كتب : محمد حبوشة
مع نهاية حلقات مسلسل (الاختيار 3) يكشر الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن أنيابه، مظهرا قوته وقوة الجيش المصري وانحيازه للشارع في التصدي للمارسات العدوانية لتنظيم الإخوان اللعين، فبداية من الحلقة 26 جاء رد السيسي على الإرهابي (خيرت الشاطر)، معبرا عن حدة الاحتقان الذي أوصل البلاد إلى حافة الهاوية، وهو ما ورد في رد وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذي جسده ببراعة مطلقة النجم (ياسر جلال) على التهديدات الصريحة من المهندس خيرت الشاطر (خالد الصاوى) باستعمال العنف والمواجهة المسلحة.
في مقر المخابرات الحربية يحضر الكتاتني والشاطر لمقابلة وزير الدفاع، حيث دار الحوار على النحو التالي:
السيسي: أهلا .. أهلا ياباشمهندس.
خيرت: (أهلا سيادة الفريق، بالتأكيد يا سيادة الفريق حضرتك مقدر الحالة في البلد كده والوضع غير مريح ومزعج، لأن هناك محالاوت مستمرة للاعتداء على الشرعية وإنهاء حكم الإخوان من قبل العلمانيين والمعارضة والملاحدة وشوية العيال التافهين بتوع تمرد)، ويتابع خيرت (كل ده مش مهم بالنسبة لنا إطلاقا، كل دول شوية بعوض وصراصير بتجري على الأرض، إحنا قادرين إننا ندوس عليهم ونسحقهم في وقت قصير جدا وإحنا فعلا هنعمل كده، جماعة الإخوان جماعة قوية جدا وتستطيع أن تفرض إرادتها وسيطرتها على الكل ومدعومة من المجتمع الدولي والولايات المتحدة، إحنا أقوياء، وشباب الجماعة على أتم الاستعداد للشهادة، لكن إحنا مش عايزين صدام مع الجيش).
خيرت الشاطر: (أكرر إحنا مش عايزين صدام مع الجيش مع إن البيانات اللي القوات المسلحة بتطلعها، بتشعلل مشاعر الناس أكتر جايز يكون تصوركم يا سيادة الفريق إن جماعة الإخوان غير قادرة على مواجهة الجيش، ده وهم .. وهم، جماعة الإخوان عندها الجيش بتاعها)، ويضيف خيرت: (أنا من فترة التقيت بالدكتور محمد الظواهري، وقالي سندافع عن الشرعية في مصر حتى آخر نفس، المجاهدين من أفغانستان ومن باكستان ومن الشيشان وألوف مؤلفة سيتوافدون على أرض مصر بسلاحهم وعتادهم وهم مدربين أحسن تدريب ومقاتلين متمرسين، ده غير كتائب الجماعة المنتشرين على كل شبر في أرض مصر المستعدين للشهادة والمواجهة بكل أشكالها من أجل إقرار الشرعية ونصرة الإسلام).
السيسي: انت كده خلصت كل حاجة عايز تقولها.
خيرت: الرسالة وصلت.
السيسي: طب شوف بقى إنتوا خربتوا البلد .. خربتوا البلد وضيعتوها أكتر ما كانت ضايعة بأفكاركم السودة ومؤامرتكم، إنت جاي تهدد قائد جيش مصر بشوية إرهابيين، لا الظاهر انتوا متعرفونيش صحيح، قسما بالله اللي هيرفع السلاح في وش الجيش هشيله من فوق وش الأرض، أوعى تفتكر إن الجيش ده اللي بتشوفه في الشارع، لالالا الجيش ده حاجة كبيرة أوي أكبر بكتير من اللي في خيالكم.
سعد الكتاتني: اهدا بس حضرتك.
السيسي: إسمع، إنتوا لو رفعتوا السلاح لن تقوم لكم قائمة لـ 50 سنة.
الكتاتني: من فضلك حضرتك اهدى، ايه المطلوب مننا بالظبط؟.
السيسي: عباس هات التقارير بتاعتنا خليهم يشوف عملوا إيه في البلد.
