كتب : محمد حبوشة
في ظل التحدي الكبير الذي تواجهه المسلسلات الدرامية التلفزيونية العربية، وفي مقدمها السورية (الأكثر انفتاحا على الجوار وما يحدث فيه من تغييرات)، ويتمثل هذا التحدي في قدرة هذه الأعمال الدرامية على نقل الواقع، خصوصا في الأعمال التي صنفت بالجرأة الاجتماعية، بعد (الثورات) التي حدثت في المنطقة العربية، ومن المؤكد أن هذه الأعمال ستواجه بأكثر من سؤال، في المصداقية، وفي استعدادها لأن تعكس الواقع، وما بين إنتاجات درامية تعثر إنجازها للموسم الماضي 2021، وإنتاجات حديثة أعدت للموسم الرمضاني 2022؛ تستعيد الدراما السورية حضورها، برغم ظرفها القاهر وغير المسبوق على مدى عقودها السبعة الماضية، ومن هنا جاء موسم جديد للدراما السورية بشكل متنوع ورغم غياب شبه واضح للرؤية المستقبلية، لكن الأكيد بأن الفن في سوريا لا يموت.. هذه ترتيلة لا يكف كل من يعرف الشام عن تردادها، ومن ثم نجحت في هذا الموسم من إشعال فتيل المنافسة مجددا، لتحتل أوقات الذروة الرمضانية في أهم الفضائيات العربية، بـ 18 مسلسلا حافلا بالأعمال المميزة والمنوعة، فمن أعمال البيئة الشامية، للاجتماعي، فالكوميدي، والفانتازيا التاريخية، إلى البوليسي.
موسم درامي سوري رمضاني سمتاه الأساسيتان: الحنين والمواكبة في آن واحد.. الحنين لكلاسيكيات الدراما السورية من خلال (استعادة الشراكة) بين الثلاثي دريد لحام، وصباح الجزائري، وأسامة الرومان؛ وثانيا، عودة بعض غيابها من نجوم ومخرجين، وكذلك كتاب (هاني السعدي، فادي قوشقجي)؛ وثالثا اعتماد شارة الجزء الأول لـ (بقعة ضوء) لتكون شارة الجزء 15، صحيح أنه لا يمكن للفن كتابة التاريخ، لكنه يمكن أن يكون شاهدا، وثيقة على الأقل في عالمنا العربي، يمكن لذكاء وبراعة الصنعة والموهبة الاحتيال على الرقيب، وفضح المستور من سلوكيات السلطة وعقليتها المأزومة، وما أرسته من قوانين تتناهشها عصابات ومافيات لا أحد يجرب وضع حد لها لا في السلم ولا في الحرب، لذا جاءت تلك الأنواع من المسلسلات تعتمد مبدأ الصدمة، التي تترك آثارها ببلاغة واضحة، خاصة عندما تحاكي الواقع بصراحة شديدة.
هذا العام تتنافس بعض الأعمال السورية الاجتماعية الصادمة، خصوصا بين (كسر عضم)، تأليف علي الصالح، إخراج رشا شربتجي، بطولة (كاريس بشار، سامر إسماعيل، فايز قزق، خالد القيش، ولاء عزام ،ندين تحسين بيك)، ومن إنتاج (كلاكيت – قنوات أبو ظبي، LBCI، وبين (مع وقف التنفيذ)، كتابة علي وجيه ويامن الحجلي، إخراج سيف الدين السبيعي، بطولة (غسان مسعود، سلاف فواخرجي، عباس النوري، صفاء سلطان، شكران مرتجى، فادي صبيح)، إنتاج (إيبلا، mbc دراما، منصة شاهد،brin دراما، منصة TOD حكايات، روتانا دراما، LBC، قناة لنا، Zee ، ألوان)، وفي (كسر عضم)، كان المشاهد مع لعبة رشا شربتجي المفضلة في حبس الأنفاس والتشويق للحد الأقصى، وهو ما اختبرته في مسلسلاتها السابقة التي أسست لمثل هذا النوع من الأعمال.
