كتب : أحمد السماحي
يحتفل مسرح الطليعة يوم الأحد القادم الموافق 17 إبريل، الموافق 16 رمضان بالعيد الستين لنشأته، حيث أنشأ عام 1962، وفي هذا اليوم سيقام مؤتمر صحفي للدكتورة (إيناس عبدالدايم) وزيرة الثقافة، لإعلان إطلاق فعاليات برنامج الاحتفال بـ 60 سنة طليعة، بحضور المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والمخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، والمخرج عادل حسان مدير مسرح الطليعة، وستكون مدة المؤتمر 15 دقيقة.
يقدم بعده (ديفيليه) لأشهر أزياء الراحلة (نعيمة عجمي) في عروض المسرح المصري، ثم يعرض في قاعة (صلاح عبدالصبور) ليلة في حب الموسيقار الراحل (أحمد الحجار) وعرض الحكي والغناء (خلطة شبرا) كتابة وأشعار يسري حسان، ألحان أحمد الحجار، غناء ماهر محمود، ديكور وملابس مي كمال، مساعدا الإخراج إيمي علي ماهر، سلوي عزب، مخرج منفذ وليد الزرقاني، إخراج محمد سليم، الذي بدأ عرضه بالمناسبة أمس الأربعاء على مسرح الطليعة.
والحقيقة عندما جاءني بيان وزارة الثقافة باحتفالية 60 سنة طليعة، أصابتني الدهشة، وتعجبت من فقر الاحتفالية، حيث كنت متوقعا أن يكون الاحتفال ثريا ومليئا بالفقرات الفنية والغنائية ويتناسب مع هذه المناسبة الهامة، فقد توقعت أن نشاهد مثلا إعادة لتقديم أول عرض مسرحي قدم على مسرح الطليعة برؤية مخرج شاب، أوعرض مسرحي طويل يتضمن أهم المشاهد في العروض التى قدمت على مسرح الطليعة، أو تكريم لعدد من رموز الحركة المسرحية الذين أثروا مسرح الطليعة، أو حتى تكريم بسيط للفنانيين الذين تولوا مسرح الطليعة بداية من (سعد أردش حتى عادل حسان).
والسؤال الذي حيرني كثيرا وأزعجني: جميل أن يتم تكريم السيدة (نعيمة عجمي) لكن الأجمل تكريم الكاتب المسرحي الكبير (يسري الجندي) الذي رحل مؤخرا، والذي قدم العديد من الأعمال الهامة لمسرح الطليعة منذ نشأته لعل أبرزها وأشهرها (أبوزيد الهلالي، ويا عنتر)؟
أعلم أن ظروفنا الاقتصادية لا تسمح بحالة البذخ!، لكن التكريم لا يحتاج إلى مبالغ طائلة الحكاية شهادة ورق بردي ودرع يا جماعة الخير.. (مش كده ولا ايه؟!) على رأي عمنا (فؤاد المهندس) في برنامجه الإذاعي الشهير (كلمتين وبس)!
جدير بالذكر أن مسرح الطليعة يعتبر من المسارح المهمة جدا في مصر نظرا للدور الكبير الذي لعبه هذا المسرح منذ إنشائه عام 1962 عندما كان يسمى بـ مسرح (الجيب)، ومنذ ظهوره فى الحياة المسرحية المصرية وهو يتمتع بخصوصية شديدة ويهتم بالتجريب، وبالمذاهب المسرحية الحديثة، والتجارب الطليعية التى ظهرت في القرن العشرين، ولقد استطاع مسرح الطليعة أن يقوم بتفريغ كم كبير من المسرحيين الذين تمردوا على الأشكال المسرحية التقليدية، وقدموا تجارب حديثة جدا كانت جديدة على عين المشاهد المصري.
وكان مسرح الطليعة هو النافذة التى أطل الجمهور المسرحي من خلالها على تيارات مسرحية حديثة، فعلى سبيل المثال قدمت الفرقة في موسمها الأول من مسرح العبث مسرحية (الكراسي) لـ (يوجين يونسكو)، وفي موسمها الثاني قدمت من مسرح السير الشعبية (شفيقة ومتولي) و(حرب الباسوس) للكاتب الكبير (شوقي عبدالحكيم)، ثم (ياسين وبهية) لـ (نجيب سرور)، و(أبوزيد الهلالي، ويا عنتر) للكاتب الراحل (يسري الجندي)، ومن المسرح التسجيلي (ماراصاد) للكاتب المسرحي الألماني (بيتر فايس).
وتولى فرقة مسرح الطليعة منذ إنشائه مجموعة كبيرة من كبار الفنانيين والنجوم وكان لكلا منهم أثره الواضح في مسيرة الحركة المسرحية المصرية، فكان أول من تولى إدارة مسرح (الجيب) الفنان الكبير (سعد أردش) في الفترة من (1962 – 1964)، و كرم مطاوع من (1964 – 1969)، و أحمد عبدالحليم 1970، وأحمد زكي (1970 ــ 1974) وفي هذه الفترة تغير اسم الفرقة من مسرح (الجيب) إلى مسرح (الطليعة)، ثم تولى سناء شافع من (1974 ــ 1975)، بعده تولى سمير العصفوري صاحب الرقم الذهبي في مسيرة من تولوا إدارة مسرح الطليعة، فقد تولى إدارته مرتين الأولى من (1975 ــ 1980)، والثانية من (1984 ــ 1994).
وبينهما تولى محمود الحديني من (1980 – 1981)، ثم محمود الألفي الذي تولى مرتين أيضا الأولى (1982 ــ 1984)، والثانية (1994 – 1997)، ثم جاء محسن حلمي (1997 ـ 2001)، يليه انتصار عبدالفتاح (2001 ــ 2004)، هشام جمعه (2004ــ 2006)، محمد محمود (2006 ــ 2010)، هشام عطوة (2010 ــ 2011)، ماهر سليم (2011 ــ 2013)، محمد الدسوقي (2013 ــ 2015) ، محمد الخولي (2015 ــ 2020).
وأخير (عادل حسان) الذي تولي إدارة مسرح الطليعة في شهر فبراير عام 2021، وقدم عروض ناجحة أعادت إلى مسرح الطليعة عصره الذهبي، لهذا فاز معنا في عام 2021 في استفتاء الجمهور والنقاد كأحسن مسرح قدم عروض في 2021.