سر طلب (صفوت الشريف) من سيد مكاوي تغيير (حسني) لـ (زهدي) في المسحراتي !
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها .
كتب : أحمد السماحي
من الأعمال الخالدة في شهر رمضان التى ارتبطت بوجدان الشعب المصري شخصية (المسحراتي) الموجودة منذ قيام السحور في الإسلام، والتى خلدها مجموعة من المطربيين، لعل أشهرهم الشيخ (سيد مكاوي) الذي قدمها في الإذاعة المصرية أولا من تلحينه وأشعار الشاعر المبدع فؤاد حداد، وفي عام 1983 اقترح (ممدوح الليثي) وكان وقتها رئيساً لقطاع إنتاج التليفزيون أن يتم تحويلها إلى عمل تليفزيوني يُنهي به التليفزيون إرساله في ليالي الشهر الكريم، واستجاب (سيد مكاوي) للاقتراح لإيمانه أن التحول إلى الصورة التليفزيونية كوسيط سيضفى على المسحراتى واقعية أكبر، كما أنه اعتبرها فرصة لتوثيق تراث موسيقى ذى خصائص فريدة، وقام بإحضار جلباب لإرتدائه، واشترى (طبلة) للظهور بهذا (اللوك) في التليفزيون.
وفى عام 1983 قدم (المسحراتى) لأول مرة تليفزيونيا، وكان في البداية من إخراج فتحى عبدالستار ثم جاء بعده المخرج يحيى زكريا، وحققت الحلقات المصورة نجاحا كبيرا فى الشارع المصري، ومازالت من (أيقونات) الشهر الفضيل، خاصة وأن شاعرها المبدع (فؤاد حداد) قدم نقدا ساخرا لبعض السلبيات الموجودة في المجتمع المصري من خلال حلقات المسحراتي.
وإذا كان (المسحراتي) في التراث الديني يوقظ الناس يقظة مادية ليتناولوا طعام السحور، ويلحقوا بصلاة الفجر، فإن (المسحراتي) عند (فؤاد حداد) يوقظ الأمة يقظة معنوية من نوم طال أمده، يوقظها على الحقائق الجوهرية التى يجب أن تنتبه إليها وعلى المعاني الأصيلة التى يخلق بها أن تتداولها وعلى القيم الإيجابية الخلاقة التى ينبغي لها أن تتبناها.
ومن الحلقات المحفورة في ذاكرة الجمهور المصري ووجدانه حلقة (الاستيمارة) التى توقف تسجيلها وأعيد مرة أخرى بسبب الاسم!، والحكاية ببساطة أن الشيخ (سيد مكاوي) بعد أن سجل حلقة (الاستيمارة) وحلقات أخرى، وعودته إلى بيته، فوجئ في أحد الأيام بتليفون من المنتج (ممدوح الليثي) يستدعيه لتغيير كلمه (حسني) في حلقة (الاستيمارة) من (المسحراتي) باسم آخر، لأن اسم (حسني) هو إسم الرئيس (محمد حسني مبارك) المشهور بـ (حسني مبارك) ومنعا للغلط أو السخرية من الجمهور المصري على الاسم فتم طلب تغييره، خاصة وأن الحلقة تتحدث عن الروتين الحكومي!
وطلب الملحن الكبير (سيد مكاوي) كما ذكر في أحد برامجه الإذاعية عمنا الشاعر (فؤاد حداد) وطلب منه تغيير اسم (حسني) باسم آخر، فتم تغييره إلى (زهدي)!، وإليكم نص كلمات (الاستيمارة) كما كتبها المبدع فؤاد حداد:
إصحى يا نايم، وحد الدايم
وقول نويت، بكره ان حييت
الشهر صايم، والفجر قايم
إصحى يا نايم وحد الرزاق
رمضان كريم
مسحراتي منقراتي ع الطبله ايدي
ريشه ف دوايتي، اسمع ياسيدي
اسمع حكايتي مع استيماره
راكبه حماره، أول ماراحت
راحت لحسني قالت ياحوستي
هو انت فاطر قال كنت فاكر
مش حانسى تاني خليك مكاني
الاستماره راكبه الحماره
راحت لفكري قال تيجي باكر
وتروح لزكري قال روح لشاكر
ولا لشكري ، شكري في اجازه
راحت لبهجت لاحط ماذا
ولا سألها أشر نقلها
راحت لهاني خليك مكاني
هاني الطاطوري قال فيما يبدو
حتروح لعبده لازم ضروري
ضروري لازم راحت لحازم
منه لتيفة شاغلاه لطيفة
منه لمكتب راجل مؤدب
ببدله بني قال لي اظني
في تاني أوده عند الموظف
أبو بدلة سودا بدلة رصاصي
قال لا مؤاخذه مش اختصاصي
ياسيدي لاظوغلي خلص لي شغلي
في تاني طرقه على شمالي
لبدلة زرقا شرحت حالي
قال ثانية واحدة
والاستيمارة من يومها قاعدة
راكبة الحمارة
لو كنت راكب ماكنتش أوصل
ولا أؤدي واجب ولا أحصل وأطلع بلاشي
أحسن لي أفضل على مهلي ماشي
المشي طاب لي والدق على طبلي
ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال
الرجل تدب مطرح ماتحب
وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال
حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال
وكل شبر وحته من بلدي حته من كبدي حته من موال
أنا صايم الشهر طول الشهر ودا فاطر
وأنا ماشي في الشغل قلبي سخن ودا فاتر
ما ينتقل شبر إلا بحبر ودفاتر
اصحى يانايم وحد الدايم
السعي للصوم خير من النوم
دي ليالي سمحة نجومها سبحة
اصحى يانايم يانايم اصحى
وحد الرزاق.