معتز ولي الدين : مسرحيات (موسم الرياض) واجهة مشرفة للفن المصري
كتب : أحمد السماحي
خلال الأسابيع والشهور القليلة الماضية قدمت مجموعة كبيرة من العروض المسرحية المصرية في موسم الرياض، وكان جميلا أن نجد نحن عشاق المسرح هذه الثروة من العروض بكبار وشباب النجوم والنجمات في فترة نعاني فيها في مصر من الفقر المسرحي المدقع، فترة أغلقت فيها مسارح الدول والثقافة الجماهيرية بعض أبوابها، وأطفأت أنوار مسرح القطاع الخاص، وبدا وكأن الفن المسرحي قد حزم أمتعته ورحل.
لكن هذه العروض صاحبتها موجة من الهمس المستنكر، والغضب المكتوم، والمعلن أحيانا، وتعالت الصيحات في الجلسات المسرحية وغير المسرحية تنادي، وتدين، وتسخر، وتحتج، وقيل كثيرا وكثيرا عن هذه العروض منها أنها نوعا من (الهلس والتهريج)، وأخفها أنها (سبوبة)!، حتى أن أحد النقاد المسرحيين الكبار كتب قائلا: (هذه العروض لا يجرأ من قدومها أن يعرضوها في القاهرة وإلا كان مصيرهم الضرب بالأحذية من الجمهور المصري، لأنها عروض فارغة وخالية من المضمون، ورجعت بالمسرح إلى عروض كشكش بك، بل كانت أدنى من ذلك كثيرا).
(شهريار النجوم) أراد أن يعرف حقيقة هذه العروض المسرحية التى قدمت في موسم الرياض بعيدا عن المبالغة التى ترددت مؤخرا، خاصة في ظل غياب تام للنقد والمتابعة لهذه العروض، ومن هنا دق باب المنتج (معتز ولي الدين) الذي كان مستشارا لبعض هذه العروض فقال: فى البداية لابد أن أقسم بالله أن ما سأقوله هو الصدق، حتى لا يتهمني أحد بالترويج لعروض كنت مستشارا لبعضها، والحقيقة المجردة أن العروض التى قدمت في موسم الرياض كانت مشرفة جدا للفن المصري، وقام ببطولتها وتأليفها وإخراجها مجموعة كبيرة من النجوم والشباب الذي يتوهج بالموهبة والحماسة.
وكانت أنفاس العشق الحقيقي للمسرح تملأ المكان، وتمتزج بأريج الألفة والمودة الدافئة، لتحقق حالة مسرحية حقيقية تمتد من خشبة المسرح وكواليسه وقاعة العرض إلى السعودية كلها، وكان المسرح الذي تقدم فيه هذه العروض يموج بالبشر من رجال ونساء وأطفال من كل الأعمار، وكانت هناك صفوف طويلة من السعوديين أمام شباك التذاكر، لمشاهدة النجوم المصريين، وكان إحساس الناس بالعروض كإحساسهم بالعيد.
وأضاف معتز ولي الدين : قدم (محمد سعد) مسرحية (اللمبي في الجاهلية) إخراج تامر كرم علي مسرح (بكر الشدي) في الرياض، وهو من أكبر المسارح هناك، يتسع لحوالي 1200 كرسي، ولم يكن هناك كرسيا فارغا على مدى الخمس أيام عرض، نفس الحالة من الحب والإعجاب حدثت مع (محمد هنيدي) على نفس المسرح عندما قدم مسرحيته (سلام مربع) إخراج خالد جلال، حيث شهد العرض تزاحما كبيرا، وحضورا مكثفا من الجمهور، على مسرح (بكر الشدى) في الرياض.
وعرض النجم (هاني رمزي) مسرحيته (أبو العربي في مهمة مستحيلة) على مسرح (محمد العلي) بنجاح مبهر، وأشاد الجمهور العادي بالعرض والرسالة التى يقدمها، والمسرحية من تأليف محسن رزق، وإخراج تامر كرم، وشاركه البطولة (داليا البحيري، محمد جمعة، أحمد فتحي) وغيرهم.
وصرح (ولي الدين): أن السعوديين هم الذين طلبوا النجم (أحمد زاهر)، والنجمة (روجينا) بعد نجاحهما الكبير في مسلسل (البرنس) وأدائهما المبهر لدوري (فتحي البرنس)، و(فدوى) في المسلسل، لهذا قدم النجم (أحمد زاهر) مسرحية (عائلة لسعة جدا) وشاركه مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم (ليلى وملك أحمد زاهر) وحضرها جمهور كبير جدا، ونالت استحسان الجمهور السعودي الذي صفق لها كثيرا.
وكتب (زاهر) عن الإقبال الجماهيري الكبير قائلا: (الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. مكنتش متخيل كم الحب العظيم وكم الحضور الكبير من شعب المملكة العربية السعودية الشقيق الكريم، شكرا لحضوركم شرفتونا ونورتونا وأكرمتونا بمحبتكم الغالية ومستنينكم كل يوم 9 مساءا علي مسرح (بكر الشدي البوليفارد) في موسم الرياض الحقوا احجزوا تذاكركم قبل ما تخلص)!.
وأشار (ولي الدين): أن الفنانة (روجينا) قدمت واحدة من أنجح العروض المسرحية من خلال مسرحية (يا العب يا اغلس) إخراج أشرف زكى يوم 10 مارس الجاري، وشاركها البطولة (مصطفى خاطر، أحمد رزق، حمدى المرغنى، ويزو، محمد ثروت، ميريهان حسين، مصطفى سليمان، وديكور محمود سامى)، وكان الجمهوري السعودي يستقبلها بجملة (يا عمري) التى كانت ترددها في مسلسل (البرنس).
وأكد (معتز): أنه لا يعرف (تركي الشيخ) رئيس الهيئة العامة للترفيه حتى يجامله في رأي، لكنه يرى من وجهة نظره الشخصية أن هذا الرجل متذوق للفن ويعشق الفن المصري، ومتفتح ويمتلك رؤية جادة لتقديم فن راقي.
وأكد أن الشعب السعودي عاشق للنجوم المصريين، ويقدر الفن المصري، وقد اتضح هذا من خلال الحضور الكثيف لكل العروض المسرحية، كما أن الفن المصري مشرف و على مستوى الجودة لأي جهة تستضيفه.
ونفي (معتز ولي الدين) : أن تكون العروض كان بها مشاهد خارجة أو دلع زائد، واستشهد على ذلك أنه في أحد مشاهد مسرحية (أبوالعربي) كان هناك مشهد في كباريه لراقصة ترتدي بدلة رقص، فُطلب منهم أن ترتدي الفنانة (بدي) تحت بدلة الرقص!.
هذه كانت وجهة نظر شاهد عيان حضر وتابع كثير من العروض التى قدمت في موسم الرياض التى انهالت عليها الاتهامات من كبار النجوم والنقاد، لكني لا أعتقد أن الانفعالات الحماسية مهما كانت صادقة، والتحية العاطفية مهما كانت عن حق، تكفي!، بل ينبغي أن يصاحبها النقد الجاد والتقييم الموضوعي والمواجهة الصريحة، وفي حالة (موسم الرياض) كان النقد والتقييم نظرا لعدم المشاهدة الحية، فكثرت الشائعات والأقاويل غير الدقيقة حوب جودة تلك العروض على عكس رؤية من شاهدوا وتابعوا عن كسب.