كتب : محمد حبوشة
مما لاشك أنه الدراما لديها القدرة على فعل الكثير في معركة الوعي، وأن العمل الفني يؤدى فعل عشرات بل مئات الكتب والمقالات والندوات والمحاضرات، وهو التأثير نفسه الذى يدركه (إعلام الشر الإخواني)، ولذلك تبدأ كتائبهم هجومها المبكر في محاولة لتشويه هذه الأعمال وإشاحة الأنظار عنها، وتأتي المسلسلات الرمضانية الحالية لتضرب عصافير عدة بحجر درامي واحد، فمن عوار في مفهوم الوطنية وتحوله إلى معنى منافس للدين إلى خلل ضرب قيمة الانتماء للثقافة المصرية إلى تمكن للتطرف والتشدد الديني من مفاصل التفسير وسطوة لرجال الدين منافسة لرجال الدولة، تدق دراما رمضان المؤرخة لأحداث العقد الماضي على وتر معركة الوعي بعد تعثرها المتكرر بقصد أو من دون قصد.
وهذا فعليا جعل القنوات الإخوانية لم تحقق أى صدى لدى المواطن المصرى، بل على العكس، تبنى تلك القنوات المزاعم المختلقة، وتلوين الحقائق، وترديد الشائعات الكاذبة، كشفت خبث مقصدهم، وجعلت المواطن المصرى يثق تمام الثقة أن هذه القنوات لا تريد سوى تصدير الفتن والمؤامرات لمصر، واللعب على أوتار الفتنة وزعزعة الاستقرار الذى تنعم به القاهرة منذ 30 يوينو 2013، وبعيدا عن المهنية الإعلامية التى هى براء من الغثاء الذى يقدمونه على شاشاتهم، فإن هذه الأبواق المأجورة، مجبرة على اختراع الأكاذيب وترديد سفاسف الأمور، لأن ما يعنيهم هو وضع اسم مصر وحكومتها وشعبها فى أى جملة، وانتقاد الشىء ونقيضه فى نفس الوقت، أو لوى الحقائق لتخدم ما يود قوله من الشائعات والترهات التى ليس لها سند أو دليل.
وأخيرا جن جنون الإخوان مع بداية عرض مسلسل (الاختيار3) تسريباتهم المخزية، واستطاع المسلسل أن ينقل صورة حية لجميع جرائم الإخوان، و كشف جميع الأعمال الارهابية والشيطانية لهم التى أصابها الهوس والجنون بمجرد الإعلان عن هذا المسلسل الذي يأتي كواحد من الأعمال الدرامية التي تسلط الضوء على الوضع السياسي أثناء فترة حكم جماعة الإخوان بشكل توثيق مهم وتاريخي يستمر لفترات زمنية طويلة يوضح فيه الجرائم التي ارتكبتها الجماعة في حق الشعب المصري، ومن ثم فإن (الاختيار 3) ليس مجرد عمل درامي وطني فحسب، بل أنه يعتبر عملا فنيا إرشاديا يوضح حقيقة ما حدث في 30 يونيو للأجيال القادمة وتوثيق لهذه الأحداث حتى لا تطمس الحقيقة ويتم تزييف الأحداث من خلال بعض الأعمال الدرامية الكاذبة التي تهدف لتبييض وجه الجماعة منها بتقديم صورة كاذبة عن هذه الفترة المهمة في تاريخ مصر الحديث.
وقد أكدت الأحداث منذ الحلقة الأولى أن مصر دولة محورية ومحط أنظار العالم خاصة بعد 30 يونيو، كما أنه تأتي أهمية مثل هذه الأعمال الدرامية والتي تحظى باهتمام وسائل الإعلام الغربية لتوضح من خلال حلقاتها المملوءة بالوثائق الصورة المغلوطة التي تحاول وسائل الإعلام الإخوانية تصديرها للغرب، حيث إنها توضح بشكل كبير فكر جماعة الإخوان وما يمكن أن يمثل هذا الفكر من خطورة على أمن وسلامة دول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال وهذا الخطر يتمثل في الإسلام السياسي وتأسيس دولة دينية وهو ما يتنافى بشكل كبير مع مبادئ الدولة الديمقراطية.
