بقلم : سامي فريد
التقت الفنانة (كاميليا مع وداد حمدي)، وكان لقاؤهما الأول والأخير في فيلم (قمر 14) إنتاج عام 1950 من إخراج نيازي مصطفي وبطولة (عبدالفتاح القصري ومحمود ذو الفقار وحسن فايق وفردوس محمد والسيد بدير مع كاميليا ووداد حمدي مع الوجه الجديد في ذلك الوقت أحمد غانم).
وتحكي قصة الفيلم اعتزام محمود ذو الفقار ابن حسن فايق الزواج من وداد حمدي ابنة عبدالفتاح القصري تاجر الأسماك المليونير من أجل إنقاذ أبيه حسن فايق من ورطتة المالية.
وتعرف كاميليا زوجة محمود ذو الفقار بخبر الزواج من إعلان في الجريدة فتقرر السفر الي بيت الباشا والد محمود ذو الفقار زوجها لتمنع هذا الزواج، وتتقدم كاميليا لتعمل مضيفة في قصر الباشا من أجل أن تمنع هذا الزواج ويقع الجميع أسرى لجمالها، وتشعر وداد حمدي خطيبة محمود ذو الفقار والمرشحة لأن تكون زوجة له بهذا الخبر فتحدث الخصومة بينها وبين كاميليا الفاتنة.
وفي لقاء يجمعهما في الفيلم تدعو وداد حمدي على كاميليا بالموت محترقة.. وترد كاميليا فتدعو عليها بأن تموت مقتولة !!
وينتهي العمل في الفيلم مع نهاية عام 1950 لتسرع كاميليا إلى الاتصال بطبيبها في إنجلترا لحجز مكان لها في المستشفى لتجري عملية جراحية أشار بها الأطباء بالمستشفى الإنجليزي لكن تحدث المفاجأة!.
ففي مكتب شركة مصر للطيران تخبر الموظفة المسئولة عن حجز التذاكر كاميليا بأنها ستنتظر إلى الرحلة التالية للطائرة المسافرة إلى لندن لكن كاميليا ترفض وهى تكاد تبكي فقد تم الحجز لها في المستشفى ولابد أن تسافر على هذه الطائرة لتلحق إجراءات مقابلة الطبيب والحجز في الفندق وغير ذلك قبل السفر.
ولا تعرف الموظفة ماذا تفعل سوي أن تنتظر كاميليا للرحلة التالية لطائرة مصر للطيران المسافرة إلى لندن.. أو أن تسأل عن طائرة أخرى في شركة طيران أخرى.
ويتدخل القدر..
ففي تلك اللحظات يصل الكاتب الصحفي أنيس منصور إلى مكتب شركة مصر للطيران ليشهد جانبا من الحديث بين كاميليا وموظفة حجز التذاكر فيتدخل في الحديث قائلا للموظفة أنه مسافر على هذه الطائرة ولكنه جاء ليعيد التذكرة فقد ظهرت أمامه أعمال ومواعيد هامة في تلك الفترة ولابد أن يؤجل سفره إلى وقت آخر يمكنه السفر فيه.
وتسمع الموظفة ما قاله أنيس منصور.. كما تسمعه كاميليا التي أحست بأن مشكلتها قد انتهت بعد أن أعاد انيس منصور تذكرته لتعيد موظفة حجز التذاكر إصدار تذكرة جديدة بدلا منها باسم كاميليا ورقم جواز سفرها.
وبالفعل تسافر كاميليا على الطائرة التي تسقط بعد قيامها من مطار القاهرة على بعد عدة كيلومترات محترقة وفيها كاميليا لتموت محترقة كما دعت عليها وداد حمدي في فيلم (قمر 14).
هى مفاجأة حزينة وغريبة في نفس الوقت أن تموت كاميليا محترقة كدعوة وداد حمدي عليها في الفيلم!
ولكن انتظروا الأغرب.. فقد ماتت ووداد حمدي مقتولة كما دعت عليها كاميليا في نفس الفيلم ولكن بعد 44 سنة من وفاة كاميليا!
توفت كاميليا عام 1950 ولها من العمر 30 سنة.
وقتلت وداد حمدي بسكين عامل الريجسير في شقتها رغم الباب الحديدي والعين السحرية عندما دخل عليها بزعم أنه يحمل لها أمر شغل في فيلم جديد.. فلما دخلت إلى المطبخ لتقدم له كوبا من الشاي فتفاجأ به من خلفها يطنعها بالسكين طامعا فيما قد تخفية في شقتها من أموال عما تحصل عليه من أفلامها.
ولم تصدق وداد حمدي ما يحدث وهو يطعنها بالسكين فتصرخ فيه.. انت حتقتلني بجد!
وبعد سقوطها صريعة راح عامل الريجيسير يفتش في الشقة عن أية أموال فلم يجد سوى مبلغ 20 جنيها.. وقد تعرف عليه بواب العمارة وقال إنه يعرفه فهو دائم التردد على شقة المرحومة وداد حمدي!!
هكذا تحقق الجزء الثاني من دعوة كاميليا على وداد حمدي في (قمر 14) لنجد أمامنا أغرب مفارقة تبدأ في السينما وتنتهي في الحقيقة!!
ويكتب أنيس منصور في أحد أعمدته الصحفية قائلا: إنه كان السبب ربما في وفاة كاميليا عندما تنازل لها عن تذكرته لتلحق بموعدها في المستشفى في لندن لتجري الجراحة المطلوبة!
ماتت كاميليا وعمرها 30 سنة، وماتت وداد حمدي قتيلة وعمرها 60 سنة!
وفي حياة وداد حمدي من القصص الكثير مما يدفعنا إلى التوقف عندها.
منها مثلا: أن العقيد عبدالرحمن شوقي شقيق الفنان فريد شوقي كان قد قرر الزواج منها غير أن أسرته رفضتها لما سألت عنها فوجدوا أنها تلك الممثلة التي تؤدي أدوار الخادمات فقط!!
والحقيقة هى أنها خريجة المعهد العالي للتمثيل وأنها تجيد التمثيل باللغة العربية الفصحى وقد أثبتت هذا في عدد من الأفلام الدينية وعدد آخر في المسلسلات الناطقة باللغة العربية الفصحى.
وكان أشد ما يؤذي مشاعر وداد حمدي عندما تقرا السيناريو الخاص بمشاهدها في أي فيلم فتجد أن السيناريست أو المخرج قد أشر بقلمه أمام ودورها بكلمتين هما (الشويتين بتوعها!!)، معتمدا على حفة ظلها أو فهمها للدور بسرعة سواء كان أمام ماري منيب وميمي شكيب في فيلم (الحموات الفاتنات)، أو أمام ليلى مراد مثلا في فيلم (ورد الغرام!).
هكذا كانت حياتها.. وهكذا كانت نهايتها!