بقلم : محمد حبوشة
عبر عقود من تاريخ السينما كانت الرومانسية السينمائية سببا في استقطاب جمهور عريض يجد في نجمات السينما مثالا متألقا لأنثوية سينمائية فريدة، وكانت تلك النجمات يكملن ظهور رجال رومانسيين هم الآخرون زادوا من تلك المساحة العريضة من التفاعل بين الجمهور المنجذب لتلك القصص الحالمة، ولينتشلهم من واقعهم إلى حلم رومانسي مديد، وبعد كل ذلك التراكم بدأ السؤال الذي لا بد منه مع تطور التكنولوجيا والحياة الرقمية وانكفاء المرء على ذاته وتشظي الأنثوية السابقة إلى نثار من الصور المباحة التي انتهكت ذلك الغلاف الرومانسي إلى نوع من العلاقات المكشوفة والبدائل الحسية المباشرة، هل نحن الآن نشتاق إلى ذلك الشكل السينمائي المعتاد في سينما الأمس الجميل، والذي كانت تدعمه قصة سينمائية كلاسيكية تضع الحواجز بين شخصيتين عاشقتين متحديتين أو معرضتين للخيانة أو أنهما تغرقان في دوامة من النفاق أو العنف، وصولا إلى تلك الشراكة في أفلام اليوم التي تجنح نحو العنف والكراهية؟.
نعم نحن الآن بحاجة إلى واحة جديدة من رومانسية السينما على طريقة فيلم (حبيبي دائما)، بطولة (بوسي ونور الشريف) اللذين جسدا أروع قصص الحب والغرام، تذكرت أيام وليالي هذا الزمن الجميل وأول ماتبادر إلى ذهني ذلك الفيلم الغارق في الرومانسية وأنا أهم بالكتابة عن (بوسي) ضيفتنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع، باعتبارها قطة السينما وأيقونة الرومانسية الحالمة التي أمتعتنا ووفرت لنا جرعات من الحب والعاطفة عبر أفلامها التي تزين وجه السينما المصرية والعربية بغلاف رومانسي يصعب تكراره في زمننا الحالي، حيث قصص الحب هنا محاصرة بمهام ثقال وتحديات شتى ولا وقت للانتظار سوى في المضي في ما هو أهم من قصص الخيال الواهي الغارق في السوداوية، وفي مقابل ذلك وجدنا جمهورا يبحث عن ومضات إبهار مختلفة لا تقدم العلاقات الثنائية على أنها وقفات مطولة للغزليات والتعابير الحالمة إلى ما هو أهم، إلى نوع من التكامل الجندري الذي صارت فيه الأنثوية السينمائية ندا قويا وصانعة للأحداث وليست على هامشها بانتظار النجم البطل مفتول العضلات لكي يقوم بالمهمة.
صاحبة أرق وجه
ولأنها صاحبة أرق وجه وتعبير وإحساس فى السينما المصرية كانت وماتزال وستظل (بوسي) تجسد طبائع البشر الفطرية وتذكرنا بعفوية تكوين روابط مع بعضنا البعض من خلال التفاعلات الاجتماعية، سواء كان ذلك من خلال التواصل اللفظي أو الإيماءات غير اللفظية، من خلال لغة الكلام أو لغة الإشارة، ومن منتجات هذا التواصل اللفظي – اللغوي تولدت مجموعة من المصطلحات على مر الزمان، وتوالت منتجات المصطلحات والمرادفات مع مرور الزمان – فقد ساهمت هذه النجمة الكبيرة في إبراز التفاعلات الاجتماعية والحياتية بمختلف أوجهها الى ولادة مصطلحات جديدة مع تعاقب الأحداث والمستجدات، ومن المصطلحات المثيرة للجدل هى كلمة (رومانسية) تلك الكلمة الساحرة التي تجتذب إليها السمع بشغف لما تحمله من معان لطيفة ناعمة، ومن عجائب هذه الكلمة أنها الكلمة الوحيدة في فضاء لغات البشر التي تنطق بأحرفها اللاتينية الأصلية في جميع لغات العالم، إذ ليس هناك ترجمة لغوية لها إلى لغات أخرى، بل الكلمة ذاتها في جميع اللغات دون استثناء.
