أخبار سببت كوارث ومصائب لـ (ليلى مراد، وعقيلة راتب وعبدالغني السيد) !
إعداد : أحمد السماحي
يلجأ بعض المختصين بالدعاية عن الفنانيين إلى أساليب طريفة أو قصص غريبة يقصدون منها أن يثيروا ضجة حول من تنسب إليهم فينقلب الأمر إلى النقيض، وينتج عن ذلك إثارة للشعور أو بغض للشخصية المعلن عنها أو إرتباك يسئ إليها، هذه المقدمة كتبتها مجلة (الكواكب) عن بعض نجوم الفن، في تقرير نشر في العدد رقم 103 الصادر بتاريخ 26 يناير 1954، الموافق 21 جمادى الأولى 1373 هجرية.
طلاق عقيلة هانم
في البداية تقول الفنانة عقيلة راتب : عندما قمت ببطولة فيلم يدور حول مشكلة الطلاق، ومحاولة رده عن طريق المحلل – تقصد فيلم طلاق سعاد هانم – أراد أحد الصحافيين أن ينشر خبرا مثيرا فيه دعاية للفيلم تذكر – دون أن ينسى عبارات الأسى والأسف – انني طلقت من زوجي طلاقا بائنا، وأن أولاد الحلال تدخلوا بيننا بمشروع صلح فوافقنا على العودة إلى عش الزوجية، ولكن ذلك سيستدعى زواجي من شخص آخر زواجا صوريا يطلقني بعده ويكون محللا لعودتي إلى زوجي القديم، ومع أن الخبر بصورته التى نشر بها على الناس كان مثيرا حقا، ورغم أن أي قارئ ذكي كان يمكنه أن يعرف على الفور أنه كلام (بروباجندة) لكن كثير من أفراد العائلة والأصدقاء صدقوه و(دخل عليهم)!.
وظل بيتي يستقبل وفودا منهم بعضهم مشفق وبعضهم الآخر ثائر وبعضهم لم يشأ حتى أن يصدق أنه كلام فارغ رغم أنهم رأوني مع زوجي (حامد مرسي) في (تبات ونبات)، وبعد أسابيع هدأت الضجة حول الموضوع ولكن بعد أن فقدت أعصابي.
معبود النساء الوهمي
الفنان عبدالغني السيد يذكر واقعة (خربت بيته) في بداية حياته بسبب الدعاية حيث يقول: عندما بدأ اسمي يظهر في الأفق كمطرب شاب وأصبح لي جمهور، وكان ذلك حوالي سنة 1936 أرادت إحدى المجلات أن تسدي لي خدمة، فنشرت صورتي على الغلاف وقالت إنني المطرب المحبوب ومعبود النساء، ولم أكن بالطبع معبود النساء ولكن هذه الدعاية أثارت حولي ضجة شديدة وجعلت الناس ينظرون إلى على هذا الأساس، فكنت كلما سرت في الطريق سمعت من يقول: (الستات بيحبوه على ايه مش فاهم!).
وفعلت هذه الدعاية فعلها وأوقعت على ظلما وعدوانا، فبعد أن كنت أدعى لإحياء ثلاث وأربع حفلات في الليلة الواحدة وأتمنع وأتدلل أصبحت كبريات العائلات تخشى أن يطغى سحري على (الحرملك)! وأخرج من بيوتها وقد (تشعلقت) المدعوات في رقبتي، وقد حدث هذا في الوقت الذي كنت فيه إذا وقعت عيني على فتاة في العاشرة يحمر وجهي خجلا وتصيبني نوبة من الاضطراب واللعثمة، والمصيبة الكبرى أن هذه الدعاية ظلت تلازمني زمنا طويلا، وتقطع رزقي من كل ناحية، وهكذا صح على تلك المجلة القول المأثور: (جت تكحلها عمتها)!.
مرض خطير
أما الفنانة (ليلى مراد) فتحدثت عن خبر كاد أن يبعد الناس عنها ويجعلها وحيدة، فتقول: عندما أصبح فيلم (ليلى) معدا للعرض وكان ذلك منذ عشر سنوات، بدأ منتجه ومخرجه (توجو مزراحي) حملة دعاية في المجلات والصحف، وكان أغلب الإعلانات عبارة عن أخبار صغيرة ذات بضعة سطور ولم يكن على الدعاية أي غبار، ولكن كان ثمة خبر من بينها في جريدة كبرى هو الذي أساء إلى إساءة بليغة، وأثار حولي موجة من الإشفاق والرثاء والخوف، وكان الخبر على ما أذكر يعلن للقراء أنني أصيبت بمرض خطير في صدري وأن جميع من حولي يعرفون انني ميئوس من شفائي وأنه لم يبق لي في الحياة إلا أيام معدودات أرحل فيها إلى العالم الآخر، وأنهم لذلك يحاولون توفير أسباب التسلية والرفاهية لي.
وبعد نشر الخبر بدأ كثير من أصدقائي وصديقاتي كلما رأوني يتهامسون ويمصمصون الشفاه فإذا اقتربت منهم غيروا مجرى الحديث ورأيت عندئذ ألوانا عجيبة من التصرفات، كان بعضهم إذا زارني رفض أن يتناول عندي أي شيئ لا قهوة ولا مرطبات حتى أكواب المياه، وكان بعضهم يتحدث إلى وقد وضع منديلا على فمه وكان غيرهم يتطوع – بدون مناسبة – فينصحني بأن (أنبسط) وأتمتع بحياتي و(أضرب الدنيا صرمة)، وأرادات إحداهن مرة أن تتحدث في التليفون عندي فأمسكت بالسماعة ثم تذكرت فجأة ذلك الخبر وعندئذ شهقت وصرخت وألقت بسماعة التليفون من يدها وكأنما لدغتها أفعى، ثم راحت تحاول اخفاء أثار المفاجأة.
وكنت إذا ارتديت فستانا خفيفا راح البعض ينصحني بأن أضع على صدري شيئا يحميه من البرد، وإذا شربت ماء مثلجة جزعوا وأضافوا: (لا بلاش الميه المثلجة أحسن وحشة للصدر).
وهكذا أصبحت موضع الرثاء والإشفاق دون أن أعرف السبب، فكنت كالزوج آخر من يعلم، وأخيرا علمت أن السبب وراء كل هذه الأفعال الخبر الذي نشر عني والذي كتب عن بطلة الفيلم (ليلى) أو غادة الكاميليا التى تصاب بمرض خطير على صدرها يؤدي بحياتها!.