بقلم : على عبد الرحمن
الإعلام المصري بشقيه: الرسمي وشبه الرسمي أغفل مساحات كثيرة كان عليه أن يهتم بها، مثل المحتوي المخصص للشباب والأسرة والطفل وصحيح الدين والزراعة والاستثمار والتكنولوجيا وأطراف الوطن وتجارب الشعوب وغيرها مما غاب عن خرائط البث الإذاعي والتليفزوني، ومما أهمله إعلامنا المعاصر: برامج اكتشاف المواهب وتبنيها وتقديمها للرأي العام، ذلك الذي تعاملت معه الجهات الرسميه المنوط بها هذا الملف بشكل من التجريب على فترات، وقد امتلأت الشاشات من حولنا بمحتوي إعلامي ضخم عن اكتشاف المواهب مثل (Star academy) و (The voice)و(Arab got talant) وغيرهم برامج كثيرة.
ولأن مصر ولادة فكان من الأجدر لنا إنتاج مثل هذه النوعيه من البرامج، ولكن اختفت برامج ومشروعات البحث عن المواهب واكتشافها وتبنيها وتقديمها للمجال الجماهيري، وحتي برنامجنا الإذاعي (أوائل الطلبه) توقف!!!
وجاءت محاولات الوزارات والهيئات في هذا الصدد غير مكتملة وغير منتجه مثل: (إبداع) لوزارتي الشباب والإعلام، ثم (إبدأ حلمك) لوزارة الثقافة، وأخيرا(الدوم) للشركة المتحدة والذي قدم مواهب مصر في ثلاثة مجالات فقط هم: (الغناء،التمثيل،التقديم التليفزيوني)، ولقد اختاروا بذلك المجالات التي درج الإعلام علي عرضها وأهمل كما أهمل المشهد الإعلامي دوما مجالات إبداعيه أخرى، مثل: الأدب (شعرا وقصصا وإلقاءا)، والمخترعين والمبتكرين، وأوائل الجامعات،والمنشدين والمبتهلين والمقلدين، ومواهب الكوميديا، وغيرها من المواهب في مجالات عديدة.
ولست أدري طالما أن قوافل الدوم طافت محافظات مصر واكتشفت مواهبها فماذا كان ينقصها وهى في قلب محافظات مصر أن تضيف إلى قوائم مواهبها المستهدفة الأدباء الشبان والمخترعين الشبان والمبتكر والداعيه والقارئ والراوي والمبتهل والمنشد والمقلد والمهرج وغيرهم، حيث أن مصر مليئة بالمواهب ولاينقص أصحابها سوي من يبحث ويكتشف ويدرب ويقدم وينتج لها أو يوفر لها فرصة.
وهل كان صعبا علي الشركة المنتجة التنسيق مع وزارة الثقافه وبيوتها وقصورها في المحافظات والمراكز والقري وكذا مع وزارة الشباب ومراكزها أيضا، وكذلك وزارتي التربيه والتعليم ومدارسها ووزارة التعليم العالي وجامعاتها وأكاديمياتها ومعاهدها،عندها سيكون (الدوم) ليس بوابة النجوم فقط بل سيكون (المشروع القومي للمواهب والنجوم)، أما أن يظل الإعلام لسنوات طوال قاصر اهتمامه على الغناء والتمثيل والتقديم التليفزيوني فهذا نهج قديم يهمل بقية جوانب الإبداع ومواهبه.
ولأن مصر ولادة فلايكفي مواهبها (الدوم) فقط، بل تحتاج إلي أكاديمية وطنية للبحث عن المواهب واكتشافها وتدريبها وتقديمها، وللإنصاف أقول إن (الدوم) رغم ما أغفله من مواهب إلا أنه يعد برنامجا من نوعية الإنتاج الضخم وبرامج المنوعات الكبري، ويحسب له ثراء الديكور وحسن توظيف الإضاءة وحرفية حركة الكاميرا وحسن استخدام الصوت والمؤثرات، وأنه أعجب الكثير من مشاهديه وأثار شهية كل من لديه موهبه للسعي إليه، وياليت (الدوم) يقدم أجزاء تاليه للمواهب التي أغفلها، وياليتننا نرى إطلاق (المشروع القومي لمواهب مصر) أو (مصر الولادة) حتي لاتنضب ريادتنا ويستمر عطائنا، ولانجد ساحتنا فجأه مليئه بأصوات ونجوم ومواهب شقيقة أو صديقة.
وأود من هنا أن أنوه بجمال وثقافة ومجهود وفائدة برنامج (العباقره) الذي تقدمه قناة (القاهره والناس) ويدعمه البنك الأهلي ويقف ورائه جيش من الباحثين والمطلعين، ويقدمه مذيع مثقف خلوق له حضور وله دور في تثقيف شبابنا وأسرنا، والله نسأل أن نرى تضافرا بين شركات الإنتاج وجهات البث والهيئات الرسميه لإطلاق (أكاديمية مصر ولادة) أو (المشروع الوطني لمواهب مصر)، ولتقم كل جهه بدورها إنتاجا وبثا وتدريبا وتقديما حتى ينتشر الموهوبون من أبنائنا في سائر بلدان منطقتنا، لتعود قوة مصر الناعمة وريادتها كسابق عهدها ،لأنها مصر الولادة، أهل القوة الناعمة وأهل الحسم إذا لزم الأمر.. وللحديث عن مواهب مصر ومستقبلهم .. جولة قادمة وكل عام وحضراتكم ومصرنا بألف خير وسلام..