إبراهيم رضوان : كتبت أغنية (تزعل ليه) لمحمد الحلو وأنا في الإعدادية !
كتب : أحمد السماحي
من الأغنيات الجميلة التى قام بغنائها مطربنا الكبير دافء الصوت محمد الحلو أغنية بعنوان (تزعل ليه) المشهورة باسم (يالي مالكش في حسنك قد، وعليك ضحكة مهش على حد) التى قام بغنائها في ألبومه (يا قمر) الذي قام بتلحين جميع أغنياته الملحن الراحل محمد قابيل، هذه الأغنية حققت نجاحا كبيرا عندما تم غنائها في منتصف الثمانينات، ومازالت تجد تجاوبا جماهيريا كبيرا عندما تذاع من خلال محطات الإذاعة المصرية.
لهذه الأغنية (حدوتة) جميلة ذهبنا إلى شاعرها المبدع (إبراهيم رضوان) ليحكي لنا تفاصيلها المثيرة، خاصة وأن مطرب آخر سبق (الحلو) في غنائها، تعالوا بنا نسمع الحدوتة من شاعر الأغنية التى خص بها قراء (شهريار النجوم):
في البداية يقول إبراهيم رضوان: هذه الأغنيه كتبتها وأنا في المرحله الإعداديه!، وقام بتلحينها أكثر من ملحن، ورفضت التعاقد معهم علي أساس أنها ليست من مستوايا، من هؤلاء ملحن يدعى (محمد سالم)، فى هذه الفترة كان لي صديق يغني في الفرق الجامعيه بالمنصوره اسمه (محسن أبو النجا) أخذته في أحد الأيام لاقتناعي بجمال وعذوبة صوته للملحن (محمد قابيل) رحمة الله عليه ليلحن له.
وأعجب (قابيل) بصوته والمفاجأة أنه اختار أغنية (تزعل ليه) وأقنعني أنها لن تُسمع لأن المطرب غير معروف، وبالفعل حفظها المطرب، ووزعها (إبراهيم الراديو) وسمعها المنتج (عاطف منتصر) صاحب شركة (صوت الحب) الذي أخبرني أنه سينتج لهذا المطرب من أجل هذه الأغنية، بعد مده أخبرني المطرب أنه سينسحب من شركة (صوت الحب) بحثا عن شركة أخري، حاولت أن أقنعه أن هذه الشركة هى أكبر شركة في مصر، فلم يقتنع، وقام بإلغاء التعاقد.
وأثناء ذلك أبلغني (محمد قابيل) أن كل من يستمع إلى الأغنية تنال إعجابه، ويريد الحصول عليها وغنائها، وآخرهم (محمد الحلو)، لكني أبلغته برفضي علي أساس أنني تنازلت عنها لـ (محسن أبو النجا)، بعدها بفترة كنت متواجدا في ملهي ليلي إسمه (رمادا) لتسجيل عشرات الأعمال التي سيخرجها (فتحي عبد الستار) حيث أن الأمن المركزي كان قد دمر كل ملاهي مصر فى هذه الفترة.
فى هذا الملهى التقيت بمئات المطربين والملحنين منهم (محمد الحلو) الذي كانت تربطني به علاقة جيدة فى هذا الوقت، يومها أخبرني أنه يريد أن يغني أغنية (تزعل ليه، أويا للي مالكشي في حسنك قد)، فأخبرته أنني تنازلت عنها لمطرب جديد، قال لي: (هادفعلك اللي أنت عايزه)! فأخبرته أن الفلوس هى آخر ما أفكر فيه، وأن معظم المطربين يستغلون طيبتي، ولا يحاسبوني، فأكد لي أنه مصمم عليها، لكني رفضت لأن موافقتي تعتبر خيانه!.
فقال لي: (أن قانون جمعية المؤلفين والملحنيين يبيح للملحن أن يبيع الأغنيه دون اللجوء للمؤلف)، لكن كلامه جعلني أصمم علي الرفض، قال لي ضاحكا: هاغنيها هاغنيها، ومش عايز تنازل منك، ووضع يده في جيبي حيث ترك لي مظروفا به نقود، اتجهت إلى الحمامات وكانت المفاجأة أني وجدت المبلغ ضخم جدا جدا، فخرجت إليه، وأنا أقول له: (هات التنازل يا محمد و أنا هامضيلك عليه)!.
وحضرت تسجيل الأغنيه لأكتشف أنها أغنيه ستكون ناجحه بلحنها العبقري الذي وضعه محمد قابيل، وبالفعل أصبحت الأغنية من أشهر أغنيات (الحلو)، وأثناء ذلك حاول (قابيل) أن يصالح (محسن أبو النجا) بأغنية أخري، لكننا اكتشفنا أنه وضع نفس الأغنيه في ألبومه الغنائي الذي باعه لمنتج متواضع جدا تسبب في سقوط الألبوم سقوطا مدويا، ولم يحقق (أبوالنجا) نجاحا يذكر حيث اعتزل بعد ذلك، و نجح (الحلو) في اختياره، وما زالت هذه الأغنيه تحقق نجاحا باهرا عند الجميع باستثناء جمعية المؤلفين والملحنين التي لم تصرف لي مليما واحدا عنها!.