ولعل الإشادة بالتسريبات الخطيرة لمسلسل (الاختيار 3) عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن هذه النوعية من الأعمال تتحول إلى موقف حازم ضد الإرهاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة وهو ما يعكس وعي الشعب المصري وتقديره لحجم التضحيات التي يقدمها رجال الجيش والشرطة لمواجهة العمليات الإرهابية، وقد نجحت الدراما في حفظ التاريخ الأسود للإخوان وأعطت لنا وسيلة نستطيع استخدامها بسهولة لنخبر الأجيال التالية بما مر به جيلنا وبحقيقة هذه الجماعة الإرهابية وكيف تمكنت من مصر ساعة غفلة، أكدت حالة الارتباك الحادثة بين عناصر الإخوان الآن سواء في العالم الحقيقي أو العالم الافتراضي على الإنترنت، وهذا أكبر دليل عن مدى الألم الذي يمرون به وهم يشاهدون حقارتهم توثق في عمل درامي يشاهده ملايين، وبالطبع اللجان الإلكترونية حاولت الأيام الماضية مهاجمة مسلسل الاختيار ومحاولة التقليل من أهمية القصة التي يتناولها المسلسل.
لقد صنع مسلسل (الاختيار 3) حالة من الوعي والروح الوطنية لدى المواطن لا يمكن خلقها وترسيخها من خلال وسائل الإعلام المعتاد، في ظل مكينة اخوانية تعمل ليلا ونهارا لاسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها عن طريق أساليب علمية ممنهجة تصدر أمام الرأي العام على أنها عشوائية، لكن الدولة المصرية تسعى حاليا إلى استكمال مشروع بناء الروح الوطنية، وفضح مخطط تيارات الاسلام السياسي وتاريخها في العنف والإرهاب على مدار سنوت طوال، وذلك من خلال توظيف واستخدام الفن بوسائله المتنوعة في الحفاظ على مستقبل وحاضر ابنائها من خطر جماعات العنف والإرهاب وطريقتهم في تزوير التاريخ ونشر الأكاذيب مثلما فعلوا من قبل ومازالوا يفعلون.
ظني أم مسلسل (الاختيار) في جزئه الثالث نجح هذا الموسم فى تقديم وجبات درامية دسمة للمواطنين، حركت الوازع الدينى لهم، وأثبتت أن القوى الناعمة لديها مفعول السحر فى تصحيح المفاهيم، وترسيخ البطولات والتضحيات لدى النشء، لا سيما أن دراما رمضان حاليا تخوض معركة كبيرة من أهم معارك الوعى والتنوير للمشاهد، وذلك فى إطار خطة (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) التى حضرت له طوال الفترة الأخيرة، وتجلت الأحداث من خلال التسريبات للإرهابي (خيرت الشاطر) الذي خطط في بداية الأمر لحادث رفح الذي هز الرأي العام المصري في بداية حكم الإخوان وذلك من خلال التعامل مع التنظيمات الإرهاب، وأن جماعة الإخوان الإرهابية هى مظلة لكل التنظيمات الإرهابية التى شهدتها مصر، ومرجعيتها الرئيسية فى المراحل المختلفة، حيث إن كل التنظيمات التى خرجت من تحت عباءة الجماعة الإرهابية واعتنقت فكرها تحولت لجماعة إرهابية، خرج منها التكفير والهجرة، الناجون من النار، تنظيمات الجهاد الفرعية، تنظيم الجهاد، الجماعة الإسلامية.
تسريبات الجزء الثالث من (الاختيار) أكدت أن جماعة الإخوان الإرهابية مارست العنف، من خلال التنظيمات السرية، ومن ثم تطور الأمر، سواء فى صورة أنصار بيت المقدس، أو تنظيم داعش، وأن الهدف الرئيسى من هذه التنظيمات الإرهابية هو الضغط على الدولة المصرية وإنهاكها، ولكن نجحت القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل فى التصدى ببراعة التنظيمات، وذلك من خلال العمليات التطهيرية، وأن الإرهاب كامن يتحين الفرصة، ولكن هناك يقظة عالية من قبل رجال الشرطة فى التعامل مع هذه الكيانات والتنظيمات، وقد نجحت الدولة فى تحديث أجهزتها وبياناتها ومعلوماتها، وانتقلت من مرحلة رد الفعل للاستباقية، واختراق هذه الجماعات الإرهابية باحترافية كبيرة، وبدون أى طرق خارجية، وأنه بفضل يقظة الأجهزة الأمنية والاستراتيجية الجديدة فى التعامل مع هذه التنظيمات والإرهاب متعدد الأطراف، شعر المواطن بالاستقرار بفضل القوات المسلحة ورجال الشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على الوطن، ومكانة وقوة الدولة المصرية، وهذا ما جسدته أحداث الجزء الثالث هذا العام.