تقدّم الحكاية مجموعة متداخلة من الأحداث أهمها تفنيد جديد لذكورة المجتمع واستضعاف المرأة ومحاولة تقييدها وربط العار بكل ما تتعرض له من تحرش ومضايقات، هكذا، ينبش المسلسل في كواليس قضية قديمة، من خلال موضوع التحرش وفكرة أن ترفع الفتاة التي يتم التحرش بها صوتها عاليا، ومعضلة أنها إذا سكتت ستتعرض لمزيد من الضغوط النفسية والتجاوزات المهينة، وإذا تكلمت أو شكت، ستكون الفضيحة لها في المرصاد، لذا لن يجدي نفعا أي سلوك، سواء فكرت أن تلوذ بالقانون، أو تحتكم لشريعة الغاب التي تمنح الأفضلية للأقوى أي للذكر في مجتمع موغل في الذكورية والرجعية والتخلف، بالإضافة إلى مجموعة قضايا متشابكة تبني تصعيدا منطقيا وتخوض في خبايا النفس البشرية.
أما (مع وقف التنفيذ)، فينطلق العمل من كيفية عودة سكان حارة العطارين الكائنة في إحدى ضواحي دمشق إلى بيوتهم، بعد سنوات على النزوح منها، لتبدأ الحكاية، علما أن الحارة تضم شخوصا متنوعة الطباع والأفكار والطبقات الاجتماعية، منهم الفقير الشعبي، والمثقف المتعلم، والغني، والطبقة الوسطى، والتاجر، نتابعهم اجتماعيا وإنسانيا وتشويقيا، ما بين مستوى مختصر من الماضي لتوضيح العلاقات والجذور والأحداث في مرحلة ما قبل مغادرة الحارة (قبل الخروج)، وبين الحاضر الذي تمضي فيه الشخوص في مساراتها ونحو تطلعاتها، ما بين الماضي والحاضر داخل الحارة وخارجها، تطرح الحكاية نفسها أسئلة مفادها: كيف كان شكل العلاقات بين هؤلاء الشخوص في الماضي؟، وكيف صارت اليوم؟ من كان صديق الآخر، هل أصبح عدوه اليوم؟، ولماذا؟ من خرج عاشقا؟، هل عاد كذلك أم بحال مختلف، أم اتجه إلى حبّ جديد؟
أما عن المسلسلات التي تتمتع بالإثارة والكوميديا مخولطة بالتراجيديا والسياسة بطريقة مغايرة على البيئة الشامية، فيأتي مسلسل (جوقة عزيزة) ليسجل حضورا حيا من خلال حكاية دمشقية شعبية متخيلة تعود لثلاثينيات القرن الماضي، تناقش قضايا ثلاث: (الفن، الدين، السياسة)، تبدأها (عزيزة خوخة) من (المرقص) إلى أن تصل في مواجهة كل التحديات والأطماع؟!، وقد نجح المسلسل في جذب أنظار واهتمام الجمهور والمتابعين بمجرد عرض الحلقات الأولى منه، هذا ويعتبر مسلسل (جوقة عزيزة) واحدا من الأعمال التي تجلب البهجة والسعادة للجمهور العربي كله بمزج ذكي بين الكوميدي والتراجيدي، وليس هذا على المستوى السوري فحسب بل على المستوى العربي الذي يشهد منافسة حامية الوطيس.