ولعل جذر ونبع هذه الكلمة الساحرة العابرة للقارات والكامنة في جميع قواميس اللغات والتي تتغنى بها وبأجوائها جميع شعوب العالم، باعتبار أن الرومانسية هي إناء الحب والعشق والغرام وتتشكل من مزيج من الإحساس بالتعلق القوي والجذاب والممتع والعاطفي في إطار خيالي حالم جميل تجاه شخص آخر، وغالبا ما تتجمع هذه الأحاسيس في وحدة من الجاذبية العاطفية التي تتدرج صعودا إلى التمازج الجنسي، ولقد أكدت لنا (بوسي) بفطرتها البسيطة على جناح العفوية المطلقة بأن جوهر الرومانسية نابع من العلاقة بين الرجل والمرأة، وحتى تصل هذه العلاقة الى مبتغاها وذروتها من المتعة التي اقتضتها الطبيعة البيولوجية والفيسيولوجية للإنسان يتم تسلق مجموعة الأحاسيس الودية والحميمية والجاذبية المتبادلة في حالة ذهنية حالمة وخيالية خارج الواقع المعاش.
الرومانسية حالة من التحولات الكبرى
وحسب بعض النظريات فإن رومانسية (بوسي) لا مكان لها في ما يسمى بالحب الروحاني او حب الآلهة أو النبي محمد أو حب المسيح أو الأنبياء وغيرهم من الرموز الدينية وغير الدينية، وكذلك ليس من الرومانسية تلك العلاقة وذاك التعلق القوي بين الأب والأبناء، بين الأصدقاء، ولا حتى علاقة الشاعر بالمحيط المكاني الذي يستلهم منه الشعر، وكذلك الأمر بالنسبة للموسيقى، إن أجواء رومانسية (بوسي) محصورة في العلاقة بين الرجل والمرأة والتي تتهيأ عبر مجموعة الأحاسيس الودية للوصول الى مخدع التلاقي الجنسي، وربما يبدو هذا رأي متزمت يكبل كيمياء الذهن والنفس مع الرومانسية، لأن الرومانسية هى حالة من حالات التحولات الكبرى في التاريخ الوجداني للإنسان، فرضتها مستجدات تاريخية في إطار قانون الارتقاء.
ففي سياق علاقات الحب الرومانسي، تبدو رومانسبة (بوسي) تعبير عن حب قوي تجاه طرف آخر، أو رغبات عاطفية عميقة وقوية للتواصل مع شخص آخر، وتاريخيا فإن مصطلح (الرومانسية) تولد من المثل الأعلى للفروسية في القرون الوسطى على النحو المبين في الأدب الرومانسي الذي يعبر عن البطولة والشهامة وأمانة الفارس المتشرب بروح الفروسية النبيلة تجاه الملك والطبقة النبلاء ومجتمعه، فقد كانت قصص الفروسية والبطولات والمغامرات وخوض غمار المجهول تتحكم فيها قواعد البطولة والنزاهة واحترام والأمانة والقيم الاجتماعية، إضافة الى خدمة الملك والنبلاء وصون كرامة وسلامة زوجات النبلاء وبناتهم، ومن خلال هذه الخدمات التي كان يقدمها الفارس تنامت مع الوقت علاقات قوية وودية بين الفوارس (جمع فارس) وزوجات النبلاء، في ذاك الزمان كانت العلاقة بين الرجل والمرأة لا تتعدى إطار الاستمتاع المادي البحت بجسد المرأة خارج إطار الاسرة، بينما العشرة الزوجية كانت محصورة من أجل الأولاد وتدبير شؤون الأسرة، حتى جاءت السينما المصرية ببعض القصص الرومانسية المستمدة من دفء الشرق بعيدا عن العلاقة الجنسية وارتقت بفضل أفلام (بوسي ونور الشريف) إلى مستوى علاقة الحب والود المتبادل.
