الإذاعة المصرية تعلن إفلاسها دراميا في شهر رمضان !
كتب : أحمد السماحي
من يستمع إلى الإذاعة المصرية الآن في شهر رمضان لا بد أن تنتابه حالة من الحزن والألم على المصير الذي وصلت إليه، فبعد أن كانت وحتى وقت قريب جاذبة لكبار نجوم الفن المصري والعربي، وأطل من نافذتها العريضة كل عمالقة الفن المصري من خلال أعمالهم الدرامية، وعطائهم السخي الذين أثروا وأمتعوا به حياة الشعب المصري، ومن خلفه كل الشعوب المتطلعة للمعرفة والثقافة والفن، أصبحت الآن طاردة لكل النجوم!.
وتخلت الإذاعة عن دورها في مجال الدراما التى كانت رائدة فيه، وكانت مصدر وإلهام لكثير من السينمائيين في الماضي لتحويل مسلسلاتها الإذاعية، إلى أفلام سينمائية، لعل أشهرها (سمارة، توحة، أدهم الشرقاوي) وغيرها من المسلسلات الإذاعية التى تحولت إلى أفلام، وعندما ظهر التليفزيون المصري عام 1960، قام مجموعة كبيرة من المخرجين بتحويل كثير من الأعمال الدرامية الإذاعية إلى مسلسلات تليفزيونية مثل (هارب من الأيام، العسل المر، القط الأسود، عواطف، أحلام الفتى الطائر، الصبر في الملاحات) وغيرها الكثير والكثير من البرامج الرائعة مثل (حول الأسرة البيضاء، وساعة لقلبك) وغيرها من برامج ماتزال راسخة في ذهن الجمهور.
الإذاعة المصرية أعلنت للأسف الشديد إفلاسها دراميا وبرامجيا، في السنوات الأخيرة، وأصبحت تذيع في شهر رمضان على مائدة الأفطار أعمال درامية قديمة، في الوقت الذي تتنافس فيه الإذاعات الخاصة، في استقطاب كبار نجوم الفن الحاليين في تقديم مسلسلات درامية وبرامج جديدة لجمهورها، صحيح أن هذه الأعمال معظمها (تافه)! لكن الجمهور يتابعها بشغف بسبب أبطالها من النجوم.
والسؤال الذي يوجهه (شهريار النجوم): ألا يشعر رئيس الإذاعة الحالي بالخجل وهو يجد أن المستمع في عصره يهرب يوما بعد يوم من الإذاعة المصرية العملاقة التى قامت بدور حضاري في حياة شعب مصر والأمة العربية كمنبر متميز بالكثير من السمات، وقلعة من قلاع الحرية احتمى بها، وعمل خلف ميكروفونها كل دعاة الحرية وطلابها في العالم الثالث، إلى الإذاعات الخاصة التى يتحدث معظم مذيعها بكلام (روش) وهجين وغريب علينا ومن على قارعة الطريق، ويقدمون برامج مليئة بالسخافة والسطحية والتفاهة!
وكان الله في عون المستمع الحالي، ويرحم زمن الأعمال الدرامية الخالدة التى جعلت الجمهور يلتف حول الإذاعة المصرية بكل حب وشغف، ومن هنا نعرض مجموعة من الصور التي تعكس ثراء أعمال الإذاعة المصرية في زمن الفتوة من خلال النجوم الذين شكلوا وجدان المصريين عبر الأثير بأعمال درامية رائدة وبرامج متنوعة.