وربما السر يكمن في ذلك إلى دقة الأداء واحترافية التقمص جراء ما تلعبه النجمة العربية نسرين طافش ببراعة الأداء حيث تلعب دور البطولة في المسلسل على جناح الاستعراض بالغناء والرقص الذي تعشقه طافش منذ طفولتها، وكثيرا ما حلمت بتجسيد شخصية تحاط بكافة أنواع الرجال من الأمن والمخابرات والطبقة الشعبية إلى أن ينتهي بها الحال واقعة في غرام الكولونيل الفرنسي، وتتصاعد الأحداث في إطار درامي تاريخي اجتماعي يجمع بين ثنائية الحب والتاريخ، وظهرت (نسرين) ضمن أحداث الحلقات الـ 25 الماضية من مسلسل (جوقة عزيزة) بشخصية (عزيزة خوخة)، وهى راقصة استعراضية ومطربة سورية بأداء حرفي مذهل وإتقان استثنائي، لتقدم (عزيزة) مجموعة من الاستعراضات لجمهورها، وأصبحت بعد ذلك أول مرأة تؤسس مسرحا للفنون باسمها، وتتمتع بشخصية قيادية وخفيفة الظل وذكاء أنثوي فريد جعلها تتمتع بكاريزما لا تقاوم وشهرة ونجاح كبيرة في هذا العصر، والإخراج (تامر إسحق)، نص (خلدون قتلان) موسيقى (إياد الريماوي).
المسلسل بطولة (نسرين طافش، سلوم حداد، أيمن رضا، خالد القيش، هبة نور، نورا رحال، كرم الشعراني، حسام تحسين بك، سعد مينه، وفاء موصلي، يزن خليل، روبين عيسى، يزن السيد، سالي بسمة، سليم صبري، علي كريم، عدنان أبو الشامات، زيناتي قدسية، فيلدا سمور، يوسف المقبل، وائل زيدان، طارق الشيخ، علا حمد)، إنتاج (غولدن لاين).
وفي سياق مختلف وبمنطق الدراما الاجتماعية الهادئة التي لا تخلو من التشويق، جاء مسلسل (على قيد الحب)، حيث يلاحق العمل مصائر شخصيات تعيش في زماننا الحاضر، ويخوض في تركيبة العلاقات الاجتماعية وتعقيداتها نتيجة تشابكات الظروف المحمومة، إذ ينطلق من قصة صديقين تنسج عليها قصة المسلسل بتصعيد يأمل أن يكون مشوقا وجذابا، ومن المفارقات النادرة في هذا المسلسل أن تلتقي أجيال الدراما السورية السبعة، إضافة لحضور ما يمكن الاصطلاح عليه (دراما المؤلف) أي المخرج الكاتب، أو الكاتب المخرج، وهو من كتابة فادي قوشقجي، إخراج باسم السلكا، بطولة (دريد لحام، سلوم حداد، أسامة الروماني، مديحة كنيفاتي، يزن خليل، صباح الجزائري، وفاء موصلي، عاصم حواط، ندين خوري، رنا كرم، نسرين فندي، خالد شباط، ماجد عيسى، وجلال شموط، إنتاج (إيمار الشام، لنا، الشرقية، وياك)،
وفضلا عن ماسبق تحمل السلة الدرامية السورية للعرض الرمضاني 2022، مجموعة من الأعمال الاجتماعية المعاصرة، مثل (لو بعد حين)، والذي يستعرض كيف تلتحق (توليبب) العمل عند رجل أعمال شهير، سعيا للانتقام منه، لتورطه في مقتل والدها، الإخراج (عمار تميم)، نص (فهد مرعي)، بطولة (جيني أسبر، روادعليو، جوان الخضر، جهاد الزغبي، سوسن ميخائيل، أمانة والي، لينا حوارنة، حسين عباس)،إنتاج (شاميانا)، ومسلسل (أبنائي أرجوكم) الذي يرصد الأحداث اليومية وما تفتقده من قيم إنسانية: الوفاء، الإخلاص، المحبة، والصداقة، من خلال شخصية أستاذ مدرسة، وزوجته الناشطة في مجال حقوق الإنسان، الإخراج (يمان ابراهيم)، نص (رضوان شبلي)، بطولة (جهادالزغبي، آنا السيد، مروة الزير، فادي زغيب، زهير بقاعي، ولاء علوش، نور العلبي، أوس محمد، روعة لبابيدي)، إنتاج (لاندمارك).