الرومانسية شبه مفقودة
وتشير الدراسات السيكولوجية حول موضوع الرومانسية أن المجتمعات القديمة وحتى المجتمعات البدائية في عصرنا الحاضر، كانت العلاقة الزوجية والعلاقة بين الرجل والمرأة محصورة بالحاجة الطبيعية الفيزيولوجية والالتزام بالتقليد والقيم الاجتماعية، وأن أي نمط في العلاقة الجنسية خارج التقليد الاجتماعي كان من المحرمات، لكن أفلام (بوسي) في روعتها العاطفية أثبتت أنه حتى في الزمن الحاضر فإن الرومانسية شبه مفقودة بين الزوجين، وأن الرومانسية تتواجد خارج دائرة الأسرة، فالرومانسية ارتبطت بالفروسية من هذه العلاقة الوظيفية للفارس تجاه النبلاء وزوجاتهم وبناتهم في الأساس، هذه العلاقة هي التي خلقت جنوحا من الفارس وزوجة النبيل عن التقليد الاجتماعي السائد، وهذا الجنوح على التقليد السائد والمتسلط كان بمثابة الثورة الاجتماعية التي تشكلت معها نمط أرقى من العلاقة بين الرجل والمرأة.
العلاقة الحميمية بين شخصين على طريقة (بوسي) أكدت أن علاقة حب وغرام، والذي يعرف بالحب الرومانسي، الحب المتكامل الأركان من حبيبين يهيمان في بعضهما عشقا وغراما وتعلقا، وأجواء محيطة بهما من إضاءة خافتة ناعمة وموسيقى متماوجة أنغامها هادئة سلسة وإضافات أخرى من تناثر الورود وعبق العطر وكؤوس الطلا، ما يشكل هوسا قويا أو تعلقا شديدا بشخص ما أو بشيء ما، وهذه نظرة في الرومانسية توسع دائرتها إلى ما بعد الحب بين حبيبين إلى حب إنسان لشيء أو موضوع ما يكون علاقة الشخص المتعلق به أشبه بحب شاب بشابة طابع مجازي أكثر من أن يكون رومانسيًا أصيل.
الحب المثالي الطاهر
الحب المثالي الطاهر الجميل جسدته (بوسي) في أروع صوره مثل ما يسمى بالحب الأفلاطوني، ومعظم الدراسات السيكولوجية والانثروبولوجية لا تتفق على إدراج هذا النمط من الحب في دائرة الرومانسية، تلك الخصلة الرفيعة التي يكتنفها الغموض الساحر والإثارة والانجذاب الرائع، كأن يكون الإنسان الفرد بذاته يعيش مختليا مع ذاته في أجواء من حلم اليقظة والخيال ما فوق الواقع المعاش، أجواء رومانسية الذات مع الذات، وفي اعتقادي فإن هذه الرومانسية هى مجازية الطابع اقتباسا من رومانسية الحب الجامع والجامح بين عاشق ومعشوقة، قصة أو رواية عن حب مثالي، وطبعا تكون الرواية هى البوتقة التي تتضمن قصة الحب الحقيقية بين رجل وامرأة، فتكون الرواية رومانسية الطابع، فالرواية هي انعكاس لواقع معاش، واقع الحب الرومانسي.
في مرحلة الرومانسية التي صنعتها (بوسي) لم ترتقي فقط بالمشاعر الفياضة المعبرة، بل ارتقت بالتأليف الموسيقي من مهارات التأليف والعزف وابتكار أنماط موسيقية مختلفة واستخلاص أعلى وأفضل ما يمكن من مكنون النغم في الآلة الموسيقية من مرحلة الموسيقى الصرفة الكلاسيكية إلى الموسيقى التعبيرية، الموسيقى التي تعبر عن خوالج النفس بمختلف حالاتها بين طرفي الفرح والحزن، بين المتعة والألم، بين اليأس والأمل، هذه كانت المرحلة التي اتسمت بالرومانسية، وكان هذا التحول في النمط الموسيقي هو الارتقاء الأسمى لمفهوم الرومانسية، بحيث جعلتنا نتلمس علاقة ولادة الرومانسية بالفكر الحر وفك قيود التقليد الاجتماعي المستند على قواعد دينية صارمة.