ومع انطلاق الحلقة الأولى من مسلسل (الاختيار 3) قبل عشرة أيام أثارت حالة من الانبهار بين المصريين الذين عايشوا أحداث اندلعت منذ وصول جماعة الإخوان للحكم والأزمات التي أغرقوا فيها مصر، مرورا بثورة الغضب الشعبية التي خرجت في كل شوارع وميادين مصر تطالب الإخوان بالرحيل وترك الحكم، استكمالاً لما كشفته حلقات هذا العمل الوطني الضخم من خبايا وأسرار بالوثائق والأدلة في جزئيه الأول والثاني والتي أثارت وقت وقوع أحداثها الحقيقة العديد من علامات الاستفهام، ومن هنا جاءت أولى حلقات مسلسل (الاختيار 3) لتفضح تفاصيل المؤامرة الدنيئة التي خطط لها قادة جماعة الإخوان الإرهابية وعلى رأسهم خيرت الشاطر للانتقام من وزارة الداخلية ومحاولات إقصاء قادة بعينهم من ضباط قطاع الأمن الوطني، مستغلين وصول أحد عناصرهم للحكم وهو محمد مرسي العياط.
التسريبات لاقت انتشارا واسعا خلال الأسيام الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي فور انتهاء كل حلقة من الحلقات العشرة الأولى، خاصة بظهور القيادي خيرت الشاطر ملوحا بتكرار سيناريو 2011 وحرق مقار الأمن الوطني، وبحسب التسريب قال الشاطر نصا: (الأرض اللي كلنا مشيين عليها فيها شوك كتير داخلي وخارجي وبنحاول نتلمس طريق لن نسمح فيه بأي درجة من الدرجات لحدوث صدام لأنني لما اصدم بجهاز أمن الدولة معنديش مشكلة أنا ممكن أطلع مليون واحد ويحرقوا المقارات ويمسكوا الناس ويحبسوهم هما ويعملوا محاكمة شعبية).
فضحت التسريبات الجديدة لزعيم جماعة الإخوان خيرت الشاطر، تورط الجماعية الإرهابية في قتل الجنود المصريين في (مذبحة رفح الأولى)، وسعيها لتدمير وأخونة المؤسسة العسكرية، فضلا عن علاقة الإخوان بالسلفيين الذين وصفهم مرشد الإخوان محمد بديع بـ (الشراذم)، فضلا عن أن مسلسل (الاختيار 3) تضمن تسريبات تذاع للمرة الأولى لخيرت الشاطر ومحمد بديع في أول حلقتين له، وأثارت ردود فعل قوية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت حقائق التنظيم الإخواني الإرهابي وكيف كان يخطط للسيطرة على مقاليد الحكم والاستيلاء على السلطة وتحقيق أهداف الجماعة بالتوسع بعيدا عن مفهوم الدولة، بداية من تدمير المؤسسة العسكرية الوطنية وتعيين أفراد تابعين لهم في كافة مؤسسات الدولة.
وبحسب التسريب قال الشاطر نصا (الأرض اللي كلنا مشيين عليها فيها شوك كتير داخلي وخارجي وبنحاول نتلمس طريق لن نسمح فيه بأي درجة من الدرجات لحدوث صدام، لأنني لما أصطدم بجهاز أمن الدولة معنديش مشكلة أنا ممكن أطلع مليون واحد ويحرقوا المقارات ويمسكوا الناس ويحبسوهم هم ويعملوا محاكمة شعبية)، وحملت الحلقات فيما بعد أيضا العديد من الأحداث إبان حكم التنظيم الإرهابي، والتي كشفت عن العقل المدبر للجماعة الإرهابية (خيرت الشاطر) الذي كان سببا أساسيا في الإطاحة بالمشير طنطاوي وإحراج المؤسسة العسكرية بتدبير حادث رفح، بخلاف اعتراضه على تعيين اللواء عبدالفتاح السيسي الذي كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية في هذه المرحلة كوزير للدفاع، وكان ينوى تعيين شخصية أخرى تدين بالولاء له ويستطيع من خلالها تنفيذ ما يريد.