وكذلك الحال في مسلسل (دفا)، الذي يرصد علاقات وصراعات داخلية لأربعة شباب وفتاة، يؤسسون كافتيريا في حديقة عامة، الإخراج (سامي الجنادي)، نص (بسام مخلوف)، بطولة (نادين خوري، سهير صالح، تيسير إدريس، روعة السعدي، لينا حوارنة، حسين عباس، حازم زيدان)، إنتاج (سيريانا)، ومن أعمال البيئة الشامية يأتي مسلسل (ولاد البلد) الذي يرصد مرحلة نهاية الاحتلال العثماني وما واكبها من منعكسات على المجتمع السوري والبنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، الإخراج (أحمد إبراهيم أحمد)، نص (عثمان جحى ومؤيد النابلسي)، موسيقى (طاهر مامللي)، بطولة (سلوم حداد، باسم ياخور، نظلي الرواس، رشيد عساف، فادي صبيح، نضال نجم، طلال مارديني، عدنان أبو الشامات، فيلدا سمور، لارا بدري)، إنتاج (آرت ميكرز).
وفي سياق البيئة الشامية أيضا يأتي مسلسل (حارة القبة 2)، حيث تدور أحداثه في زمن (السفربرلك) والاضطهاد العثماني لبلاد الشام، بدايات القرن الماضي، والمنعكسات الاجتماعية، والسياسية، ومعاناة الفقر، والجوع، والتشرد، في واحدة من أحياء دمشق القديمة، الإخراج (رشا شربتجي)، نص (أسامة كوكش)، موسيقى (سعد الحسيني)، بطولة (عباس النوري، سلافة معمار، خالد القيش، فادي صبيح، نادين تحسين بيك، محمد حداقي، شكران مرتجى، صباح الجزائري، إمارات رزق، رواد عليو، يامن حجلي، حلا رجب، عبد الهادي الصباغ، إنتاج (عاج)، وفي جزئه الثاني جاء (الكندوش 2) ليعكس أحوال أهل الشام خلال حقبة الاحتلال العثماني بسلبياتها وإيجابياتها، بصورة شبه توثيقية، الإخراج (سمير حسين) نص (حسام تحسين بك)، موسيقى (رضوان نصري)، بطولة (أيمن زيدان، سلاف فواخرجي، أيمن رضا، سامية الجزائري، صباح الجزائري، تيسير إدريس، فايز قزق، محمد حداقي، زهير عبدالكريم، جمال العلي، أندريه سكاف، إنتاج (مجموعة ماهر البرغلي).
أما (بروكار 2) فيستكمل أحداثه التي تدور في دمشق أواسط أربعينيات القرن العشرين، لتروي تفاصيل صناعة (البروكار) الدمشقي، ومحاولة مهندس فرنسي سرقة أسرار تلك الصنعة، في واقع يعاني اضطهاد الاستعمار، الإخراج (محمد زهير رجب)، نص (الراحل سمير هزيم) موسيقى (سعد الحسيني)، بطولة (جمال قبش، زهير رمضان، سعد مينه، قاسم ملحو، فاديا خطاب، رنا أبيض، لينا حوارنة، نادين خوري، زينة بارافي، معن عبد الحق، محمود خليلي، رشا إبراهيم، علاء قاسم، إنتاج (قبنض)، وكذلك (باب الحارة 12)، الذي تتصاعد الأحداث نهاية 1945، قبيل نهاية الاحتلال الفرنسي، عبر قصص ممزوجة بالدمع، والدم، والخوف، والذل، مقابل الخير والدفاع عن الحق، الإخراج (محمد زهير رجب)، نص (مروان قاووق)، موسيقى (سعد الحسيني)، بطولة (نجاح سفكوني، زهير رمضان، جلال شموط، رضوان عقيلي، رنا أبيض، صالح الحايك، عبير شمس الدين، تيسير إدريس، رنا جمّول، سلمى المصري، قاسم ملحو، ربى المأمون، رهف الرحبي، سحر فوزي، علا باشا، كفاح الخوص، نظلي الرواس، هدى الشعراوي، فاتح سلمان، أيمن بهنسي، رامز عطا الله، محمد قنوع، باسل حيدر، يحيى بيازي، تولين البكري، إنتاج: قبنض.
