(رامز موفي ستار، وضرب نار، والعرافة، وحبر سري) .. برامج تسيئ للنجوم والجمهور
كتب : أحمد السماحي
مع بداية شهر رمضان الكريم بدأ على الفضائيات المصرية عرض مجموعة من البرامج الصفراء (اللأخلاقية) التى لا تتفق مع طقوس وعادات وروحانيات الشهر الكريم، برامج مهمتها الرئيسية أن تهين ضيوفها وتجعلهم عُرضة للضحك والسخرية على الشاشة وتكرس للمشهد الهابط الموجود في الإعلام حاليا، من هذه البرامج (رامز موفي ستار، ضرب نار، حبر سري، العرافة)، هذه البرامج كل مهامها نبش حياة الفنان الشخصية، وبعضها تخصص في إهانة الفنانيين ويطلق ألفاظا خارجة عليهم لا تليق بشخص يعمل في الحقل الفني، كما يضع زملائه من ضيوف البرنامج في مواقف خطيرة تفقدهم صوابهم، بينما تظل الكاميرا تسلط على أسوأ ما في الفنان!، فما المتعة وأنت تشاهد شخصاً – أو فناناً بالذات – يتألم أو يُغمى عليه أو يُحتضر؟ لا أشعر بأن هذا إنساني ولا أرى فيه ما يدعو إلى الكوميديا والضحك.!
هذه البرامج للأسف الشديد يشعل نارها بعض النجوم، فبعضهم خاصة إذا لم يكن لدية عملا تليفزيونيا يُعرض يجدها فرصة للظهورليلحق بالشهر الكريم ويتواجد أمام جمهوره الذي ينتظر طلته، فضلا عن العائد المادي الضخم الذي يتقاضاه نظير ظهوره في هذه البرامج الصفراء، وبعد أن قاطع كثير من نجوم الصف الأول هذه البرامج، بدأت تستضيف فنانيين درجة تانية، وتالتة، ورابعة ليس لديهم أي ثقافة أو ووعي أو حتى تاريخ فني، ويفرضونهم فرضا على الجمهور المصري.
لكن الجمهور المصري بدأ وعيه يتشكل في ظل ثورة التكنولوجيا الحديثة وهذا العام تحديدا ابتعد قليلا عن هذه البرامج التى اُستهلكت بعد أن شعر بتفاهتها وسطحيتها، في أسئلة خاصة بالزواج والطلاق والخلافات الفنية والشخصية، والدليل على ذلك الضربة القاضية التى واجهها النجم (أحمد مكي) من خلال مسلسل (الكبير أووي 6) للنجم (رامز جلال) صاحب أشهر برامج المقالب (رامز موفي ستار)!، حيث ابتعد كثير من الجمهور هذا العام تحديدا عن متابعة (رامز)! الذي يعيث منذ سنوات في الأرض فسادا معتمدا على أن برنامجه يعرض في قناة (mbc مصر) وهى تحمل ترخيص من خارج مصر، وبالتالي لا سلطة للكيانات المصرية المختلفة عليه.
أما برامج النميمة والفضائح الأخرى التى تعرض في شهر رمضان الجاري مثل (ضرب نار، والعرافة، وحبر سري) وغيرها ليست فيها أي متعة ولا كوميديا ولا ثقافة، بل على العكس تبث قيم سلبية، من خلال أسئلة سطحية أو محرجة للضيوف، ومذيعاتها يتسمن بالضحالة وعدم الوعي التي تدفع بهن للغوص في الحياة الشخصية للنجم وإحراجه بمس أجزاء من حياته الشخصية، وعلى الرغم من أن اللوم كل اللوم يقع على النجوم الذين يزج بهم في حوارات تافهة تنال منهم مقابل حصولهم على مبالغ مالية مجزية، إلا أننا لابد أن نهيب بالمجلس الأعلى للإعلام لتطبيق (الكود) الذي يتشدق بتطبيقه على الدراما التلفزيونية، وذلك لأن هذا من صميم اختصاصاته التي تستهدف حماية الجمهور من حالة التردي الحاصلة في القنوات محل سيطرته عليها، ومن ثم فعليه أن يمنع مثل هذه البرامج التى تعمل على تغييب الشباب تحديدا عن القضايا الحقيقية لبلده.