أستاذ جلال .. أنا آسف ما فيني أوقفلك.
جلال منتشيا : معذور ان شالله معافى.
جبران : شكرا اتفضل.
جلال : هه قولي؟
جبران : أستاذ جلال .. أنا طلبت ان اشوفك قبل فوات الآوان .. يمكن يكون هادا آخر لقاء بينتنا .. صحيح ان علاقتنا كانت قصيرة كتير .. بس فيها ألغاز كتير.
جلال : لا .. لا .. علاقتنا طويلة .. طويلة .. طويلة كتير .. أكتر ما تتوقع!
جبران : مظبوط .. هذا اللي اكتشفته متأخر .. ثم يسلمه دفتر ذكريات (نورا).
جلال : وصلك ؟
جبران : وصلني .. انته اللي كاتب الرواية .. صح؟
جلال بابتسامة خبيثة : صح.
جبران : بس ممكن أعرف ايش الهدف من القصة؟
جلال : الناس تعرف الحقيقة ببساطة.
جبران : أنهي حقيقة؟
جلال : حقيقتك .. حقيقة جلال الصافي .. مصمم الأزياء العالمي .. اللطيف .. الجينتل مان .. المحب .. المصمم الي يصمم لكل نجمات العالم .. اللي هو في نفس الوقت سبب دمار عائلة بكاملها.
جبران : انته ابنها لسناء؟
جلال : آه .. أنا ابنها لسناء اللي عاش طفولته كلها بدار الأيتام .. ابن لسناء اللي قتلها زوجها رياض .. اللي انحبس وانتحر بالسجن!.
جبران : انته متخيل ان الأحداث دي كلاتها حقيقية؟
جلال : الحقيقة بس بيعرفها اللي دفع تمنها .. أنا دفعت التمن غالي .. أنا سألت كتير وعرفت كل التفاصيل.
جبران : يعني جهاد الموجود بالرواية واللي المقصود فيه أنا .. انته مقتنع انه كان على علاقة بسناء؟.
جلال : أكيد .. هذا الحقير استغل وضع مرة مسكينة .. الفقيرة المعترة .. اللي جوزها كان مريض وعمل معها علاقة.
جبران : على فكرة أبوك ما كان مريض .. أبوك كان إنسان سكير ومقامر .. كان يضطهد أمك ويضربها ويأخد كل شيئ بتطلعه من المشغل .. عشان يلعب فيه قمار .. أمك كانت ضحية أبوك .. أمك كانت إنسانة لطيفة جدا .. مسالمة .. رقيقة .. بس أنا مع الزمن فهمت عواطفها غلط .. صارت تتولد جواتي مشاعر تجاهها .. فعلا حبيتها .. وهى لما حسيت بهالشيئ راحت تبعدني عنها، لكن بشكل لطيف بدون ما تجرح مشاعري.
جلال بانفعال : الناس شافتك معها كذا مرة.
جبران : مظبوط .. الناس .. الناس بتشوف وتحكي اللي بدها.
جلال : والمطلوب مني أصدقك .. مو هيك .. انت نسيان اني باشتغل في سلك المحاماة .. ليك .. ليك جبران اسمع : أنا مارق عليا من نمرتك بلاوي زرقا .. يا ما مارق عليا ناس يبكوا ويترجوا .. تحط ايديها وتحلف على القرآن وهن قاتلين ومغتصبين .. مجرمين .. على مين عم بتضحك!
جبران : تتذكر اني حكيت أنا واياك عن الماضي .. اللي فتح الحديث هو الرواية .. أنا يومها حسيت انك إنسان مسكون بالماضي.
جلال : وأنا حاسس انك شخص بده يدفن الماضي وينسى جريمته .. الفرق بيني وبينك انك انت بس قادر تنسى الماضي .. كأن شيئا لم يكن .. أنا ما فيني أنسى الماضي .. الماضي غارز مخالبه جوات قلبي .. كيف بدي أنساه .. حتفرق بيني وبينك .. كيف بدي إنسى؟ .. العذاب اللي اتعزبته بالميتم .. اللي مت فيه ميت موته .. بينما انته مشاء الله عليك جات عمتك أخدتك وركبتك أول طيارة على باريس ودرستك أزياء وسوتك الشخص المرفه والسعيد .. وأنا .. أنا لما طلعت من دار الأيتام ما باسترجي قول اسمي وكونيتي .. متخيل ظرفي ومعاناتي؟
جبران : أنا أول مرة أشوف شخص بيصدق ببساطة إن أمها كانت بلاشرف!
جلال بانفعال شديد : اسمع جبران الصافي : أمي أشرف منك ومن عيلتك كلها.
جبران : من شان هيك عشت حياتك كلها وانت بتدور على الانتقام؟
جلال : ايه .. ايه .. كان بدي انتقم منك .. انتقم من الشخص اللي دمر لي حياتي ودمر عيلتي .. الشخص اللي ما يعنيني يكون موجد .. ما بيحسن يواجه المجتمع والناس .. أهو انته.
جبران : مظبوك انك حاولت تدخلي السم عن طريق (إلين) ؟
جلال : ايه .. بس هى هابلة .. كما صدقوا كذا حدا قبلها.. صدقت انك بتحبها .. لطيف .. أدمي .. مسكين .. انت بينك وبين الموت خطوة.
جبران : معناته انت اللي سممتني.
جلال : صح .. متل ما سممتللي حياتي سممتك.
جبران : انت شيطان.
جلال : ههههههههه أوف .. ايه .. ايه شيطان .. شيطان .. شيطان من وجهة نظرك .. بس من وجهة نظري أنا حققت العدالة.
جبران في عجب : العدالة؟!
جلال : ايه .. حاتركك تظبط أمورك .. عشان تعمل الشو تبعك .. ليك بالمناسبة انت كان لازم تكون متت من أسبوع .. بس سبحان الله محظوظ .. نفدت حتى ح تلحق الديفيله تبعك.
جبران : بس انت سيئ الحظ .. لو عارف حتعيش قد ايه بعدي .. بس حتعيش كل حياتك وانت معذب.
جلال : ههههه .. لا بالعكس انت لما تسمع اسمك وتشوف صورتك تتحزن .. ليه موت .. بس هلا بعدما اتفارقنا وترحل .. أكيد حتغير كل شيئ .. أكيد.
جبران : بس طالما احنا هلا حلينا كل الألغاز .. بقيان لغز واحد بدي أسألك عنه : اللي وصلك الدفتر هو نفسه الشخص التالت اللي كان موجود بالشقة؟
جلال : ما بادا ذكا .. طالما بيعرف كل هالتفاصيل معناته موجود بالشقة.
جبران : هو اللي رمى (نوارة) من البلكون.
جلال يرواغ : هو انته .. ما أعرف .. أنا ما بعرف كتير .. فيني أحكي أو ما باحكي .. أنا باحكم على الشغلات اللي عملتها.
جبران : بالفعل ماضينا هو ظلنا .. مهما حاولنا نهرب منه ونتجاهله .. بضل عم يلاحقنا!
جلال : من وقت ما عرفتك .. ما سمعت منك عبارة أصح من العبارة : (ماضينا ظلنا .. يضل يلاحقنا).
جبران : يلاحقنا وندخل في العتمة يختفي الظل .. عندئذا ينتهي مشهد الفراق بين (جبران الصافي) وغريمه (جلال الباني) الذي سيوجه مصيرا أسود بالقتل على يد (أدهم) الذي يخلص العالم من آثامه في المشهد الأخير.