في الكوميديا جاء (بقعة ضوء 15) الذي ينتمي للبيئة الشامية عبر 60 لوحة كوميدية ساخرة تمتاز بجرأة الطرح، يوجّه العمل انتقادات لاذعة لسلبيات المجتمع السوري. الإخراج: ورد حيدر، عمرو علي، مجيد الخطيب، علي المؤذّن، رامي ديوب، محمد مرادي، تأليف: عدة كتاب شباب (ورشة كتابة)، موسيقى (طاهر مامللي) بطولة (أيمن رضا، أحمد الأحمد، شكران مرتجى، عبير شمس الدين، فايز قزق، محمد خير الجراح، جمال العلي، جرجس جبارة، علي كريم، وفاء موصلي، غادة بشور، وائل زيدان، معن عبد الحق، إنتاج (سما الفن)، ومن بعد يأتي (الفرسان الثلاثة) في استعراض حي لمشاكل وأوجاع الناس في المجتمع، من خلال عائلات تعاني تدهور الوضع الاقتصادي، بعد ما عصف بسورية من أزمات، ومحاولتهم تأمين قوت يومهم بشتى الطرق المشروعة، وغير المشروعة، الإخراج (علي المؤذن)، نص (محمود الجعفوري)، موسيقى (غالب زيدان)، بطولة (أيمن زيدان، جرجس جبارة، جمال العلي، شكران مرتجى، فادي صبيح، علي كريم، عدنان أبو الشامات، عبير شمس الدين، جيانا عنيد، غادة بشّور، وائل زيدان، شادي زيدان)، إنتاج (سيريانا).
وكذلك الحال في (حوازيق) يأتي العمل بشكل متصل منفصل يقوم على المفارقات المضحكة واللطيفة، تدور أحادثه في فندق، يتناوب على حلقاته ضيوف شرف من نجوم الدراما السورية، الإخراج (رشاد كوكش)، نص (زياد ساري)، موسيقى (رضوان نصري)، بطولة (سلمى المصري، وائل رمضان، أيمن رضا، حسام تحسين بك، سامية الجزائري، أمل عرفة، سوزان نجم الدين، أسامة الروماني، شكران مرتجى، رنا شميس، وائل زيدان، علا باشا، ربى مأمون، فاتح سلمان، زينة بارفي)، إنتاج (أفاميا)، ومسلسل (ماما عناية) الذي ينتمي لشريح الـ (ست كوم)، ويحكي قصة عائلة (ماما عناية) التي تقع في مأزق مالي كبير، فيترتب عليها رهن منزلها لسنة، يتحول خلالها المنزل لورشة عمل سعيا لسداد الديون المستحقة، النص والإخراج (أحمد حامد)، بطولة (فاديا خطاب، معن عبد الحق، علا بدر، يزن السيد، نور الطبّاع، سيرينا محمد، رشا رستم، صفوح الميماس، رغداء هاشم، رائد مشرف، راكان تحسين بك، داوود الشامي)، إنتاج (أدريم).
أما على مستوى فئة الفانتازيا والبوليسي، جاء (ذئاب الليل) كفانتازيا تاريخية تدور أحداثها في مدينة محاصرة بالشر والطمع، حيث يكون للحب دور في تحديد مصير أهلها، الإخراج (سامي الجنادي)، نص (هاني السعدي)، موسيقى (طاهر مامللي)، بطولة (سلوم حداد، مهيار خضور، لجين اسماعيل، رشا إبراهيم، علا سعيد، نادين خوري، زيناتي قدسية، رنا جمول، عامر علي، محمود خليلي، فيلدا سمور، علي قاسم، ربا السعدي، إليانا سعد، إنتاج (آرت ميكرز)، وكذا مسلسل (مقابلة مع السيد آدم 2)، الذي يناقش العمل قضية الاتجار بالأعضاء البشرية، وما يترتب عليه من انتهاكات قانونية/ إنسانية، في إطار بوليسي)، النص والإخراج (فادي سليم)، بطولة (غسان مسعود، محمد الأحمد، رنا شميس، يزن خليل، تولين البكري، سوزانا الوز، فاديا خطاب، سدير مسعود، مروة الأطرش، منة فضالي، عبد المنعم عمايري، مصطفى المصطفى، شادي الصفدي)، إنتاج ( فونيكس غروب).
