عمرو الليثي يحاول إنقاذ إذاعة (الشرق الأوسط) من حالتها العبثية !
كتب : أحمد السماحي
هناك مقولة تقول (في الإعادة إفادة، والتكرار يعلم الشطار) وبعيدًا عن التشبيهات فإن عملية التعلم بما فيها من فهم وتحليل وحفظ تعتمد على التكرار حتى يتم المراد، سواء باستقاء معنى أو ترسيخه في الذهن أو محاولة الربط والاستنتاج، وإن كان هناك فارق بين الاعتياد على التكرار كآلية وممارسة التكرار جنبا إلى جنب لمهارات أخرى أهمها التفكير.
وإذاعة (الشرق الأوسط) في شهر رمضان تطبق مقولة (التكرار يعلم الشطار)!، ليس لغرض التفكير ولا الحفظ، ولكن كآلية تدل على سوء التخطيط من رئيس الشبكة الذي لا أدري ماذا يفعل بالضبط؟!، وهل يستمع إلى الإذاعة التى يديرها أم لا؟!، فأمس الأثنين 25 إبريل الموافق 24 رمضان استمعت إلى (الشرق الأوسط) التى تروج لنفسها بـ (ناريشن) يقول: (رمضان .. يعني الشرق الأوسط)!، فإذا بي أجد تكرار سخيف وممل في الأغنيات والبرامج، هذا طبعا غير السماجة والتفاهه من بعض المذيعات تحديدا أثناء تقديم برامجهم من نوعية الحشو أو سد الفراغ ليس إلا!.
فمثلا وبمناسبة التكرار أذاعوا أغنية للفنان (إسماعيل ياسين) عن شهر رمضان بعنوان (الحاج أمين) ثلاث مرات في الفترة من الساعة الثانية ظهرا، وحتى السابعة مساء، ولا أدري إذا كانوا أذاعواها مرة رابعة قبل أو بعد الوقت الذي استمعت فيه إلى الإذاعة!، كما أذاعوا في نفس الفترة أغنية (هنحب مين غيرها) للمطرب (أحمد جمال) مرتين، كما أذاعوا أغنية (تم البدر بدري) للمطربة (شريفة فاضل) أكثر من مرة.!
والشيئ المثير والغريب الذي لاحظته أنهم لديهم مجموعة معينة من المطربيين الحاليين يذيعون لهم نفس الأغنيات التى يذيعوها كل يوم، فمثلا تجد (أنغام) اليوم تغني (ونفضل نرقص، أو بتوصفني)، وفى اليوم التالي تجد نفس الأغنيتين، نفس الأمر ينطبق على (أنت الحظ) لعمرو دياب، وغيرها من الأغنيات والمطربيين، وبالمناسبة وحتى أكون أمينا ليس هذا هو حال إذاعة (الشرق الأوسط) فقط، ولكن حال معظم المحطات الإذاعية، فمثلا (البرنامج العام) أعاد برنامج بعنوان (خيرات رمضان) حوالي خمس مرات في حوالي خمس أيام.!
ولا يقتصر سوء التخطيط فى إذاعة (الشرق الأوسط) على تكرار الأغاني والمطربيين فقط، ولكنه تكرر أيضا في برنامج (الكلمة الحلوة) الذي تقدمه الفنانة (انتصار) حيث فوجئنا أول أمس الأحد بإذاعة حلقة معادة تم إذاعتها يوم 10 رمضان، والكارثة أن الحلقة كلها تتكلم عن يوم العاشر من رمضان عام 1973 الموافق 6 أكتوبر يوم النصر العظيم، وتم تكرار إذاعتها أول أمس مرة أخرى يوم 23 رمضان.
بعيدا عن السلبيات الكثيرة التى لاحظتها طوال شهر رمضان في (الشرق الأوسط) وحتى لا يتهمنا أحد بأننا مغرضين أو لنا أسباب خاصة أو أن الإذاعات الخاصة قامت بتأجيرنا لكي نهز عرش ماسبيرو ممثلا في إذاعة (الشرق الأوسط) العريقة!، لكن الحقيقة أنني لاحظت أيضا أن لديهم أكثر من برنامج متميز للغاية، أولها برنامج (رمضان المصري في الأتوبيس) الذي يقدمه الدكتور (عمرو الليثي) ومن خلاله يحكي حواديت شوارع القاهرة في دقائق معدودة وبشكل درامي ممتع، ويشاركه في هذه الحالة الدرامية التوثيقية الفنان (أحمد صيام)، والبرنامج يكتبه بمهارة شديدة وبحرفية عالية الكاتب الصحفي المبدع (محمد الشبة).
ومن البرامج المتميزة للغاية والتى تقدم معلومات تاريخية ودينية مهمة للغاية وفى أقل من 5 دقائق، برنامج (بيوت المعمورة) الذي تقدمه المذيعة المتألقة (شيرين عبدالخالق)، وتبدع المذيعة (عزة جودة) في تقديم برنامج متميز ومختلف وعصري جدا هو (تريندات من زمن فات) عن بعض الجمل السينمائية الشهيرة التى عرضت في أفلامنا السينمائية، ويتم تداولها حاليا على مواقع التواصل الإجتماعي.
أما المذيع (شريف عمر) صاحب الأفكار الرائعة فيقدم برنامج جيد جدا وهو (فاصل إعلاني) يعيبه أحيانا أنه يلجأ إلى تسجيل بعض الحلقات عن طريق التليفون.
وتقدم الفنانة (انتصار) برنامج ممتع جدا وتربوي وتعليمي بعنوان (الكلمة الحلوة) يتحدث عن بعض العادات والتقاليد التى نسيناها أو تاهت في زحمة الأيام، وأيضا يتحدث عن بعض المناسبات الخاصة، ومن أجمل البرامج التى تذيعها (الشرق الأوسط) في رمضان برنامج (أيامنا الحلوة) الذي يستعرض يوميا لمدة خمس دقائق تقريبا جزء من ذكريات مطربنا الكبير (علي الحجار).
أما المذيعة (زينب سعد الدين) فتقدم برنامج فكرته جديدة ومختلفة بعنوان (أكلة مذيع)، لكنها للأسف الشديد قتلت الفكرة بالاستسهال وعدم التعب والسعي لإنجاحها، فقدمت الفكرة مع بعض زملائها، لكنها لم تحسن الاختيار، ولا يمكن أن أنسى لها الحلقة التى قدمتها مع رفيق دربها ولم نخرج منها بأي شيئ لا أكلة ولا معلومة، حيث غلب على الحلقة التفاهة والسماجة.!
ومن البرامج الجيدة أيضا (تريندات الإذاعة، أغاني وأمثال مع منال) ومن الفترات الجيدة (والله زمان يا رمضان، خد وهات، ياميش ولا مافيش).
أخيرا لسنا ضد إذاعة (الشرق الأوسط)، ولكننا ضد التفاهات والأعمال المسلوقة، والمدعين، لأن في مثل ذلك الجو يموت المبدع الحقيقي.