تعرف على الذي حذفه وأضافه (عبدالهادي بلخياط) إلى قصيدة (فاروق شوشه)
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها .
كتب : أحمد السماحي
نذر الشاعر والإعلامي الكبير الراحل (فاروق شوشه) حياته للشعر واللغة العربية فأثر في وجدان كل المهتمين باللغة العربية، سواء من خلال دواوينه الشعرية الكثيرة، أو برنامجه الإذاعي (لغتنا الجميلة) الذي أعلي من شأن اللغة العربية، وما زال – والحمد لله – يذاع حتى الآن في إذاعة البرنامج العام رغم رحيل صاحبه منذ خمس سنوات، وكان لشاعرنا الراحل دور في محاربة السطحية والجهل والتفاهة من خلال تمسكه بكل ما هو قيم وراقي في العمل الإعلامي، حيث أدرك منذ بداية مشواره قيمة وأهمية الكلمة في تشكيل الوعي والوجدان.
ورغم كثرة المطبوعات والإصدارات عن شاعرنا الراحل لكن لم يقترب أحد من رحلته مع الأغنية وكيف بدأت؟.. كل ما كتب عن هذه الرحلة كلمات قليلة تقول أنه قدم مجموعة من القصائد لعدد من المطربيين! رغم أنه كتب قصائد وأغنيات كثيرة باللغة الفصحى والعامية، وربما يرجع السبب فى هذا الغياب إلى الشاعر الراحل نفسه الذي كان يتحدث عن هذا الجانب باقتضاب شديد.
وفي إحدى المرات سألته عن سر ابتعاده عن الحديث عن هذا الجانب فقال لي: إنني لم أكن حريصاً على أن أصبح مؤلف أغنيات، كنت رئيس لجنة النصوص التي تختار الأغنيات ورئيس لجنة الاستماع ولا يصح أن أكون قاضياً ومنافساً، إضافة إلى خوفي من الانسياق وراء الإغراء المادي والمعنوي، والانصرف عن الشعر مثلما فعل (أحمد رامي) الذي هجر الشعر ليكتب الأغنية لأم كلثوم، وأشير هنا إلى أن ديوانه الشعري لا يليق به!).
من القصائد الرائعة التى كتبها (فاروق شوشه) وقام بغنائها المطرب المغربي الكبير (عبدالهادي بلخياط) قصيدة (سمعت عينيك) التى قام بتلحينها الملحن المغربي الكبير (عبدالسلام عامر)، في هذه القصيدة تم حذف وإضافة بعض الكلمات التى لم ينتبه إليها أحد من قبل، فقد حذف المطرب مع الملحن كلمة (نفسي) واستبدالها بكلمة (روحي) في جملة (أيقضت في نفسي دبيب المنى).
كما تم حذف بيت كامل يقول فيه الشاعر: (وحول مصباحك أنشودتي، حملتها لحن حياتي الحزين)، واستبداله بالكوبليه الذي يقول (وقبلة طارت فهدهدتها حتى استراحت فوق هذا الجبين).
وإليكم القصيدة كاملة كما كتبها شاعرنا المبدع الكبير (فاروق شوشه)..
سمعت عينيك وما قالتا، سمعت كل الهمس خلف الجفون
وارتعشت كفاي في لمسات أودعتها حبي وسري الدفين
أيقضت في روحي دبيب المنى، وأشعلت في قلبي نداء الحنين
عيناك عيناك لم أشهد سوى مرفأ ترسو عليه سفن المتعبين
يا فتنتي نامي على خافقي لن تهدأ الاحلام للساهرين
من خلف شباكك هذي يدي لبلابة تسعى فهل تمسكين
وحول مصباحك أنشودتي، حملتها لحن حياتي الحزين.
وبين أنفاسك يا زهرتي اسندت أنفاسي الى ياسمين
وقبلة طارت فهدهدتها حتى استراحت فوق هذا الجبين
من من يرجع اللحظة في خاطري أصداؤها تبقى و تبقى سنين
أعود يا دنياي في خافقي همس، وفي دمع حياتي رنين رنين.
رحم الله شاعرنا الكبير (فاروق شوشه)، وأعطى الله الصحة لمطربنا المغربي المبدع (عبدالهادي بلخياط) الذي صال وجال في غناء هذه القصيدة الرائعة، بلحن الراحل الكبير (عبدالسلام عامر).