تعرف على أغنية (وردة) التى أعطاها عمار الشريعي لإيمان الطوخي
كتب : أحمد السماحي
نحيي خلال الأيام القليلة القادمة وبالتحديد يوم 10 مايو الذكرى العاشرة لأميرة الغناء العربي (وردة) التى تنساب الكلمات من بين شفتيها شرابا سائغا يشفي قلوب العشاق والحياري ويداعب النسائم، ويسكن الدفء في دروب الحب ووديانه الخصبة بالمشاعر على جناح الشوق الجارف نحو بواطن الشجن المحبب.
وردة التى تعاونت مع أساطين الكلمة واللحن في مصر والعالم العربي، وقدمت معهم العديد من الروائع التى لا تنسى، من هؤلاء الأساطين الموسيقار العبقري (عمار الشريعي) والشاعر المبدع (عمر بطيشة) اللذين التقيا بها في سنواتها الأخيرة ومنحها (بطيشة) تحديدا قبلة الحياة مجددا، بتعاونه معها في مجموعة مع الأغنيات التى أعادتها بقوة إلى الساحة الغنائية وجعلها تتربع على عرش الغناء الذي اهتز تحت قدميها واعتلته مطربات آخريات قبل أن تتعاون معه في رائعتهما (بتونس بيك).
لكن قبل أن تقدم (بتونس بيك) التى جعلتها (نمبر ون) – بلغة هذه الأيام – في عالم الفن، كان من المقرر أن تتعاون مع (عمار الشريعي وعمر بطيشة) في واحدة من أشهر الأغنيات التى قدمتها المطربة المعتزلة (إيمان الطوخي) في التسعينات وهى أغنية (يا عيون يا مغرباني)، ما هي الحكاية؟! وكيف انتقلت الأغنية من (وردة) إلى (إيمان الطوخي)؟، تعالوا بنا نترك الشاعر الكبير (عمر بطيشة) يحكي لنا هذه (حدوتة) هذه الأغنية:
التقيت (وردة) عدة مرات قبل أن أبدأ التعاون معها وأقدم لها (بتونس بيك) وكانت تعاملني بتحفظ شديد نتيجة وشاية من أحد أصدقائها بأنني (المؤلف الملاكي) لمنافستها على عرش الطرب (فايزة أحمد)، وقد صنع هذا التحفظ من جانبها حاجزا بيني وبينها، ومرت فترة طويلة قبل أن يعاود صديقي (عمار الشريعي) فتح موضوع (وردة) مرة أخرى معي، حيث كان قد وثق علاقته بها، وقدم لها مع الشاعر الكبير (عبدالرحمن الأبنودي) مجموعة من الأغنيات، مثل (قبل النهاردة، وطبعا أحباب) وغيرها.
وهى أغنيات رغم عذوبتها إلا أنها لم تعد لـ (وردة) جمهورها الذي بدأت تفقده بالتدريج فى هذه الفترة، وتزامن مع (عمار) أيضا عدة أغنيات من ألحان الموسيقار الكبير (حلمي بكر) لم تصادف النجاح المنشود، وهنا لجأت (وردة) إلى (الشريعي) الذي كان الحصان الرابح وقتها في سباق الملحنيين، واتفقا على مشروع غنائي جديد.
وقرر (الشريعي) أن يتلافى غلطة الأغاني الكلاسيكية الطويلة التى قدمها لها هو وغيره وفكر في أن يقدمها في ألبوم أغاني قصيرة لأول مرة، وأخبرني (عمار) برغبته فأقررته عليها، وبدأت أكتب وهو يلحن عدة أغنيات قصيرة منها (فجأة) و(يا عيون يا مغرباني) وغيرها، واستمعت (وردة) إلى بعض هذه الأغنيات وسعدت بها جدا، ولكن فجأة حدث جفاء بين (عمار ووردة) بسبب عدم تحمسها لألبوم قدمه لإحدى المطربات، وأخذ عليها أنها لم تهنئه بنجاحه الساحق مع هذه المطربة.
ونظرا لأن (عمار الشريعي) من النوع العنيد فيبدو أنه صمم على تلقين (وردة) درسا لا تنساه، ولذلك فوجئت به يهدر دم ألبومها ويوزع أغنياته على مطربات أخريات، فمنح (ميادة الحناوي) أغنية (فجأة)، ومنح (يا عيون يا مغرباني) لإيمان الطوخي، ووصل الأمر به أن أصبح يتهرب من الرد على مكالمات (وردة) التى لم تجد غيري لتسأله عن مصير الأغاني، ومضت ثلاث سنوات لم تكف (وردة) فيها عن طلبي مرة كل أسبوع أو أسبوعين، فأتعلل لها بعلل شتى وأنا لا أدري ما العمل وعمار يقول لي :(إن شاء الله ويسوف، ويسوف، حتى مللت، وملت وردة).
لذلك ما أن اكتشفت الموسيقار الشاب (صلاح الشرنوبي) حتى قدمته لها، وبدأت التعاون بيننا نحن الثلاثة من خلال (بتونس بيك) التى حققت نجاحا ساحقا في مصر والعالم العربي.