وحرية المرأة (بوسي نموذجا) جاءت في التعبير عن مشاعرها واختيار الرجل التي تحب وتعشق، وحرية الرجل في التعبير عن مكنون نفسه تجاه المرأة التي يحبها ويعشقها بكل ما تحمله هذه النفس من حلم وخيال وإبداع لاستخلاص المتعة المشتركة بين الرجل والمرأة والتي كانت محرمة بفعل سلطة الدين، إذا فإن (بوسي) جعلت الرومانسية في تجلياتها بين الجنسين هى ثورة اجتماعية تحررية عظيمة ضد سلطة المفاهيم الدينية المكبلة للحريات والحقوق، أما من الناحية السيكولوجية فإن الرومانسية هى الروح المضافة في النفس البشرية والتي ترتقي بالإنسان الى مراتب الرقي الحضاري، ومن الناحية الفلسفية فإن هذا الرقي يرفع من مكانة الإنسان في إنسانيته ووجدانيته وحبه للحياة، ويجعله يرى الوجود ملكا مشتركًا لكل البشرية، وهكذا نستطيع أن نستشف في رومانسية أفلام (بوسي) الواقعية آفاقا إنسانية واسعة تسع مناحي الحياة كلها.
فيلم (الليالي الدافئة)
ولدت (صافيناز قدري) الشهيرة بـ (بوسي) في حي شبرا بالقاهرة وتخرجت من كلية التجارة سنة 1977م وبدأت دخول عالم الفن عام 1961 وهى صغيرة لم تكمل عامها العاشر، و منذ ذلك وحتى الآن تقدم الفنانة أعمالا فنية كبيرة وناجحة ولها رصيد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وهى من عائلة فنية كبيرة زوجها النجم الكبير الراحل نور الشريف وشقيقتها هى الفنانة المعتزلة (نورا)، ولديها ابنتان من الفنان نور الشريف هما (سارة ومي) ويعملان بالمجال الفني، أما عن حياتها مع الراحل نور الشريف فقد تزوجت منه سنة 1972 لكنهما تطلقا سنة 2006 بسبب علاقة الراحل نور الشريف بممثلة شابة، وبعد انفصالهما لمدة تسع سنوات عادت الفنانة مرة أخرى للفنان نور الشريف سنة 2015 حتى وفاته.
شاركت الفنانة (بوسي) في الكثير من الأعمال السينمائية الناجحة منذ بداية مشوارها الفني وحتى الآن، ومازلت من الفنانات الناجحات ومن أهم أعمالها السينمائية فيلم (الليالي الدافئة) الذي تم إنتاجه عام 1961م من بطولة النجم الكبير عماد حمدي، و شاركت أيضا الفنانة زهرة العلا في هذا الفيلم وهو إخراج إبراهيم المنياوي، وإنتاج حسن رمزي، ثم شاركت بوسي في فيلم (ألو أنا القطة) عام 1975، إخراج منى الصاوي وإنتاج محمود خليفة وكتابة محمد إسماعيل رضوان، و شاركها في البطولة زوجها نور الشريف وعادل إمام و سهير ذكي و محمود المليجي و صلاح نظمي ولاقى هذا الفيلم نجاح كبير.
سنة أولى نصب
شاركت (بوسي) عام 1971 في فيلم يحمل اسم (بلا رحمة)، وهو فيلم درامي وتدور قصته حول (الصول رضوان) في إصلاحية للشباب ويعاملهم بقسوة شديدة قبل أن تأتي الأخصائية الاجتماعية (كريمة) وتعامل الكل معاملة تربوية، مما يثير غضب (الصول رضوان)، خاصة بسبب ثلاثة سجناء هم (عبدالفضيل وسمير ونبيل) والذين يخططون للهرب من الإصلاحية، بطولة مجموعة من الفنانين إلى جانب بوسي، هم (فريد شوقي و سهير المرشدي وتوفيق الدقن وهالة فاخر وشريف عبد الغفور والفنانة بوسي وفريد شوقي وسهير المرشدي)، ثم شاركت أيضا عام 1974 في فيلم (العمالقة) وتدور قصة الفيلم حول ثلاثة أصدقاء يتشاجرون ثم يدخلون السجن ويحاول كل منهم أن يسلك طريقا جديا بعد الخروج من السجن، حمادة مصمم أزياء ناجح في عمله وشلبي مندوب تأمين سليم يسافر إلى الإسكندرية لكي يعمل في الميناء وتبدأ العصابة التي يرأسها (إيزاك وباهر) في مواجهة سليم من خلال رجل العصابات (مرزوق) وتتوالى الأحداث، والفيلم بطولة مجموعة من الفنانين وهم (أحمد رمزي وناهد شريف و يوسف شعبان و سمير صبري و سيد زيان) ومن إخراج حسام الدين مصطفى، وتأليف فيصل ندا.
