لهجة (توبة) ، وضوافر (دينا) ، وتسريحة (مي) ، وتكرار ( شيرين) !
كتب : أحمد السماحي
متابعة الدراما الرمضانية يحتاج إلى جدول أعمال، ولن نبالغ إذا قلنا إن من يرغب في مشاهدة ما يعرض من أعمال لابد أن يستعين بسكرتارية خاصة تدير له هذه العملية، وأزعم أن هذا الحل أيضا لن يفلح!، لأن كل قناة تبث ما تطلق عليه مسلسلها (الحصري) دون تنسيق مع غيرها من الفضائيات، وكأن همها الأول هو حرمان الجمهور من متابعة بقية الأعمال الأخرى التي تنتجها أو تبثها غيرها من القنوات.
لهذا توقفت عن مشاهدة التليفزيون منذ سنوات طويلة، وبدأت أشاهد المسلسلات عبر الإنترنت حيث يتمكن المشاهد من مشاهدة أكبر قدر ممكن من المسلسلات في عدد ساعات أقل، خاصة أن المسلسل يعرض بدون إعلانات، ومدة أي حلقة لا تزيد عن 30 دقيقة في حين تجدها على أي فضائية وبسبب الإعلانات لا تقل عن ساعة ونصف، وبعد مرور ثلاثة أيام على المارثون الرمضاني الذي يعرض فيه أكثر من 30 مسلسلا دراميا توقفنا عند بعض الملاحظات التى لو استمرت ستؤثر على مصدقية العمل الفني، وتخرج المشاهد من حالة المشاهدة إلى حالة من السخرية على أحداث المسلسل وأبطاله!، نظرا لأن صناع العمل يستهزءون بعقلية المشاهد المصري والعربي!.
المشوار
أول الملاحظات التى لاحظناها ولاحظها معنا الجمهور خاصة من النساء كانت من خلال مسلسل (المشوار) تأليف محمد فريد، إخراج محمد ياسين، حيث وجدنا بطلة العمل (ورد/ دينا الشربيني) التى تعيش تحت خط الفقر، وتعمل في مصنع ملح مع زوجها (ماهر/ محمد رمضان) وجدناها صاحبة (ضوافر) طويلة بيضاء رائعة الجمال، لا تتناسب مع المستوى المعيشي الذي تعيش فيه هى وزوجها، هذا غير تسريحة شعرها ووضع خصلات صفراء فيه، مما جعلنا ننفصل عن الأداء ونتابع (ضوافر وشعر) دينا الشربيني!، ويبدو أن المخرج المبدع (محمد ياسين) الذي قدم لوحات تشكيلية رائعة في المسلسل ومناطق جديدة للعين لاحظ ما لاحظناه فوضع كلمتين على لسان خالة (ورد) والتى جسدتها (حنان يوسف) حيث قالت لها و(دينا) تقلم أضافرها (آه يا حلوة يا أم ضوافر)!
توبة
أما مسلسل (توبة) تأليف ورشة ملوك، وإخراج أحمد صالح، فرغم أن (توبة/ عمرو سعد) يعيش هو وزوجته وابنه في مدينة (بورسعيد) في مستوى اجتماعي ن
متواضع في قلب حارة شعبية، إلا أن أحدا لم يخطأ مرة واحدة، وتحدث اللهجة البورسعيدية، وتسألت وتساءل معي الجميع: إذا كان (توبة) لا يتحدث اللهجة البورسعيدية فهذا طبيعي لأنه قاهري المولد، وهرب إلى (بورسعيد) للاختباء، لكن لماذا لا تتحدث زوجته وأهل الحارة التى يعيش فيها باللهجة البورسعيدية؟! وما هي ضرورة أن تكون الأحداث في (بورسعيد) طالما لم يستفد أحد من المدينة ولا شوارعها ولا لهجتها في شيئ!، وكان يمكن أن يختبأ (توبة) في الأسكندرية مثلا، أو الشرقية، أو حتى في القاهرة!
جزيرة غمام
جاءت ملابس وتسريحة شعر (مي عز الدين) في مسلسل (جزيرة غمام) تأليف المبدع عبدالرحيم كمال، وإخراج حسين المنباوي، لا تتناسب مع الفترة الزمنية التى تدور فيها الأحداث، حيث أن الأحداث تدور عام 1914، لكن تسريحة شعر (مي) الغجرية والإكسسوارات التى ترتديها عصرية للغاية، لو نزعت عن نفسها ملابس الشخصية وذهبت بنفس التسريحة والإكسسوار أي مكان بملابس (كجوال) ستكون (إستيل جدا وعصرية جدا.!)، وعندما شاهدت (مي) بالتسريحة والإكسسوار، سألت ما الداعي لقيام رائدات الحركة النسائية في مصر مثل (ملك حفنى ناصف، وهدى شعراوي، وصفية زغلول) وغيرهن بحركتهن المباركة ودعوتهن المرأة للتحرر ونزع الحجاب، طالما النساء كنا (روشين طحن كده) زي مي عز الدين؟!
شيرين والتكرار
لأن (شيرين وجدي) هى زوجة منتج مسلسل (دنيا تانية) إيهاب طلعت، لهذا أحب أن يكرمها ويعوضها خير عن فترة غيابها الطويل عن الغناء، ومساندتها له، لهذا جعلها تغني أغنية (سلام) كلمات مصطفى ناصر، ألحان عمرو مصطفى، توزيع وجدي الفوي، ميكس وماستر هاني محروس، مرتين، مرة في نهاية الحلقة الثانية، ثم افتتح بها الحلقة الثالثة، وكأنه يريد أن يقول للجمهور أن التكرار يعلم الشطار، ويلا يا حلوين احفظوها بقي، كما حفظتم من قبل أغنية (كده يا قلبي) لشيرين عبدالوهاب، التى غنتها أيضا في مسلسلها، وكله عند العرب شيرين!.