كما كشفت التسريبات الاجتماعات السرية التي تجري بمقر مكتب الإرشاد يجمع بين المرشد وقياداته، سواء في يوم 3 يوليو 2013 خلال اجتماع خيرت الشاطر والمرشد محمد بديع، والتي أكد فيها الأول على أنهم يقومون بحشد الجماهير من المحافظات على مدار أسبوع إلى ميدان النهضة، بالإضافة إلى عرض تسريب جديد للقاء حقيقي جمع مرشد الإخوان محمد بديع، والرئيس الأسبق محمد مرسي والقيادي خيرت الشاطر، ودار فيديو اللقاء حول غضب تنظيم الإخوان من إعلان السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل ترشيحه رئيسا للجمهورية، وكان اللقاء يدور حول آلية تعامل الجماعة مع السلفيين بعد تلك الخطوة، وخلال اللقاء قال خيرت الشاطر أنه دفع بالسلفيين العقلاء عن طريق الأصدقاء المشتركين لإقناع حازم صلاح أبو إسماعيل بالتزام الهدوء وإفهامه أنه طبقا للقانون لا يجوز ترشحه لأن والدته تتمتع بجنسية أجنبية.
ورد مرشد الإخوان محمد بديع خلال اللقاء قائلا (أنا عارف السلفيين كويس أكتر من أي حد، إحنا عاشرناهم قبل السجون وأثناء السجون وبعد السجن، فهم ليسوا يدا واحدة أو اتجاها واحدا، شراذم وقيادتهم لا تملك الأمر إلا على المجموعة اللي معاهم فقط، وأساؤوا للإسلام)، ثم استكمل خيرت الشاطر حديثه خلال اللقاء في سكوت تام لمحمد مرسي قائلا: (بزرع ناس في وسطهم وبتابع كل تفاصيلهم ولما بلاقي معلومة بكلم أمن الدولة) في إشارة للإبلاغ عنهم.
وفي إحدى الحلقات التي جاءت تحت عنوان (الحوار الوطني) رفضت الجماعة دعوة القوات المسلحة للحوار الوطني وهى المبادرة التي أعلنها الفريق عبدالفتاح السيسي لاحتواء حالة الانقسام السياسي التي كانت تهدد البلاد ورغم قبول الأحزاب السياسية للدعوة إلا أن خيرت الشاطر رفض الدعوة وعبر عن غضبه من قبول كل الأحزاب والقوى المدنية لدعوة الفريق السيسى، وأكد لـ (أحمد عبد العاطى) مدير مكتب محمد مرسى رفضه مشاركة حزب الحرية والعدالة فى هذا الاجتماع، قائلا: (لما رئيس الجمهورية وجه دعوة محدش عبرنا، ولما ييجى وزير الدفاع يوجه الدعوة كله يلهث علشان يكون موجود واحنا كمان نكون موجودين، لا طبعا ماينفعش، كده بالبلدى يعنى السيسى جاب فينا جون)، بل لم يكتف بذلك وعاتب محمد مرسي لموافقته على عقد الحوار بل قال ماتاخدش قرار إلا لما نناقشه وهو ما يؤكد أن الرئيس مرسي لم يكن صاحب قرار.
التاريخ الأسود الذي يلسط عليه (الاختيار 3 ) أضواء كاشفة يشير إلى أن الشاطر استطاع عبر تاريخه المالي والاقتصادي أن يمزج بين دور رجل الجماعة والاقتصادي، ليمزج بين استثماراته الخاصة واستثمارات الجماعة، فخلال السنوات الماضية خرجت تسريبات للرجل الأول داخل جماعة الإخوان هو خيرت الشاطر، والذى كان يقود التنظيم بعد 25 يناير 2011 بعد خروجه من السجن، وهو من كان يتولى الملف المالي للجماعة، تلك التسريبات التي كشفت إلى حد كبير المؤامرة الإخوانية,
كما كشفت العديد من الفضائح الخاصة بقيادات الإخوان وأكاذيبها، خاصة عندما شن خيرت الشاطر خلال التسريب هجوما على عبد المنعم أبو الفتوح، وعما فعل خيرت الشاطر يوضح أن الجماعة تنظيم برجماتى نفعى ويظهر عكس ما يبطن، وفى ذات الوقت هو تنظيم يستخدم العنف لمواجهة أي انتقادات توجه له، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال تأكيد خيرت الشاطر بأن التنظيم سيضحى بأي شخص يحاول أن يقترب من الجماعة بعد 25 يناير 2011، وفى ذات الوقت فإنه يعترف بلقائه بكاتب يهودي في الوقت الذى تزهر فيه الجماعة في العلن عدائها لليهود.