والملاحظ في الدراما السورية هذا الموسم أنها كانت على مستوى الجودة التي تحيلها إلى أنه يمكن أن تستوعب الدراما أوجها فنية عدة، ولا سيما إذا كانت تعاني هشاشة في مجراها ومكانتها، كحال تلك الدراما التي لم يجف دمعها على حالها منذ عقد ونيف، هكذا، تصبح محاولات رأب الصدع حاجة ملحة لتفادي الأضرار قدر المستطاع، وإذا التفتنا إلى الموسم الدرامي لهذا العام، سنتبين اتكاء منفذي عدد من المسلسلات على خيار الغناء، كرديف إيجابي لتعزيز الحضور الدعائي والترويجي، بغض النظر عن حجم توافق الأغاني مع النصوص ومدى تلبيتها للوظيفة الدرامية، فالطابع العام للأزمة الدرامية السورية لا تستطيع بطبيعة الحال أن تنتشله قرارات نقدية، حتى لو كانت إيجابية، وبالتالي كان هنالك تأثيرا طرديا على علاقة الجمهور بها، وعلى حساسيته تجاه هذه المحاولات.
ويبدو لافتا في هذا العام افتقاد الجمهور العربي عموما والسوري خصوصا لبعض الوجوه الفنية الغائبة رغم حرصها على التواجد في هذا الموسم من خلال أعمالهم التي تلقى غالبا نجاحات كبيرة، ومنهم الفنان (بسام كوسا) الذي أعلن أن انشغاله في تصوير الجزء الثاني من مسلسل (سر) في بيروت، جعله يعتذر عن أعمال كان مقررا مشاركته بها، وأن لا علاقة لروايته (أكثر بكثير) باعتذاره، من جهة أخرى تشهد الساحة الفنية غياب كل من (منى واصف وتيم حسن) بسبب التزامهما بتصوير فيلم (الهيبة) الذي بدأ منذ آذار الفائت حسب تصريح منتجه صادق الصباح، وكانا قد حققا شعبية واسعة في الوطن العربي في مسلسل (الهيبة) من خلال أجزائه الخمسة .
وعلى الرغم من التألق اللافت الذي يحققه (باسل خياط) في كل عام إلا أنه غاب عن موسم رمضان 2022 لانشغاله بتصوير عملين خلال الفترة القادمة، كما أن جائحة كورونا تسببت بتوقيف تصوير مسلسل ( من ..إلى) بعد إصابة عدد من ممثليه بالفيروس ما أدى لخروج بطله قصي خولي من السباق الرمضاني الحالي بعد أن حقق نجاحا كبيرا رمضان الماضي من خلال مسلسل (عشرين عشرين)، وسجل الموسم الحالي غياب (عابد فهد) الذي كان من المفترض أن يشارك من خلال مسلسل (الرحلة 303)، لكن عدم جهوزية النص والسيناريو وضيق الوقت تأجل العمل لبعد الموسم الرمضاني، أما (باسم ياخور) فيغيب هذا العام عن الساحة خلال رمضان وذلك بعد عرض عمله الأخير (ولاد البلد) قبل شهر رمضان على منصة (TOD)، ويبدو أنه قرر أخذ فترة راحة، أما (ديمة قندلفت وقيس الشيخ نجيب) فقد غابا عن الموسم الرمضاني لانشغالهما بمتابعة تصوير مسلسل (جنايات صغيرة) المتوقع عرضه في نهاية عام 2022.