بقلم : علي عبد الرحمن
أرجو أن يكون للرأي في جمهوريتنا الجديدة إعتبار وتقدير دون إقصاء أو تخوين أو تصنيف أو إتهام!، فالله وحده يعلم سلامة النية ووطنية القصد، حيث رأيت الإنجاز بعيني في زيارة خاطفه للساحل الشمالي ومدينة العلمين الجديدة وسيدي عبد الرحمن، رأيت أبراجا علي الشاطئ ومدينة مترامية الأطراف في تجمع عمراني عصري ذو طرز معماريه رائعه يضم خدمات متنوعة ومدينة للتراث وتجمعات سياحيه ضخمة وطرق يتم شقها ورصفها وتشجير وإضاءة تم تنفيذها قبل عمليات الرصف، وفهمت أنها سابقة التنفيذ حسب رؤية القائد، ورأيت كباري تم تنفيذها في قلب الصحراء ومعدات متناثره فوق الهضاب وبين الوديان، وتساءلت لأول وهلة: لماذا هذه الكباري والصحراء شاسعة وليس بها تكدس عمراني وسكني.
ولما تأملت الشعار المحفور علي جوانب الكباري حيث رأيت شعار المترو فظننت أنها طريق القطار الكهربائي أو المونوريل، ولمعت عيناى: هل يقطع هذا المشروع دنيانا من العين السخنه عبر العاصمه إلي مدينة أكتوبر مارا بمدن حتي يصل مدينة العلمين وسيدي عبد الرحمن؟، وراجعت ذاكرتي حول مدينة العلمين ومقار الجامعات التقنية التي سيتم افتتاحها بها، وكيف ستجذب أشقائنا في ليبيا ودول المغرب العربي وبعضا من دول المشرق وجنوبا من السودان وموريتانيا وتشاد؟، وكيف سيدعم ذلك قوة مصر الناعمة؟، وقلت لمرافقي هذه رؤيه استراتيجيه للجمهوريه الجديدة، وكان رده لماذا كل هذا الإنفاق علي الطرق والكباري والأنفاق والتجمعات العمرانية، فأجبته إنها لبسط التحرك في أرجاء الوطن وقت الحاجة ودعما لمسيرة الاستثمار وتسهيلا لعمليات النقل والتصدير وتوسيعا لمسيرة التنميه والعمران في أنحاء المحروسة.
فقاطعني مرافقي قائلا: إن هناك أولويات أخرى غير الطرق والكباري والتجمعات العمرانية ونفقات العاصمه الإدارية، فقلت مثل ماذا؟، فأجاب بحدة: التعليم وجودته والصحة وأساليبها وفرص العمل وتوفيرها، قلت له هذه وجهة نظرك نحترمها ولكن هناك نهضة في التعليم ووسائله ومبانيه والتوسع في جامعاته الحكومية والأهلية والخاصة وهناك لجنة قومية لجودة التعليم، أما الصحه فكثيرة هى مبادراتها الرئاسيه مابين 100 مليون صحة وفيرس سي والأمراض المتوطنة وصحة الأم والطفل وسرطان الثدي وغيرها، أما عن فرص العمل فكل هذه المشروعات والمبادرات واللجان يعمل بها أبناء مصر خبراءا وكوادرا وعمالا وشركات.
لكنه قاطعني ثاية قائلا: والغلابه من أهلنا أين هم فقلت له بهدوء إن عمليات تطوير الريف المصري تفوق موازناتها الـ 700 مليار جنيه مصري علاوة علي مبادرات (حياة كريمه، تكافل وكرامة، جهود صندوق تحيا مصر، بيت الزكاة والصدقات، جهود سيل من الجمعيات الخيريهة) كل ذلك لصالح فقراء هذا الوطن، فصمت برهة ثم قال: وحالة الغلاء والأسعار التي نعاني منها؟، قلت له ألم تسمع عن منافذ أهالينا لتوفير السلع لقواتنا المسلحة ومنافذ أمان لجهاز الشرطة والسيارات المتنقله للجيش والشرطة ووزارة الزراعة للمساهمة في مواجهة هذه الموجة من انفلات الأسعار، فأجابني: من الذي يحدد أولويات مشروعاتنا والصرف عليها،ق لت له الدوله متمثلة في الرئيس وحكومته وأجهزة الدوله قاطبة بناءا علي معرفتهم باحتياجات أهل مصر وحاجة الوطن إستثماريا وأمنيا واجتماعيا مع مراعاة ظروف العالم من حولنا، ورؤية مصر 2030 ومتطلبات الجمهوريه الجديدة.
فقال لي: هى للأغنياء فقط، فقلت له ألم تسمع عن دفعهم للضرائب وعن دعمهم لصندوق تحيا مصر وعن دعمهم للمبادرات المجتمعيى وعن فرص العمل التي يوفرونها وعن محاسبة من يخطئ منهم، فقال في حدة: الاحتكار في كل المشروعات والأنشطه هو السائد حاليا، فقلت له تعالى نعدد أسماء الشركات الوطنية المنفذه لهذه المشروعات مابين شركات كبرى ومقاولين صغار فأين الإحتكار إذن؟، قال: هناك تفضيل، فقلت له هناك تنظيم وإشراف لذوي الخبرة، فقال: الخلاصه يعني همه بيبيعوا مصر، قلت له إنه استثمار بين الأشقاء وتبادل للخبرات وجلبا لرؤس الأموال وتنفيذا للمشروعات وكله داخل أرض مصر.
فقال: إنه ليس حديثي ولكن حديث عامة الشعب فقلت له بهدوء: عندك حق هذا ليس ذنبك ولاذنب العامة إنها خطيئة إعلامنا متعدد الوسائل كثير الإنفاق فهو لا يشرح للشعب حقيقة مايجري، وخطأ رواد التنوير لأنهم لم يحاوروا شعبهم ودخلوا في صغائر الأمور، وتقصير إدارات إعلام الوزرات والهيئات ونواب البرلمان والشيوخ فهم لم يتفاعلوا شرحا وتفسيرا لكل مايتم، وكل ذلك أفرز حالة الجدل المجتمعي وأوجد رأيا مثلك وكلام العامه.
وأبدى بعضا من الاقتناع بما أوضحته له، ولكن يظل التقصير موجودا والحاجه إلي شروح وتفاسير مطلوبة حتي نصبح علي قلب رجل واحد ورأي وطني متقارب ولاتضيع كل جهود الإنجاز هباءا وسط الآراء المتصارعه نتيجة لعدم الفهم، فهل وصلت رسالتنا؟، وهل وضعنا أيدينا علي المشكلة؟، ذلك هو بداية الحل، وكل عام وأنتم بخير، ودامت مصر فتية وتحيا دوما مصر..آمين.