الأهداف الخبيثة للشيطان الأعظم خيرت الشاطر تبد لنا أيضا من خلال إحدى التسريبات التي يهدد فيها بأن جماعة الإخوان هتضحى بأي شخص يفكر في الاقتراب منها، حيث جاءت تصريحات خيرت الشاطر خلال لقاءه بعد قيادات الإخوان فى عام 2012، ويتحدثون فيها عن المعارضين لنظام حكم الجماعة، حيث رد خيرت الشاطر على هذا الأمر مهددا بقتل كل من يفكر فى الاقتراب من التنظيم، وهو ما يثبت بما لايدع مجالا للشك بأن خيرت الشاطر كان الرجل الأقوى في جماعة الإخوان الإرهابية، فهذا الرجل الذي حاول مرارا وتكرارا ابتلاع مؤسسات الدولة المصرية كالأفعى التي تبتلع ضحيتها، وقد ظهر هذا الأمر بعد تولي الرئيس الراحل محمد مرسي حكم مصر، وبالتالي سعى القيادي خيرت الشاطر لافتعال واقعة تهز المجتمع يقوم بمقتضاها الرئيس الإخواني محمد مرسي بالإطاحة بقيادات الجيش وفي مقدمتهم المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع وهو ما حدث بالفعل.
ما زالت الدراما الوطنية المصرية، توثق وتؤرخ لأحداث عصيبة مرت بها خلال السنوات الماضية، وكان لمسلسل الاختيار النصيب الأكبر في توثيق أحداث مهمة في تاريخ أرض الكنانة، قبل أن يأتي الجزء الثالث من الدراما الوطنية ليخترق الغرف المغلقة لتنظيم (الإخوان) الإرهابي ويكشف حقائق جديدة حول فترة حكمهم لمصر، ويوما بعد يوم، يبدو المسلسل تجسيدا واقعيا لأحداث هزت مصر في فترة عصيبة من 2011 حتى 2013، يجمع المسلسل ما بين الدراما الممهورة بختم التوثيق الرسمي للأحداث، حيث إن صناع المسلسل أرادو مخاطبة عقل الشعب المصري، وليس قلبه فقط، وهنا تأتي عبقرية دمج الأحداث الدرامية بخلفيات وصور وتسريبات صوتية واقعية، وبالصوت والصورة والتوثيق والتسجيل والتسريب.
وجدير بالذكر أن المسلسل يحكي قصة 96 ساعة كانت حاسمة في اختيار القرار، لمصلحة من نعمل؟ الشعب أم السلطة؟، فكان الاختيار والقرار لمصلحة الشعب بكل تأكيد، وهذه الفكرة العبقرية في اختيار اسم المسلسل، تؤكد أن الهدف منه تسليط الضوء على وقائع وتقديمه بشكل وثائقي، وليس مجرد سرد لخيالات أو أحداث مفتعلة لم تحدث، وذلك حتى يتم إغلاق الباب أمام من يفكر أن شيئا مما حمله هذا المسلسل لم يحدث.
وهنا لابد لي أن أشيد بجرأة الرئيس السيسي التي كانت عظيمة، وتبدت في تجاوز كل المخاوف والترددات المشروعة والتي بإمكانها أن ترتد باتجاه عكسي، والتي قد تتبادر للذهن لأي محاولة لإقحام القوات المسلحة في الإنتاج الدرامي، لقد كان ممكنا أن يقول لا تقحموا القوات المسلحة في أمور قد تثير الجدل، أو يقول إن ذلك ليس دورها أو غيرها من المحاذير المشروعة فعلا، إنما عظم الهدف وأهميته وإدراك حجم النتائج المرجوة، صرفت كل المحاذير وكانت النتائج مبهرة فعلاً.
ولعل جميع الأعمال الدرامية التي نفذتها القوات المسلحة خلال الفترة الماضية لاقت الإعجاب والمتابعة الجماهيرية المصرية والعربية، وأحدثت أثراً طيباً في تعزيز الروح الوطنية في الشعب المصري ورفعت أكثر من مكانة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المصرية الوطنية وأبرزت تفانيها وتضحياتها فقربت أكثر بين الجيش والشعب، في ذات الوقت نجحت باحترافية شديدة لا تستهين بذكاء المشاهد وفضحت بشكل كبير مؤامرة جماعة الإخوان وخيانتهم لوطنهم وتآمرهم مع أجهزة استخبارات أجنبية للإضرار بالدولة ومؤسساتها.