ذكرى زينات صدقي التي اكتشفها (سليمان نجيب)، وأطلق عليها (الريحاني) اسمها الفني
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام ذكرى واحدة من الرائدات والخالدات في فن الكوميديا وهى (زينات صدقي) التى رحلت عن حياتنا في مثل هذه الأيام وبالتحديد يوم 2 مارس عام 1978 بعد رحلة كفاح ومسيرة فنية طويلة قدمت خلالها عشرات المسرحيات، وحوالي 150 فيلم بدأتها عام 1937 في فيلم (وراء الستار) للمخرج الكبير كمال سليم، وآخرها فيلم (بنت اسمها محمود) إخراج نيازي مصطفى عام 1975، وبينهما عشرات الأفلام التى تقمصت فيها شخصياتها ببساطة وعفوية صادقة، حيث كانت قادرة على إضافة رؤيتها الخاصة على كل دور قامت به، خاصة وأنها كانت لا تقرأ ولا تكتب، وكانت تؤدي أدوارها بدون قراءة للسيناريو، حيث كان المخرج يشرح لها دورها، وهى تؤديه بمزاجها الخاص، وليس هذا فقط فكانت تختار ملابسها وإكسسوارها التى تليق بالدور.!
ورغم إنها لم تقم بالبطولات المطلقة لكنها كانت تفرض حضورها على أحداث أي فيلم تشارك فيه، حتى لو كان دورها لا يتعدى أكثر من مشهدين أو ثلاثة، إذ تظل بصمتها في وجدان المتفرج حتى نهاية الفيلم، وقد اكتسبت هذه الموهبة بالفطرة وبالذكاء، وقد لجأت (زينات صدقي) إلى كل أساليب الإضحاك والهزلية المعروفة في فن الضحك والمسخرة، فاستخدمت – كما يقول الناقد عبدالغني دواد – التقليد الهازل والمحاكاة الساخرة والملهاة المسخ التى تقوم على اللاواقعية الغريبة في تركيبها وتدل على خيال مشتط، ولم تنزلق إطلاقا إلى التهريج أو الخشونة في المواقف الهزلية والحركات الجسدية المفتعلة.
بدأت (زينب محمد سعد) الشهيرة بـزينات صدقي حياتها كمونولوجست وراقصة في فرقة (على الكسار)، وصالة (بديعة مصابني)، ويشاهدها بالمصادفة في صالة (بديعة) الفنان الكبير (سليمان بك نجيب) فيقنعها بالتمثيل ويضمها إلى جمعية أنصار التمثيل، بعدها يضمها الفنان الكوميدي الكبير (نجيب الريحاني) إلى فرقته، ويطلق عليها إسمها، وفي الخمسينات وعندما أسس إسماعيل ياسين فرقته كانت أحد أعضائها البارزين.
اشتهرت (زينات صدقي) في أفلامها السينمائية بأنها أشهر عانس في السينما المصرية، حيث جسدت هذا الدور في العديد من الأفلام، فكانت العانس التى تبحث عن زوج، وتعاني من الحرمان، مما يدفعها إلى الحصول على الرجل بأي ثمن ومهما كانت الوظيفة التى تمارسها، أو الطبقة الاجتماعية التى تنتمي إليها، سواء من شارع محمد علي كما حدث في فيلم (شارع الحب، وبنات حواء)، أو من الطبقة المتوسطة كما شاهدنا في فيلم (ابن حميدو، القلب له أحكام)، أو من الطبقة الراقية مثلما حدث في (حلاق السيدات، وبين إيديك).
ومن ناحية أخرى فقد حبست (زينات صدقي) في دور الخادمة في الكثير من الأفلام أو دور الوصيفة أو الدادة، وفي كل هذه الأدوار كانت مصدر البهجة وسر السعادة، رحم الله الخالدة التى لا تنسى زينات صدقي.