عباس: حاضر يا فندم.
الكتاتني: طب إيه بس المطلوب ياسيادة الفريق؟.
السيسي: يحصل توافق بين كل القوى السياسية، واعتبروا إن ده تحذير.. الموضوع لازم يتلم وإن متلمش يحصل تغير، لازم تعتذروا للشعب المصري عن الإساءة اللي سببتوهاله، المقابلة انتهت.
ضجة واسعة، صاحبت الحلقة 26 من مسلسل (الاختيار 3) بسبب الأحداث المثيرة التي جاءت في هذه الحلقة، والتي تكشف حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية وانحيازها الدائم لمصالحها على حساب أمن وسلام الدولة المصرية، فقد بدأت الحلقة التي تحمل اسم (تهديد) بمحاولات عدونية من جانب شباب الإخوان في استعمال أسلوب التهديد للشباب المشاركين في حملة تمرد، وذلك من خلال ذهاب 2 من شباب الإخوان الإرهابية إلى منزل الموظف محمود (محمود البزاوي) ويهددانه بإبعاد ابنه يحيى (أمير المصري) عن حركة تمرد، إلا أن محمود يضربهما أمام كل أهل الحارة، ويعلن أنه وابنه يحيى ضد الإخوان.
وفي نفس الحلقة من المسلسل اقترح خيرت الشاطر على القوى الإسلامية بطلب من الرئيس مرسي (صبري فواز) دعم الثورة في سوريا، والتأكيد على إرسال رسالة لكل المعارضين بأن الجماعة لن تقف أمام من يعارضهم وسترد بكل عنف، وعرض خلال الحلقة مشاهد حقيقة من مشاركة مرسي في مؤتمر الأمة المصرية في استاد القاهرة لدعم الثورة السورية وإعلانه قطع العلاقات مع النظام السوري، وقابل ذلك رفض وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى (ياسر جلال)، قرار محمد مرسي (صبرى فواز) بقطع العلاقات مع سوريا، حيث التقى السيسى مرسي وأشار إلى أنه سيتعامل مع ما يحدث أنه محاولة سياسية لتهديد المعارضة، مع رفضه التام لهذا الأسلوب وتوريط الجيش المصري في أي معارك خارجية.
ويخبر السيسي محمد مرسي بأنه يستعد لإصدار بيان، ويوضح له أنه فرصة لتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية قبل أسبوع من 30 يونيو، وأنه لابد من وجود حوار مع المعارضة حفاظا على مصلحة مصر، وبعد بيان السيسي، يرتبك أعضاء جماعة الإخوان ويتم عقد اجتماع في مكتب الإرشاد، ويسيطر على الاجتماع خيرت الشاطر، الذي فسر بيان القوات المسلحة بأنه تهديدا لجماعة الإخوان، وفي مشهد بديع صنعه المخرج بيتر ميمي بحرفية شديدة، يذهب خيرت الشاطر (خالد الصاوي، وسعد الكتاتني (بيومي فؤاد) للقاء السيسي في مقر المخابرات الحربية، ويلوح الشاطر في حديثه بالعنف، والدم، إلا أن السيسي يرفض التهديد ويؤكد على قوة الجيش المصري ونزاهته ويقوم بطردهما من مكتبه قائلا: (المقابلة انتهت).
كما شهدت الحلقة الـ 26 من مسلسل (الاختيار 3) التي تعتبر (ماستر سين الحلقات) العديد من الأحداث أبرزها:
يطلب الجاسوس (ماركو) من ماهر (محمد علي رزق) عدة مهام منها البقاء في القاهرة قبل يوم 30 يونيو، ويطلب منه أن يلتقى عدد من شباب تمرد ليوصل لهم تهديدات من شباب الإخوان ومؤيدي مرسي، كما جاء في اجتماع مكتب الإرشاد بقيادات الجماعة، ويعترف المرشد محمد بديع (عبدالعزيز مخيون) قائلا: (الدعوة لمظاهرات 30 يونيو وحدت قوى المعارضة على قلب راجل واحد والأمر بيشكل خطورة حقيقية، والشباب دول قدروا يحشدوا عدد كبير من الناس غير إن الاعلام بيشحن في الناس، ويرد خيرت الشاطر (خالد الصاوي): (لازم الناس تفهم إن المظاهرات دي تشكل خطرعلى الإسلام برمته وليس على الإخوان فقط، ولازم يوصلهم رسالة إننا بنملك القوة).
