شوقي حجاب يهدي (شهريار النجوم) أغنية نادرة لـ (سمير غانم)
كتب : أحمد السماحي
هناك شخصيات تستوقفك، تتأملها وتفكر مليا فيما أنتجوه وما أبدعوه خلال مشوارهم، فتكتشف عندما تقترب منهم أو تعرف أعمالهم أنك أمام كنز من الجمال، وثراء من الإبداع وعمق هائل في الرؤية، فضلا عن الإبداع الراقي، وتلك الصفات لا توجد إلا عند قلة، من هؤلاء كاتبنا ومخرجنا وشاعرنا الكبير (شوقي حجاب) الذي مر في الأيام الماضية بظروف مرضية صعبة، حيث أصيب بجلطة فى المخ أثرت على العيون، لكنه الحمد الله بدأ يتعافى، وترك المستشفى وعاد أول أمس إلى شقته الجميلة في وسط البلد المليئة جدرانها بالذكريات مع عمالقة الفن والأدب والثقافة.
(شهريار النجوم) دق باب مبدعنا الكبير واطمئنن عليه، وتحدثنا معه كثيرا عن ذكرياته مع عمالقة الفن والأدب والثقافة، وسحرنا بذكرياته التى كان يحكيها بشكل رائع زادت الذكريات والحكايات بالجمال والعذوبة والشجن، ومن بين الحكايات التى حكاها قصة أغنية كتبها للنجم الراحل (سمير غانم) وظلت منسية لكل أطرافها لأكثر من أربعين عاما، حتى أن النجم الراحل (سمير غانم) رحل وهو لا يتذكرها، فتعالوا بنا نسمع قصة هذه الأغنية من عمنا (شوقي حجاب).
يقول شاعرنا المبدع في بداية الثمانينات كنت صديق للملحن الموهوب (محمد هلال)، وفي أحد الأيام كنا في ستديو(إمباير) لـ (محمد أبوالسعد)، الذي كان في عمارة رقم 18 شارع معمل السكر بجاردن سيتي، وهذه العمارة كانت مليئة بالنجوم أذكر منهم (علي الحجار، مودي الأمام، خالد حماد، خالد رشدي، محمد أبوالسعد) وغيرهم.
وفي هذا اليوم كتبت أغنية ساخرة، ولحنها (محمد هلال) يقول مطلعها: (طأطأ، طأطأ، اللي كان بيتأتأ، قالي آآآآآآ السلام عليكم)، وكنا نقصد بها شخصية سياسية مشهورة كانت (بتأتأ) في كلامها، وفجأة وجدنا الفنان (سمير غانم) نازل من عند الموسيقار (خالد حماد)، وكانت الساعة الثالثة فجرا، فناديت عليه، وقلت له: (تعالى اسمع الأغنية دي)، سمعها أعجب بها جدا، وطلب منا أن يغنيها، فرحبنا على الفور، وفى نفس اللحظة دخل الاستديو وقام بغنائها، وبعد غنائها تركنا وعاد إلى منزله، وبعد غناء (سمير غانم) وقعنا في حيرة، هنعمل ايه في هذه الأغنية؟، وهنذيعها فين؟ ومع الأيام نسيناها جميعا، حتى أنني قابلت الفنان (سمير غانم) بعدها أكثر من مرة ولم يسألني عن مصير الأغنية، ولا أنا تذكرتها!، وعدت الأيام والشهور والسنين، ومنذ أيام وقبل أن تحدث لي الجلطة، كنت أرتب أوراق وشرائط عندي، فوجدت الأغنية على شريط كاسيت، فحولتها إلى (mp3 ).
وأكد مبدعنا الكبير (شوقي حجاب) أنه على استعداد تام أن يهديها لبنات الراحل (سمير غانم).
جدير بالذكر أن النجم الراحل (سمير غانم) تعاون مع الملحن (محمد هلال) في واحد من أجمل ألبوماته وهو (فطوطة وسمورة)، حيث لحن له أغنيات (هاللو، أبوالتعالب، شكشوك أفندي، الفشارين)، ولحن باقي أغنيات الألبوم وهى (الفوازير، دوري مي، حطة يا بطة، فطوطة) الموسيقار (سمير حبيب).