محمد عبده يعتذر لـ (طلال مداح وأبوبكر سالم) في عيد الفطر
كتب : أحمد السماحي
الاعتذار من شيم الكبار، وخلق من أخلاق الأقوياء، وعلامة من علامات الثقة بالنفس التي لا يتصف بها إلا الكبار الذين لديهم القدرة على مواجهة الآخرين بكل قوة وشجاعة وأدب، والاعتذار ينفي عن صاحبه صفة التعالي والكبر ويمنحه المصداقية والثقة في قلوب الآخرين ويدفع عن صاحبه سوء الظن به والارتياب في تصرفاته، ولأن فنان العرب (محمد عبده) فنان كبير وأصيل ويعي كل هذا، لذلك فقد استغل مناسبة عيد الفطر المبارك وقام بالاعتذار للراحلين (طلال مداح، وأبوبكر سالم الفقيه) عما بدر منه في حديثه التليفزيوني مع المذيع السعودي (علي العلياني) في برنامج (مراحل) الذي عرض في نهاية شهر رمضان على قناة SBC السعودية وأثار موجه من غضب السعوديين واليمنيين معا، حيث سخر (عبده) فى المقابلة مما قدمه كلا من (أبوبكر سالم، وطلال مداح) في الغناء الوطني، وانتقد غنائهما الوطني واتهم بعضه بأنه مسروق!.
ظهر هرم السعودية الفني (محمد عبده) في فيديو قصير من منزله مدته دقيقتين ونصف قال فيه: (الحمد الله الذي وفقنا لصيام وقيام الشهر الكريم، وبمناسبة العيد المبارك أتقدم بالتهاني لكم ولجميع شعوبنا، شعوب الجزيرة العربية عموما، والمسلمين والمؤمنيين عامة، وأقول ربنا يرحم جميع أمواتنا وأموات المسلمين، وأخص بالذكر أحبابي وأصدقائي وزملائي وأساتذي (أبو أصيل – أبوبكر سالم) وأستاذنا الكبير (طلال مداح)، حقيقة هؤلاء الذين شاركتهم وشاركوني أفراحي وأتراحي، وأدين لهم بالفضل الكبير إنني عشت بين تاريخهما وكنت دائما معهما.
وأتقدم بالاعتذار أيضا منهم ولجميع أهلهم وذويهم ومحبيهم على ما قلته في مقابلة تليفزيونية كانت حادة بعض الشيئ، واستطرد ضاحكا حادة شويتين!، أرجو السماح وأرجو من مريدينهم وأحبابهم أن يعذروني في ذلك التعبير الفني الذي ذكرته، وبما أن تلك المقابلة كانت قاسية وخرجت عن إطارها الفني الذي أقصده في مفهومها للناس فأنا أتقدم بالاعتذار منكم ومنهم، لكن هم أحبائي الذين يعذرونني دائما في كل مزحنا وأفراحنا وهزلنا، رحمة الله جميعا عليهما أساتذة أفاضل لا يشق لهما غبار فنيا وأخلاقيا، وشكرا لكم.
جدير بالذكر أن انتقاد (محمد عبده) الفني لكلا من (أبوبكر سالم، وطلال مداح) أثار غضب قطاع كبير من الجمهور العربي وتم عمل فيديوهات تشهير ترد عليه، منهم من صمم فيديو ونشر المقطع النقدي ورد عليه بمقطع أغنية (أبوبكر سالم) التى يقول فيها ( آآآآآه تجنو عليا وفي غيبتي سبوني، وياريتهم بعد ذاك السب سابوني، ولما يلاقوني يقولون خلانك زمانك، زمانك يعرفك بالناس).
وباعتذار (محمد عبده) الراقي أغلق كل ما يمكن أن يقال في هذا الموضوع مرة ثانية، ويقطع الطريق على كل المزايدين الذين يمكن أن يستغلوا ذله لسان فنان العرب الذي يمثل واجهة فنية عربية كبيرة، تمتعت طوال عمرها بالرقي بالمشاعر والأحاسيس، فليس أدعى إلا قبول الاعتذار وإغلاق ملف لن يجلب سوى الضغينة والوقيعة بين عظماء مضوا إلى خالقهم بعدما قدموا من روائع النغم، وعظماء باقون بيننا يجلبون لنا المتعة والسعادة والشجن.