وفي نفس العام شاركت (بوسي) أيضا مع زوجها في فيلم (ليالي لن تعود)، وهو فيلم درامي من إخراج تيسير عبود و جمال عمار و قصة محمد عثمان و أحمد عبدالوهاب وشاركت معهم في الفيلم الفنانة ناهد الشريف، كما شاركت في فيلم (الضحايا) الذي أنتج عام 1975، وكان هذا الفيلم أيضا مع زوجها نور الشريف وإخراج حسام الدين مصطفى وإنتاج عبدالعظيم الزغبي و كتابة فيصل ندا، وشاركت في فيلمي (سنة أولى نصب، سيقان في الوحل) عام 1976 تدورقصة الفيلم الأولب حول محاولة محمود القيام بعملية اغتيال وزير الداخلية، ولكن أثناء هروبه من الشرطة يلتقي مع زوجة الوزير والتي تكره زوجها فتتوحَّد أهدافهما، والفيلم الثاني بطولة مجموعة من الفنانين الكبار وهم (سهير رمزي وسمير صبري وبوسي ولبلبة وسمير غانم وعبد المنعم مدبولي ويونس شلبي وفريدة سيف النصر).
قطة على نار
في عام 1977 شاركت الفنانة في فيلم (قطة على نار) مع زوجها أيضا، والفيلم إخراج سمير سيف ومساعد المخرج عبدالعزيز جاد، وشارك في هذا الفيلم (فريد شوقي و مريم فخر الدين و ليلى طاهر وإبراهيم خان)، من إخراج أحمد السبعاوي وتأليف فيصل ندا، وفي عام 1977 أيضا شاركت في أفلام (أونكل زيزو حبيبي، فتوة الناس الغلابة، الزيارة الأخيرة)، والأول فيلم خيال كوميدي من إخراج نيازي مصطفى وبطولة الفنان (محمد صبحي وبوسي) وقصة يسري الإبياري وحوار بهجت قمر، والثاني مع عدد كبير من النجوم منهم (فريد شوقي) ويعتبر هذا الفيلم من أشهر أفلام الراحل فريد شوقي، أما الثالث فكان بطولة كل من (أحمد راتب ومريم فخر الدين هانم محمد وسيد غريب و إيناس شلبي ويوسف فاروق ومحمود القلعاوي وسعيد رضوان وزكريا موافي وهشام سليم ونبيلة كرم)، من إخراج وتأليف شريف حمودة.
و شاركت أيضا في فيلم (لعنة الزمن) عام 1979 بطولة (فريد شوقي و عادل أدهم صلاح السعدني)، وشاركت في فيلم (العاشقة) وهو فيلم رومانسي بطولة (عمر خورشيد ومصطفى فهمي ونيللي ونجوى فؤاد) وإخراج عاطف سالم و إنتاج نادية حمزة وكتابة رفيق الصبان، وقدمت رائعتها الأيقونينية (حبيبي دائما) مع زوجها نور الشريف في عام 1980، ثم شاركت أيضا في (فيلم دموع في ليلة الزفاف) عام 1981 إخراج سعد عرفة وشريف عرفة وبطولة (بوسي و فريد شوقي)، وشاركت بعد في أفلام (آخر الرجال المحترمين) عام 1984، الحكم آخر الجلسة عام 1985، زمن حاتم زهران عام 1987، كروانة عام 1993)، العاشقان عام 2001، فضلا عن مشاركات سابقة في أفلام (ليالي لن تعود، الضحايا، سنة أولى حب، لعنة الزمن، العاشقة، فتوات بولاق، فتوة الجبل، مرزوقة، الزمار، الشيطان يغني، صراع الأيام، بلاغ للرأي العام، ساعات الفزع، العملية 42، رجل في فخ النساء، لعبة الكبار، الكماشة، شياطين المدينة، ابن الجبل، لعبة الانتقام، إعدام ميت، اللحظات التي اختفت، نهاية رجل تزوج.