في قصر الاتحادية يلتقي الرئيس محمد مرسي (صبري فواز)، مع وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي (ياسر جلال) ويبدي الفريق اعتراضه على تدخل مرسي في الشأن السوري، حيث قال السيسي: (فخامة الرئيس أنا برفض أي محاولة لتدخل الجيش خارج الدولة، القوات المسلحة بتدافع عن أمن مصر وحدودها، القضية السورية حرب أهلية معمول العمل، والأيام اللي جاية هتثبت خطورة الحرب دي على الدولة السورية، ومصر هتنجو دايما إن شاء الله، الحال ده إذا استمرت على ما هو عليه هندخل في نفق مظلم وحرب بين أبناء الوطن الواحد).
ويتابع: يخطئ من يعتقد أن هذه الحالة تهددد الأمن القومي المصري وبناء عليه القوات المسلحة هتدعو الجميع لإيجاد صيغة تفاهم من أجل مصلحة الوطن، يا فخامة الرئيس فاضل أسبوع على 30 يونيو، ولو استمر الوضع كده إحنا هندخل في نفق مظلم، أنا بأكد لحضرتك المبادرة دي لو نجحت هتجنب البلد مخاطر كتير، أنا حبيت أبلغ حضرتك بنفسي وبأكد إن الهدف هو مصلحة الوطن)، وعلى جانب آخر في ذات السياق تجتمع القيادات في مكتب الإرشاد، ويقول محمود عزت (مجدي سعيد): (قيادات الجيش أدركت إننا هنحول الهجوم على مرسي لهجوم على الإسلام)، بينما يقول خيرت: (أنا شايف إننا لازم نبعت رسالة للجميع إن الكلام ده مش لينا ده ليهم).
وعلى الطرف الآخر تقوم قوات المخابرات الحربية بالقبض على أحد المتورطين مع عنصر إرهابي بجمع هواتف لاستخدامها في عمليات إرهابية، وفي رد فعل عصبي يقوم عدد من المنتمين لجماعة الأخوان المسلمين بحرق مقر تمرد، في وقت يدخل فيه اللواء عباس كامل (جمال سليمان) لمكتب وزير الدفاع قائلا: سيادتك الريس كلمني وطلب مني تقابل سعد الكتاتني وخيرت الشاطر، تفتكر حضرتك عايزين إيه؟، أنا رأي لا تقابلهم، فيرد السيسي بثقة وكبرياء مقرون بإيمان عميق: أنت تعرف عني اني لا أخاف الا من الذي خلقني: طالما حاجة مش قادر يقولها بنفسه يبقى أكيد فيها شر، ويرد عباس: تحب سيادتك الميعاد يبقى بعدين، فيقول له السيسي: لا بعدين ليه، يهمنا نعرف إيه اللي في دماغهم، هنقابلهم في مقر المخابرات الحربية.
هذا وكشفت الحلقة (27) من مسلسل (الاختيار 3 – القرار) والتي تحمل اسم (خطاب الرئيس مرسى)، عن اجتماع ضخم لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي (ياسر جلال) مع كل قيادات القوات المسلحة في وزارة الدفاع، لبحث تطورات الوضع في مصر، حيث يؤكد السيسي في بداية الاجتماع أن هذه الأوقات التى تواجهها مصر والمنطقة العربية بأكملها صعبة، ويؤكد السيسى أن الخيط الذى يربط ما يحدث في المنطقة وحالة الفوضى في مصر أصبح واضحا للكل، ويستمع إلى تقديرات الموقف من قيادات الجيش، حيث يتم التأكيد على صعوبة الموقف، وأن هناك توجها من أمريكا بدعم الإسلام السياسي بأي شكل وهذا يفسر ما يحدث في مصر والمنطقة العربية، ليقاطع السيسى ويشدد على: (ماحدش يقدر يفرض على المصريين فكرة أو مشروع خارج هويتهم أو طبيعتهم وده حسب التاريخ).
