ثورة المصريين على إعلان (عمرو دياب) عن البريد المصري !
كتب : أحمد السماحي
استقبل محبي عمرو دياب إعلانه بأغنية (السر) لصالح البريد المصري بقدر كبير من التهليل والتعليقات الإيجابية على لياقته البدنية العالية، والتي نالها قدر آخر من السخرية من جانب غير محبي عمرو دياب، أو الذين وجهوا نقدا لاذعا لرئيس هيئة البريد الذي خرج علينا معللا القيام بإعلان للبريد المصري بعد تحقيقه نمو يصل إلى 5% هذا العام عن الأعوام السابقة، وأنه البريد المصري يحقق أرباحا بالمليارات، وبهذا ظهر وكأنه وصي على أموال الغلابة والبسطاء من أبناء هذا الوطن في ظل خدمة رديئة للغاية من جانب هذا الكيان الذي يكسب المليارات، لهذا تقدم نائب بالبرلمان المصري، بطلب إحاطة للمستشار حنفي الجبالي، حول دفع (هيئة البريد) الحكومية ملايين الجنيهات في إعلان عمرو دياب الجديد، واتهم النائب هيئة البريد المصري الحكومية، بـ (إهدار المال العام)، متسائلا: (هل يوجد منافس للهيئة لتدفع ملايين لعمل إعلان؟ وهل زادت الأرباح بعده؟).
والكارثة إنه بعد مشاهدة إعلان الفنان عمرو دياب – يقول النائب – المفترض أنه إعلان دعاية للبريد المصري ولكن اكتشفت أنه لا يقدم أي شي بخصوص البريد المصري، في وقت نعاني الأمرين لكي نقوم بالحصول على موافقة لتطوير مكاتب البريد.. رحمة لكبار السن في شتى محافظات مصر، وأوضح النائب إن دفع كل هذه الملايين في هذا الإعلان يستوجب محاسبة كل من دعى له، خاصة أن الإعلان أثار غضب رواد مواقع التواصل الإجتماعي، حيث اتهم مغردين على موقع توتير الحكومة بإهدار المال العام، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفقير من انهيار الوضع الاقتصادي، مطالبين بالتحقيق، وفي وقت سابق قدم محاميا بلاغا للنائب العام يطالب بالتحقيق مع هيئة البريد المصري بتهمة إهدار المال العام، على خلفية إعلان عمرو دياب لصالحهم، وأوضح مقدم البلاغ، أن الشعب المصري يدفع الملايين من قوته في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وأن الإعلان بالطريقة التي ظهر بها أبعدت الأنظار عن البريد المصري وسلطت الضوء على عمرو دياب.
على جانب آخر أثار إعلان (عمرو دياب) عن البريد المصري الذي بدأ عرضه مع بداية شهر رمضان الكريم غضب واستياء الجمهور على مواقع التواصل الإجتماعي، وأعلنوا عن غضبهم بقوة، واشتعلت مواقع (السوشيال ميديا) بالتعليقات الساخرة والغاضبة والحزينة على ما حدث، وقال أحدهم: (إعلان البريد المصرى لعمرو دياب هو أحد أمثلة الفساد وسوء إدارة الموارد فى البلد!، ومثال حى على إهدار المال العام فى وقت البلد فى عرض كل مليم)!.
وقال آخر: (عمرو لوحده حصل على 15 مليون جنيه، هذا غير ملايين أخرى لفريق العمل المكون من شاعر ومؤلف وملحن ومخرج، فضلا عن تكاليف إنتاج وخلافه! وملايين أخرى تكلفة الدقيقة الواحده للعرض أثناء عرض المسلسلات، أليس هذا سفه!؟، وقال ثالث: (الإعلان المستفيد الوحيد منه هو عمرو دياب، والعاملين في الإعلان).
وقال رابع: (الإعلان هو أقرب ما يكون لإعلان عن عمرو دياب نفسه، وليس عن البريد المصرى الذي ظهر اسمه فى ربع ثانيه فى الآخر دون الإشارة الى أى منتج للبريد، أو أى خدمه جديده، أو تطوير ما تقدمه مصلحه البريد وتعرضه على الناس!، مصلحة البريد التى يعانى الناس الأمرين من سوء الخدمة و(السيستم واقع)!، وتقف الأمهات في طوابير من الفجر أمام هيئة البريد لعمل حوالة إعدادية ولا ثانوية عامه لأبنائهم)!.
وتوالت التعليقات الغاضبة التى تطالب بالتحقيق مع المسئولين في هيئة البريد عن تقديم هذا الإعلان ودفع كل هذه الملايين في حين أن خدمة البريد سيئة للغاية، وقال أحد نشطاء الفيس بوك: (طب الإعلان عن ايه محدش عارف؟ .. ايه الهدف من الإعلان؟ محدش عارف!، ما هو المردود المادى والمعنوي الذى قد يعود على المصلحة الحكومية من هكذا إعلان؟ محدش عارف!، يجب التحقيق فورا وقبل انتهاء الشهر الكريم مع المسئولين الذين دفعوا الملايين لعمل هذا الإعلان).!
والحقيقة أن (الهضبة) ليس مسئولا عن ما حدث ولا عن إهدار المال العام، ولا يجب محاسبته، لأنه بصراحة لم يضرب أحد على يده ليحصل على هذه الملايين، فالرجل معروف عنه أنه يتقاضى أغلى الأسعار في الإعلانات، وبالتالي من يجب محاسبته هو المسئول الذي دفع لعمرو دياب وفريق عمله هذه الملايين التى لو أنفقت على البريد المصري الذي يعاني من مشاكل عديدة لأنصلح حاله وتحسنت خدماته التي تسبب كابوسا يوميا لأصحاب المعاشات وباقي المواطنين الذي يستخدمون البريد في قضاء مصالحهم، والتي أصبحت مثل ولادة متعثرة جراء تراجع خدمات الهيئة التي تجني المليارات على حساب أبناء الشعب المصري.