من هو الفنان اللبناني الذي تنبأ بغلاء الأسعار وغنى لها منذ 44 عاما؟!
كتب : أحمد السماحي
لا حديث للشارع المصري هذه الأيام ومع اقتراب حلول شهر رمضان، إلا الارتفاع الجنوني للأسعار، حيث ينشغل المصريون حاليا بموجة الغلاء في أسعار السلع الغذائية التي تجتاح الأسواق على خلفية أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا، ومنذ أيام كتبنا موضوع كبير على حلقتين بعنوان (غلاء الأسعار يشعل حناجر الشعراء والمطربيين المصريين بالغناء) عن غناء المطربيين المصريين للغلاء، وقد حقق الموضوع انتشارا كبيرا، وقراءات عالية.
واليوم نتوقف مع عمل مسرحي مهم للغاية قدمه الموسيقار اللبناني العبقري (زياد الرحباني) عام 1978 بعنوان (بالنسبة لبكرا شو؟) كانت المسرحية تتحدث عن زوجين (زكريا، وثريا) ينتقلان، بحكم عملهم للعيش في مدينة بيروت حيث غلاء الأسعار، ومن أجل ارتفاع مستوى المعيشة لديهما يبدآن في تقديم تنازلات بسيطة تتحول فيما بعد إلى تنازلات كبيرة.
وتدور الأحداث في مطعم ليلي يرتاده الأغنياء حيث يعمل (زكريا/ زياد) بطل العمل كساقي (بار مان) ويضطر ولضيق الحاجة أن يبيع كرامته من خلال تشغيل زوجته كمومس مع زبائن المطعم حتى يتمكن من تأمين حياة أفضل له ولعائلته، يهرب (زكريا) من فقر مدقع لكنه يصطدم بواقع مؤلم جداً لا يستطيع إيجاد حل له أو تجاهله لينتهي به الحال إلى محاولته ارتكاب جريمة قتل وسجنه بنهاية المسرحية.!
كانت المسرحية جريئة اجتماعيا، تناقش واقع مؤلم يعيشه بعض الناس، هذا الواقع يضطر البعض منهم للانحراف وكل ذلك في سبيل تأمين لقمة العيش، وكانت تشير أيضا إلى عمق الانقسام الطبقي للمجتمع اللبناني، ولعب المطرب الراحل (جوزيف صقر) دور (رامز) بائع الخضار ابن الضيعة البسيط و قريب (زكريا)، وقدم (جوزيف صقر) من خلال هذا الدور مجموعة من أغانيه المميزة المشهورة حتى الآن من كلمات وألحان (زياد الرحباني) مثل (ع هدير البوسطة، وعايشة وحدا بلاك، واسمع يا رضا).
وأغنية (اسمع يا رضا) تحديدا تنبأت بما يحدث حاليا من غلاء للأسعار، وعدم التزام التجار بالأسعار التى تحددها الحكومة المصرية، وتقول كلماتها :
أوف.. أوف.. أوف
تغير هوانا، وسعر كل شغلة غلي
خسة زارعها كنت، ما عادت إلي
ما عادت إلي، ما عادت إلي
مش هم بعد اليوم، إن بهدلني حدا
صارت حياتي كلها شي بهدلة
وبعدك عنيد يا رضا، وأصغر نصيحة بترفضا
اسمع.. اسمع يا رضا، كل شي عم يغلا ويزيد
مبارح كنا عالحديدة، وهلئ صرنا عالحديد
اسمع.. اسمع يا رضا
الخسة لمّوصلها بأيدي، وسعرها مقيد بالجريدة
حطولا أسعار جديدة، كل لحظة في سعر جديد
عجل كلها يا رضا.
إسمع، إسمع يا رضا كل شي عم يغلا ويزيد
تعلم لغة أجنبية، هيدا العربي ما بيفيد
دور لندن من عشية، ماري بتهجي وبتعيد
وير از ماري يا رضا
إسمع.. إسمع يا رضا، كل شي عم يغلا ويزيد
مبارح كنا عالحديدة، وهلئ صرنا عالحديد
مبارح اكلنا، بعلمي شبعنا، حطينا كل اللي كانو معنا
قمنا ع بكره، رجعنا جعنا، لازم ناكل عن جديد
لازم ناكل عن جديد، مصيبة والله يا رضا
إسمع.. إسمع يا رضا، كل شي عم يغلا ويزيد
مبارح كنا عالحديدة.. وهلئ صرنا عالحديد
عم تسمعني.. إسمع.