بقلم : علي عبد الرحمن
تعد صناعة الأخبار ضاعة جماهيرية رائجة تجذب الجماهير وتثير شهية المعلنين وخاصة وقت الأزمات والكوارث والحروب، لأن المشاهدين يقبلون بحرص على متابعة الأخبار ذات الصله بذويهم وأنشطتهم ومستقبلهم لأن العالم أصبح قرية صغيرة الخبر فيها يهم كل سكان القرية الكونية، ولهذا امتلأت السماوات من حولنا بقنوات إخبارية عالمية وأقليمية ومحليه، وأطلقت الدول الثماني الكبري قنواتها الإخباريه العابرة للقارات لتخدم أغراضها وتؤثر في تشكيل الرأي العام حسب ماتروج له، وهناك قنوات لدول شقيقه تحرك الشعوب وتشكل أفكار الرأي العام كـ (الجزيره القطرية والعربية والحدث السعوديتين وسكاي نيوز عربيه لدبي وقنوات محليه لسوريا ولبنان والسعودية).
ولقد ظل حلم القناه الإخباريه لمصر يراود عقول أهل الميديا والسياسة لسنوات طوال، فأطلقت مصر (النيل نيوز) وطورتها مرات، وأطلقت (نايل تي في الدولية) ،وفي ‘علامها شبه الرسمي أطلقت (أون نيوز،ثم إكسترا نيوز،ثم التنويه عن dmc نيوز)، ولايزال الحلم مستمرا دون هدف في مرمي صناعة الأخبار لهداف مصري، ومع توالي أحداث المنطقه والعالم وتأثيرها في حياة أهل مصر تتصاعد الحاجه إلي جهود مهنية وتقنية مخلصة لإطلاق قناتنا الإخبارية لتلبي حاجة مواطنينا في عالمي الأخبار والوثائقيات المفسرة لها بدلا من البحث بلهفة عن خبر أو أي جديد في عالمي النشر الإلكتروني والبث الفضائي بحثا عما يشبع فضولهم الغريزي في معرفة ماذا يحدث، وأين يحدث، ولماذا يحدث، وكيف يحدث، ومن يحدثه؟.
ويتعرضون لقنوات عديدة ذات مقاصد عديدة بصياغات عديدة وسياسات تحريريه متعدده أيضا، وهم في ذلك التعرض هدف للتأثر والتأثير، وهدف لتبني أفكار هذه القناة أو تلك، ولعل الولع بالتنقل بين القنوات بريموت الريسيفر هو هواية أهل مصر في ظل تصاعد تهديدات السلم العالمي ومستقبل الأجيال والشعوب، ولم تثر حرب القرم شهية مطلقي القنوات للبدء في محاولة لإشباع فضول بني وطنهم من الأخبار والتحليلات، ورغم أنهم سرعان مايطلقون قنوات فنيه ورياضية ومطبخيه وذات ملاسنات وخرافات، فهل يظل حلم مستمرا دون تحقيق أم انه كالعنقاء والخل الوفي؟، وهل سيظل الإنفاق الباهظ علي الإعلام دون تواجد إخباري لمصر ورؤيتها للأحداث، وهل نظل بلا سياسة تحريرية ولا صياغة مصرية لما يدور حولنا؟، وهل أحجم أهل الإعلام عن إطلاق (قناة مصر الإخبارية) لتكاليفها العالية، وأين هذا العلو من إسرافنا في الإعلام؟.
نحن لاينقصنا الكوادر ذات الخبرة في عالم صناعة الأخبار ولا كتاب السياسة التحريرية ولا حتي محللي الأخبار ومفسريها، فمصر حقا أنجبت وهي الولود الودود، كما أننا لاتقصنا المعدات فقد أسرفنا في إقتنائها، هل ننتظر أن يطلق السيد الرئيس قناته الإخباريه كما تعود الإعلام منه أن يصنع إعلامه بنفسه، ويصلح ما أفسده الإعلام ونجومه؟، وهل تعاظم دور مصر المحوري دوليا وإقليميا لايستلزم قناة إخباريه تنافس وتلائم قامة مصر وقيمتها؟.
يامنفقي أموال الإعلام ومبدديه الاحداث تستحق ومصر تستحق وأهلها يستحقون فلتدمجوا كل هذه المحاولات الإخباريه في كيان إخباري واحد ملائم أو تلغوهم، أو أطلقوا قناتنا الإخبارية التي مللنا الحديث عنها ولتبثوا لأهالينا تنويهات عن القنوات الإخباريه من حولنا ولعلهم سباقون إلي ذلك لحاجتهم وأهمية صناعة الأخبار لهم.
كفانا إسرافا وتشابها وتكرارا وملاسنات ودجل، ولتأخذ قناة الأخبار حقها، تنفيذا، وتجويدا، وسبقا، ومنافسة، وإرضاءا لأهل مصر وخدمة لسياساتها وأمنها القومي وتوظيفا لكوادرها، ولتحتل مصر وصوتها منصة التتويج في عالم صناعة الأخبار بمهنيه تجتمع عقول المصريين والعرب والعالم حولها لمعرفة حقيقة مايدور بصياغة وحرفية وموضوعية مصرية خالصه.. أم سيظل الحلم الإخباري لمصر حلما يستمر ويظهر كل فتره دون أن يتحقق .. حمي الله مصر وأعلي صوتها ..وتحيا دوما مصر.