بقلم : علا السنجري
ربما الحكاية هذه المرة في الحلقة الرابعة من خارج السيطرة بعنوان (مدد) تشبه واقع إلى حد كبير بلا مبالغة في التحدث باللهجة الصعيدية، والأداء التمثيلي سلس .
تدور الأحداث حول أسرة (الأستاذ حسين) مدير بنك الائتمان الزراعي ، الذي يسكن منزل من ميراث والده ، توفت زوجته الأولى مما دفعه للزواج مرة أخرى من عزة ، التي بدورها تحاول إقناعه أن البيت مسكون وربما كان هذا سبب وفاة زوجته ، ومرض ابنته فاطمة بالصداع.
نجد أبناؤه (فاطمة) الطالبة في كلية الزراعة وأخوها الصغير عيسى يتعاملون مع زوجة أبيهم بفتور وعدم راحة من تصرفاتها مع أبيهم .
تلجأ عزة لأكثر من شيخ ، وكل منهم يخبرها أنه لا يوجد شيء بالبيت ، لكنها لا تيأس وتتعلق بأمل (الشيخ عزام) أن يأتي ليرى البيت ، مما يجعل (حسين) يوافق .
يأتي (الشيخ عزام) ومعه زوجته (نديمه) مساعدته ، لا ترتاح لهم فاطمة رغم ترحيب زوجة أبيها (عزة) بهم .
منذ دخوله البيت ، والشيخ عزام يشعرهم إنه يعرف كل شيء عنهم بالغيب ، وأن البيت مسكون لا يستطيع أحد العيش فيه ، وهذا ما سيحدث بالفعل بوجود هذا الشيخ الغريب .
فكرة الدجل والشعوذة التي يلجأ لها البسطاء لتخلصهم من مشاكل عادية قد تنتهي بطريقة كارثية ، لكن مع أسرة (حسين) تتحول إلى مذابح دموية ، لأن الشيخ عزام لم يأتي ليخرج الجن والعفاريت من البيت ، بل تخيل أن هناك كنز مدفون تحت البيت نتيجة لكلام (أم ربيع) التي تساعد زوجة حسين في أعمال المنزل التي أوحت لزوجته (نديمة) أنهم يريدون إخراج مافي البيت . لكن أم ربيع تعتبر تهديد لهم ، تقتلها (نديمه) وتذبح ابنها الذي يحب (فاطمة).
هناك معتقدات لدى الدجالين أن البحث عن الكنز يكون بإراقة الدماء وخاصة الأطفال ، مما يجعل (الشيخ عزام) يستقر في بيت (حسين) ويحضر رجاله ليتمكن من السيطرة عليهم .
مع تصاعد الأحداث نكتشف أن (عزة زوجة حسين) كانت تعلم بالكنز المدفون تحت البيت وساومت (الشيخ عزام) على أن تحصل على نصفه دون علم زوجها، لكن (الشيخ عزام) يفضح أمرها أمام زوجها قبل أن يقتله ، لكن (فاطمة) استطاعت أن تضع لهم السم في الأكل للتخلص منهم ، لتخرج من البيت مع أخوها (عيسى) وتتركه لزوجة أبيها وهى قائلة : (البيت ملعون ، بس اللعنة مش تحت الارض ، بل فوقها) ، جملة عميقة تختم بها الحلقة ، الشر لا يكمن فيما تخبئه الأرض بل في البشر الذين يعيشون فوقها .
تعتبر هذه الحلقة من سلسلة (خارج السيطرة) تشبه واقع في مجتمعنا وحوادث كتبت عنها الصحف ، الحوار والقصة كتبوا ببراعة تجعل المشاهد في حالة دهشة وانتظار للنهاية ، تم التصوير لمشاهد الرعب بشكل يوضح دلالة العمل لإثارة فضول المشاهد دون استخدام الخدع البصرية ، الإخراج لأحمد خالد جعل الصورة تكتمل أمام المشاهد .
الفنان (طارق عبد العزيز) تلقائية في الأداء لرب الأسرة ، وجوده وأدائه السهل جعل المشاهد يشعر براحة ويندمج مع الأحداث سريعا وينتظر ردة فعله لما تفعله زوجته وكيف يطاوعها ، و قمة الأداء في مشهد اكتشافه لخديعة زوجته وأوقعت أسرته في الخطر ، لديه قدرات تمثيلية كبيرة أظهرها في هذا الدور .
عارفة عبد الرسول (زهرة الصبار) التي تزداد جمالا في كل عمل تؤديه منذ ظهورها في مسلسل (موجة حارة) ، هنا في هذه الحلقة تمكنت من أداء السيدة التي تساعد زوجها في الشر والقتل .
الفنان (محمود السراج) قدم (الشيخ عزام) بسلاسة دون أن تعيقه اللهجة المصرية لدرجة تجعل المشاهد يشعر أنه بالفعل أحد أبناء الصعيد .
الموهبة الشابة (ثراء جبيل) كانت رائعة في دور (فاطمة) المتعلمة والمحبة لأخيها ووالدها ، نظرات الكره لزوجة أبيها ، وعدم ارتياحها للشيخ عزام وكيف تخلصت منهم ، موهبة فنية جميلة وتلقائية في الأداء. وكذلك الشاب يوسف عثمان، كذلك الطفل (أدهم وهدان) موهبة واعدة تبشر بمستقبل كبير في الأداء التمثيلي.