بقلم الأديب الكبير : سامي فريد
ضمت المجموعة عددا من الفنانين جمعتهم المصادفة والأسباب مختلفة في (ستوديو الأهرام)، كان منهم (فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي وعزت أبو بكر وسعيد صالح وعبدالله فرغلي وماهر تيخا – هاجر إلى الولايات المتحدة واستقر بها هناك – وسميحة توفيق).
ومضى الوقت في حكايات وذكريات ومرح وكانت جلسة ظريفة حكى فيها فؤاد المهندس حكايته مع عبدالمنعم إبراهيم في إحدى حلقات (موهوب وسلامة)، ثم تذكر مدبولي حكاية (شراب) سعيد صالح والأستك الذي منه فيه.. والذي يشده ثم يتركه فليسعه كما حكى عن عبدالله فرغلي الذي لم يدخل الحمام منذ سوات بسبب السهو!.
وكانت ضحكات الجميع الرائقة تأتي من القلب طبيعية فما أحلى الذكريات التي ذكَّرت سعيد صالح بأول لقاء له جمعه مع يونس شلبي التلميذ الذي كان (يقطّع) في كلامه.
ثم بدأ الجميع يستعدون للانصراف فدعتهم سميحة توفيق لأن يتناولوا اطعام الغداء عندها في فيلا ورثتها عن المرحوم والدها صاحب سيرك الطوخي المشهور، قالت عنها سميحة أنها قريبة وهناك وبعد الغداء قد ينتقون على رحلة إلى الفيوم أو الغردقة أو أي مكان يجمعهم معا كصحبة ظريفة.. يمكنهم بعدها الاتفاق أو العودة كما يشاءون.
واستأذنتهم سميحة توفيق في أن تجري مكالمة تليفونية مع شقيقها الطوخي توفيق وكان قد بدأ يعمل في السينما في مجاميع العصابات والضرب مع الوحش فريد شوقي أو مع محمود المليجي ولم يكن الطوخي قد حقق شهرة كثيرة بعد.
قالت سميحة لشقيقها أنها قد عزمت عددا من الفنانين الذي يحبهم وذكرت له أسماء فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي وطلبت منهم أن يأمر (الشيف) أن يعد طعام الغداء لسبعة أفراد، فقال الطوخي يمكن أن يكونوا عشرة ثم سألها عن أي أصناف من الطعام تقترحها فاقترحت عليه اللحوم والدجاج ومكرونة الفرن وإن كان ممكنا صينية رقاق أو بعض المحشيات ثم: تصرف انت بقي يا طوخي.
وكان لها ما أرادت عندما أخبرته أنها ستكون مع ضيوفها حوالي الساعة الرابعة عصرا.
ماشي.. قال الطوخي وبدأ إعداد السفرة ومدّ المائدة الكبيرة في حديقة الفيلا التي كانت كما وصفها فؤاد المهندس بعد ذلك قصرا حقيقا ولكن من الطراز القديم.
وطلب مدبولي من فؤاد المهندس ان يحكي للمجموعة ما حدث له مع عبدالمنعم إبراهيم يوم كانا يبحثان عن سيارة أجرة تحملها إلى التليفزيون ليسجلا إحدى حلقات البرنامج، وعن أول أجرة صادفتهما كان السائق مسترخيا يستمع إلى حلقة من حلقات (موهوب وسلامة) فسألاه أن يحملهما إلى الإذاعة.. ونظر إليهما السائق في لامبالاة قائلا: إنه بعد أن تنتهي هذه الحلقة يمكن أن يذهب بهما إلى هناك ثم التفت اليهما قائلا:
الدنيا مش حتطير يا أساتذة.. نسمع الكلام.
الحلو الأول ونشوف موهوب هيعمل ايه.. وسلامة حيرد عليه ازاي!
وتفتق ذهني فؤاد المهندس عن حل سريع فقال للسائق
حأديك عشرة جنيه.. احنا مستعجلين.
وأضاف عبدالمنعم إبراهيم:
ومني أنا كمان خمسة.
فاسرع السائق يغلق الراديو وهو يقول:
خمستاشر جنيه.. اتفضل يا استاذ إنت هو بلاش كلام فاضي.. قال موهوب وسلامة قال.. أكل العيش أهم.
وبدأ السفرجي في إعداد المائدة ووضع عليها كل ما أمرت به الست سميحة ولم ينىسى الحلو طبعا، وقال فؤاد المهندس بعد أن أكل وشبع أنه يريد أن يذهب إلى الحمام.. وأشارت له سميحة وقالت إنه في آخر الطرقة سيجد الحمام إلى يمينه.
وشكرها فؤاد المهندس وذهب إلى الحمام ليفرغ مثانته الممتلئة منذ أول النهار، لكن ما إن بدأ يفتح أزرار البنطلون حتى سمع صوتا كالشخير لكنه يعرفه ولم يصدق!!
وركز فؤاد المهندس بعينيه في الحمام يبحث عن مصدر الصوت فوجد أسدا يرقد في البانيو وقد فتح عينيه ثم فمه وراح ينظر مستريبا إلى فؤاد المهندس الذي لم يعرف هل أفرغ مثانته أم أن قلبه قد امتلأ بالخوف!!
وفكر فؤاد المهندس ودقات قلبه تتسارع من الخوف ماذا سيعفل .. هل يترك كل شيء ويخرج جريا هاربا.. أم أن الأسد ربما يقفز من البانيو ليطارده بعد أن أيقظته حركة فؤاد المهندس من نومه.. وراح فؤاد المهندس يخرج بظهره من الحمام خطوة خطوة والأسد يتثاءب فيعود صوت الزمجرة.. حتى أصبح المهندس عند الباب الذي فتحه بسرعة وخرج يجري كأسرع العدائين من حرب ضروس والجميع يتابعونه بدهشة لكنه كان يصرخ.
الحقيني يا سميحة.. الأسد يا سميحة.. الأسد.
بينما كان الجميع في دهشة وسميحة توفيق هى الوحيدة التي تضحك وتقول وهى تنادي على فؤاد المهندس الهارب.
يا أستاذ فؤاد.. دا شبل متربي معانا هنا.. تعالى ماتخافش..
لكن فؤاد المهندس واصل ركضه وهو يقول:
يا يا هانم.. العمر مش بعزقة.. يعني الشبل مالوش سنان يعرف ياكل بيها زي باقي عيلته!!، ثم واصل الجري إلى الشارع والجميع من خلفه يحاولون إعادته!!