ومن أشهر مسلسلات بوسي التلفزيونية: (ماما نور، الشيطان لا يعرف الحب، ذنوب الأبرياء، عفريت القرش، رمانة الميزان، أحلام هند الخشاب، حالة عشق، أيام المنيرة، ضد التيار، سامحني يا زمن، جوارى بلا قيود، نقطة نظام، طيري يا طيارة، الحرملك، اللقاء الثاني، فضلا عن مسلسلات حديثة مثل (بيت السلايف عام 2018 بطولة منة فضالي وحازم سمير وطارق صبري وأشرف ذكي، (قيد عائلي) عام 2019، تأليف محمد رجاء ميشيل نبيل وإخراج تامر حمزة و شاركتها في البطولة الفنانة (ميرفت أمين وعزت العلايلي)، ومسلسل (البرنسيسة بيسة) عام 2019 أيضا، بطولة الفنانة الشابة مي عز الدين، ومن أهم أعمالها المسرحية: (جوليو وروميت، عالم قطط، روحية اتخطفت، بيت الدمية).
…………………..
أشهر أقوال بوسي:
** فيلم (حبيبي دائما) كان بمثابة معزوفة حب بين جميع العاملين، ولهذا أصبح أيقونة في السينما المصرية، حتى أن الجميع شعر بالضيق حينما انتهى العمل في الفيلم.
** حبي للدور والشخصية جعلني أؤديها بصدق، ولهذا وصلت مشاعر الشخصية للمشاهدين، وإلى الآن لم يتم عمل فيلم رومانسي يعلق في أذهان الجماهير، والدليل أن فيلم (حبيبي دائما) مازال الجميع يتحدث عنه في كل عيد حب.
** الحب هو الحب في كل الأزمان، هو فقط يتخذ أشكال مختلفة وفقا لكل جيل، إلا أنه يبقى كما هو في أساسه وتكوينه.
** قدمت فيلم قطة (على نار)، بعد أن فكرت أنا وزوجي فى تقديم عمل رومانسى، وهى قصة رومانسية أضافا إليها بعض اللمسات التى لاقت إعجاب الجمهور.
** كنت في تالتة إعدادي أول ما قابلت نور الشريف، كان عندي 15 سنة كان شافني وأنا طالعة مع مامتي في ماسبيرو، وحبني وقال أنا عاوز اتجوز دي وهو كان في آخر سنة في المعهد.
** نور الشريف كان خفيف الظل، وذكي فكان يبهرني كثيرا وأنا صغيرة، موضحة أن أجمل فترة في حياة نور الشريف وهو في سن 28 سنة.
** نور الشريف، لم يفارق عالمنا سوى بجسده فقط، وإن أعماله وإنجازاته الفنية ستظل دائمًا في أذهان محبيه وعشاقه، لقد كان علما من أعلام الفن العربي.
** أتمنى أن يملئ الحب حياتنا جميعا.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام لنجمة سينما الرومانسية الجميلة الفنانة القديرة (بوسي)، التي قدمت للسينما العربية ذلك الخط الرومانسي أيام الحب العذري البريء والخجل والتضحيات الوجدانية، حين كان الحبيب يشكل توأم الروح حقيقة، وهو أصدق بكثير من الحب في هذا الزمن بسبب طبيعة العلاقات الاجتماعية الواسعة وتطورها السريع، وتقلباتها وتوافر البدائل وزيف المشاعر والنظرة المادية التي تترفع على الحب في كثير من الأحيان، وهو عكس من نجده في أعمالنا الدرامية المعاصرة، إذ لابد أن يكتب بطريقة مختلفة تماما ومن زوايا غير تقليدية، من أجل أن يصدقه المشاهد، ولأن قصص الحب تشبه نفسها وتتكرر والغزل واحد في كل الأعمال، صارت الخطوط الرومانسية ضعيفة وتقليدية ومكررة، ولذا من المهم أن نقدم الحب كحقيقة وواقع ليصدقه الناس، وليس مجرد اللعب على مشاعر غير ناضجة لفئة من المشاهدين.