في الذكرى 36 لصلاح جاهين .. شوقي حجاب يكشف مطلع الأغنية الذي أهداه له !
كتب : أحمد السماحي
نحيي اليوم الخميس ذكرى واحد من عباقرة مصر الذين لم يتكرروا حتى الآن، وهو الشاعر الساخر والممثل ورسام الكاركتير ومكتشف المواه والمنتج، والمؤلف والسيناريست (صلاح جاهين) الذي رحل في مثل هذا اليوم عام 1986، والذي أمتعنا سينمائيا ومسرحيا وغنائيا وإذاعيا وتليفزيونيا بالعديد من الروائع التى لا تنسى، من هذه الروائع أغنياته العديدة للأطفال التى كانت مليئة بخفة الظل والتوجيهات والإرشادات والرسائل، لكن بصوت هادئ ودون صراخ ولا زعيق، من هذه الأغنيات (يا طيور النورس، الطيار، ربنا، أبريق الشاي، كلبي يا كلبي، ألف بيه مصر، رقصة الكرة الأرضية، الغراب والتعلب، تمثيل الحواديت، أغنية ولد صغير) وغيرها الكثير، فضلا عن أغاني مسلسل (بوجي وطمطم).
ومن الأغنيات التى حققت شهرة كبيرة بين الأطفال في الثمانينات أغنية (أنا أنا أنا أبريق الشاي) التى قام بتلحينها الملحن الكبير (إبراهيم رجب)، وقام بغنائها المونولوجست (سيد الملاح)، لهذه الأغنية حدوتة نحب أن نتوقف عندها مع شاعرنا المبدع الكبير (شوقي حجاب) صديق العبقري (صلاح جاهين) الذي خص (شهريار النجوم) بحكي تفاصيل هذه الأغنية لأول مرة فقال: من البرامج التى قمت بكتابتها للتليفزيون المصري برنامج الأطفال الشهير (عصافير الجنة) الذي كانت تقدمه المذيعة الراحلة سلوى حجازي، ثم النجمة نجوى إبراهيم، وفي هذا البرنامج كتبت كلمات تقول : (أنا أنا أنا أبريق الشاي، إيدي كده، بوزي كده، أصب الشاي، وإرجع كده، وأعرف برضه يا كتاكيت أحكي حواديت)، وكانت هذه الكلمات تتردد في البرنامج.
وفي أحد الأيام زارني صديقي (صلاح جاهين) في شقتي الحالية، وبعد (الترحيب، والذي منه) وجدته يضع يده في خصره، وأخرج ورقة من جيبه وقال لي : إسمع كده، فإذا بها مطلع الكلمات (أنا أنا أبريق الشاي) التى تتردد في برنامج (عصافير الجنة)، لكنه أضاف عليها كلمات أخرى كثيرة أكثر من رائعة، وقالي: (إيه رأيك؟)! قلت له: (تجنن يا صلاح)!، وعلى الفور اتصلنا بصديقنا الملحن (إبراهيم رجب) الذي حضر ولحن أغنية (أبريق الشاي)، وفى هذه الفترة كنت أسافر كثيرا للعمل في تونس، وتقابلت مع الفنان السعودي الشامل (لطفي زيني) أول فنان سعودي يظهر على شاشة التليفزيون السعودي عام 1965 في اسكتش (المجنون)، وأنشأ في بداية الثمانينات شركة (زيني فيلم) للإنتاج التلفزيوني وكان مقرها الأول في ألمانيا الغربية لينقلها بعد زمن قصير إلى تونس ويبدأ بالمجال الإنتاجي العربي وفق إمكانات وتقنيات غربية.
وبالمصادفة طلب مني أغنية فأسمعته (أنا أنا أبريق الشاي)، وبحكم أنه فنان شامل وشاعر كتب العديد من الأغنيات لـ (محمد عبده، وطلال مداح) وغيرهم نالت الأغنية إعجابه وطلب غنائها، واتصلنا بكلا من (صلاح جاهين، وإبراهيم رجب) ورحبا بغنائه لها، وبالفعل تم بناء ديكورات الأغنية في تونس، لكن قبل تصوير الأغنية بيوم وجدت (لطفي زيني) يكلمني لتغيير بعض الكلمات في الأغنية، فرفضت بإصرار، وهو أصر على التغيير، فتم وقف التصوير، ونزلت القاهرة، وشرحت لـ (جاهين، ورجب) ما حدث، وأشادا بموقفي مع (زيني)، وأثناء ذلك أقبل علينا الفنان والمونولوجست (سيد الملاح) ورحبنا جميعا به، وفي نهاية جلوسه معانا قال لـ (صلاح جاهين): (معندكش أغنية أغنيها)، فنظر (صلاح جاهين) لـ (إبراهيم رجب) وألقى (جاهين) كلمات الأغنية بلحن (رجب) ونالت الأغنية إعجاب (الملاح) وطلب غنائها فرحبا على الفور، ولم يكتف بغنائها فقام بتصويرها مع المخرج (فهمي عبدالحميد) وحققت نجاحا كبيرا فى هذا الوقت، وكان التليفزيون يعرضها بصفة منتظمة.