وأضاف السيسى: (لو كان الإسلام السياسي ناجح احنا كنا قلنا حاجة؟!، ده مش قادر يحقق أي إنجاز في أي شيء وعمال يلوح بالعنف طول الوقت، في حالة غضب كبيرة جدا ناتجة عن سياسيات كلها بتصب لصالح فصيل واحد، ده غير خطاب طائفى وحالة اقتصادية مزرية محتاجة إصلاح كبير، الجيش عمره ما يكون جزء من المعادلة السياسية، احنا كلمتنا هنا للتاريخ بنقولها لوجه الله هنا للوطن الجيش ده جيش الشعب بيحمى مصر من أى خطر ممكن يواجهها سواء كان بره أو جوه).
ومن هنا يبدو السيسي جنرالا مصريا وبطلا وطنيا يتمتع بحس سياسي حيث يعطل الدستور، ويقيل رئيسا فشل في قيادة البلاد في الحلقات التالية، في توقيت بدت فيه تظاهرات ومجموعات متطرفة في سينا، لتجدد وقائع مهمة من مسلسل رمضاني يروي قصة الصراع الذي شهدته مصر بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين في 2013، ويهدف إلى (تثقيف) الجمهور، وفق ما يقول المعنيون، ويستعرض العمل الدرامي دوره عندما كان وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي أقيل في الثالث من تموز/ يوليو 2013.
جدير بالذكر أن المسلسل تضمن سلسلة مقاطع فيديو يظهر في أحدها محمد مرسي نفسه الذي توفي في السجن عام 2019، وهو يحذر وزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوي الذي كان القائد الفعلي لمصر بعد الإطاحة بمبارك، من (موجة إضرام نيران) في حال عدم إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2012، وتترافق نهاية كل حلقة مع تسجيلات بالصوت والصورة يتحدث فيها قادة من الإخوان المسلمين في بعض قضايا الساعة آنذاك، وكان هؤلاء على الأرجح يعتقدون أن لقاءاتهم سرية، في حين أنهم كانوا مفضوحين على الهوارء مباشرة، وعبروا عن نواياهم الخبيثة تجاه الدولة المصرية في مرحلة مفصلية من تاريخها الحديث، ولتكشفهم أمام العالم أجمع في انتاجهم أسواب الإرهاب في تحقيق أهدافهم.
ومن جانبهم أشاد كتاب وصحفيون ومحللون سياسيون بالمسلسل وغيره من (المسلسلات الوطنية) معتبرين أنها تؤكد (نجاح الدولة في إعادة تشكيل وعي المواطن)، ومشيرة إلى (رسالة) يتحول من خلالها النجوم الى (جنود في أرض معركة، في إثبات واضح أن الفن فيها هو أقوى سلاح، وهو قوتنا الناعمة، ومثل ملايين المصريين، تابعت كل يوم بعد الإفطار مسلسل (الاختيار) الذي يعتبر أن (النجاح الذي حققه والتفاعل الكبير مع الشخصية (المحورية)، استفتاء جديد على حب الشعب لرئيسه)، ولقد ساهم الأداء الاحترافي من جانب الفنان (ياسر جلال) بلهجة هادئة ونظرة متأملة، حيث جسد شخصية الرجل القوي، وقلد الممثل المبدع الرئيس المصري بشكل بارع الى حد أن انتقاد ياسر جلال من جانب جماعات العنف الإخواني، بعد أن نشر على (فيسبوك) صورا مركبة تسخر من أداء الممثل ياسر جلال، وتم محو هذه الصور من على حسابه في ما بعد في إطار الحرب الشرسة من جانب الكتائب الإلكترونية الإخوانية.