* حريم النار كانت وراء تجسيدي لشخصية (مليحة)
* ورق عبدالرحيم كمال ينطق ولا يريد غير ممثل شاطر
* فقدت في (جزيرة غمام) واحدة من أقوى أدوات الممثل ورغم هذا استمتعت بالتجربة
* لم أتوقع ردود الفعل حول (مليحة)!
كتب : أحمد السماحي
استطاعت الفنانة القديرة (عايدة فهمي) خلال شهر رمضان الجاري أن تخطف الأنظار بقوة من خلال تجسيدها لدور الجدة الكفيفة (مليحة) في المسلسل البديع (جزيرة غمام) تأليف المدهش عبدالرحيم كمال، إخراج المبدع حسين المنباوي، فرغم وجودها مع مجموعة من (أسطوات) التمثيل الكبار، إلا أنها كانت ندا قويا لهم، مما جعل الجمهور يتابعها بشغف، وتساءل عن هذه النجمة الكبيرة الذي أخفى الدور والمكياج ملامحها؟!
عرفت (عايدة فهمي) التى تملك موهبة جارفة كثيفة تساعدها على أن تلعب كافة الأدوار دون نقاش، كيف تعبر رغم عدم رؤيتها وحركات جسدها عن كل العذاب الذي يشتعل في قلب وضمير امرأة فقدت حفيدتها التى كانت (عكازها) وسندها والنور الذى ترى منه الدنيا، صالت (عايدة) وجالت على مدى 16 حلقة، كانت فيهم تلمع وتضيئ كما تضيئ النجوم في ليلة حالكة السواد، أو قطع الماس البراقة على رداء مخملي غامق، وقدمت فى هذا الدور دليلا جديدا ومدهشا على تمكنها وقدرتها التمثيلية الفائقة.
(شهريار النجوم) دق باب النجمة الكبيرة (عايدة فهمي)، وكان لنا هذه (الدردشة) السريعة نروى بها ظمأ الذين تأثروا لرحيلها وطلبوا منا سرعة الحوار معها.
مليحة الشهيرة بـ (عايدة فهمي) أعربت في البداية عن سعادتها البالغة بردود الفعل التى وصلتها طوال عرض الحلقات، والتى لم تتوقعها، فرغم أنها كانت تعلم أنها تشتغل مع فريق عمل قوي من زملائها النجوم، ومخرج متميز، ومؤلف مبدع، وتعلم أنها ممثلة شاطرة، لكن لم تتوقع أن تسكن (مليحة) ذاكرة ووجدان المشاهد بهذه الصورة!.
وعن ظروف ترشيحها للدور قالت: شاهدني المؤلف (عبدالرحيم كمال) على خشبة مسرح الطليعة في العرض المسرحي (حريم النار) المأخوذ عن الرواية العالمية (بيت برناردا ألبا) للشاعر والكاتب الأسبانى (فدريكو جارسيا لوركا)، الذي قام بتمصيره وكتابة أشعاره المؤلف (شاذلي فرح) ليحاكي الجنوب المصرى بتقاليده وموروثاته الراسخة التي تكاد تكون مقدسة بين أفراد المجتمع الصعيدي، وقام بإعداده وإخراجه محمد مكي، وفزت فيه بجائزة أفضل ممثلة (دورأول) بالدورة ألـ 13 من المهرجان القومي للمسرح المصري.
ورشحني (عبدالرحيم) للشركة المنتجة التى سبق وقدمت معهم العام الماضي مسلسل (زاهي نجيب زركش)، ورحبت الشركة بي، وبدأ المشوار مع (جزيرة غمام).
وبسؤالها عن كيفية تحويل شخصية (مليحة) من مجرد كلمات على الورق إلى شخصية من دم ولحم قالت: (ورق) المؤلف المبدع (عبدالرحيم كمال) ينطق لوحده، وكل الشخصيات مكتوبة بشكل رائع، وبكل أبعادها وأدق تفاصيلها، وكل المطلوب لورق رائع مثل هذا ممثل شاطر يترجم هذه الشخصيات إلى لغة جسد وصوت.
وأشارت (فتحية شلقم) الأم الصعيدية القوية التي تحكمها العادات والتقاليد في (حريم النار): أنه رغم أن شخصية (مليحة) تسير في خط درامي واحد كما ذكر (شهريار النجوم)، لكن (مليحة) كانت صوت العدل والضمير والحق في (جزيرة غمام) رفضت أن تأخذ حقها وحق حفيدتها (سندس) من قاتل لم يقتل، فهى كانت تنتظر القصاص لحفيدتها التي قتلت غدرا، وعندما توصلوا للقاتل الحقيقي بردت نارها ورحلت في سكون وهدوء على كتف الشيخ (عرفات) بعد أن سامحت (حمدي) الذي تورط في جريمة حفيدتها مع زملائه الأثنين دون قصد منه.
وعن الصعوبات التى صادفتها أثناء تجسيدها لشخصية (مليحة) قالت (توحة) في مسلسل (نجيب زاهي زركش): حدث نقاش بيني وبين المخرج (حسين المنباوي) خاص بالعينيين، فمن المعروف أن العين هى واحدة من أدوات التعبير القوية عند الممثل، اقترحت على (المنباوي) أن أجسد دور الكفيفة وعينيها مفتوحة لأستطيع التعبير عن مشاعرها من خلال العين إلا أنه فضل غلق عينيها، وقالي: (هتقفلي عينيكِ وهتقدري تعبري عن المشاعر والأحاسيس بصوتك)، وبالفعل فعلت ذلك، خاصة وأنني ممثلة إذاعة ودوبلاج في الأساس، فكان الأمر ممتعا بالنسبة لي، إذ أنني عبرت عن الشخصية من خلال الصوت بشكلٍ أكبر من الحركة والوجه.
وفى النهاية تمنت (عايدة فهمي) أن تكون عند حسن ظن جمهورها الذي احتفى بها وبنجاحها في كل مكان ذهبت إليه منذ بداية عرض الحلقات وحتى الآن.