بقلم : محمد حبوشة
فى كتابه الشهير (فلسفة الضحك) يقول هربرت سبنسر: إن الضحك هو مجرد فائض للطاقة الإنسانية وعلى المرء أن يجد له متنفسا ليخرج هذه الطاقة من جسده والطاقة الفائضة التى يثيرها الإحساس بالسرور والبهجة لابد أن تبحث لها عن منفذ من خلال الظاهرة الصوتية المتعلقة بعملية التنفس والتى نطلق عليها الضحك، ومن ثم يجب على الممثلين أن يلموا بالعواطف والمواقف والدوافع الإنسانية حتى يتمكنوا من القيام بأدوارهم جيدا، وأن يكونوا قادرين على التعبير عن هذه العناصر حتى يتم للمشاهدين فهمهم، إن الممثل الجيد يبني في نفسه عادة ملاحظة الآخرين وتذكر طريقة تصرفهم، فلو قبل ممثل دور رجل عجوز، على سبيل المثال، فيمكنه التحضير للدور جزئيا بملاحظة كيف يمشي المسنون وكيف يقفون وكيف يجلسون، بعدها، يمكنه تطبيق هذه الحركات لتتماشى مع الشخصية التي يريد تصويرها. ويتعلم الممثل كيف يستجيب أناس مختلفون لنفس العواطف (مثل السعادة والحزن والخوف) بطُرق مختلفة.
وضيفنا في باب (في دائرة الضوء) صاحب الموهبة الفذة في الكوميديا والتراجيديا الآسرة للقلوب الفنان (علاء مرسي) هو واحد من الممثلين الذين يدركون جيدا (فلسفة الضحك) في أبرز تجلياتها على جناح التلقائية، وهو في ذات الوقت يستطيع أن يلم بالعواطف والمواقف والدوافع الإنسانية حتى يتمكن من القيام بأدواره لى نجو جيد، كما أنه في الوقت ذاته يعتمد منهج الاقتصاد والبناء اللذين يحتويان على الطرق التي يقتصد فيها الممثلون في قواهم لدفع هذه القوى إلى الذروة عند الحاجة، فمعظم الشخصيات تتغير أو على الأقل تتطور أثناء عرض المسرحية أو الفيلم أو المسلسل، ويجب على الممثل في مثل هذه الحالة أن يعكس هذا التغيير أو التطور، إن الحاجة للمحافظة على بناء الدور مهمة جدا عند (مرسي) ، فلا يبدأ دوره بوتيرة عاطفية مرتفعة أكثر من اللازم حتى لايجد صعوبة حقيقية فيما بعد في رفع هذه الوتيرة إلى مستوى أعلى ويفشل الدور، لأنه سيكون بعد ذلك رتيبا ومملا، بل إنه في كل دور جديد يجسده يبدأ على مهل حتى يتسنى لهم أن يكسب تمثيله قوة وتشويقا تمشيا مع متطلبات النص المكتوب.
ولأنه بدأ حياته بالمسرح فيعتبر فن الإلقاء عاملا مهما له على خشبة المسرح وهو جزء لا يتجزأ من فن التمثيل بل هو أحد أدواته الفنية، فالهدف الرئيسي الذي يصبوا إليه الممثل من خلال وسائله الفنية وخاصة الإلقاء هو أن يولد القناعة لدى الجمهور بأبعاد الشخصية التي يجسدها وبالأقوال والمشاعر التي تقدمها تلك الشخصية، فليست مهمة الفنان أن يعرض مجرد الحياة الخارجية للشخصية التي يؤديها بل لابد أن يتلائم بين سجاياه الإنسانية وبين حياة هذا الشخص الآخر، وان يصب فيها كلها من روحه هو نفسه، إن الهدف الأساسي الذي يهدف إليه فننا كما يرسخ في خيال الفنان (علاء مرسي) هو خلق الحياة الداخلية للروح الإنسانية، ثم التعبير عنها بصورة فنية ، ويأتي تعبيره كممثل بالإضافة إلى حركاته وإيماءاته.
يعتمد (علاء مرسي) في أدائه التمثيلي على التقنية الداخلية وهو الاتجاه الذي رأى أن التعبير الجسدي للممثل يتبع إعمال الذهن، ويأتي تجسيدا للعواطف والانتقالات المحفزة له على الإتيان بالفعل، الذي يبدو للمتلقي حاملا دلالاتها، وقد كان (قسطنطين ستانسلافسكي) أحد أبرز من قدموا هذه التجارب عندما رأى أن المسرح وبالتالي الممثل ينبغي أن يكون محاكيا للواقع، بعد إعادة صياغته وتهذيبه وسعيه لتحقيق ذلك عبر مجموعة من التقنيات، التي ضمنها نظامه المعروف بـ (الواقعية النفسية)، أما الاتجاه الذي اعتمد على التقنية الخارجية وهو الاتجاه، الذي اهتم بتنمية قدرات الممثل الجسدية والاعتماد على الجسد في التعبير عن الانفعالات الداخلية، ومن رواد هذا الاتجاه (مايرهولد)، الذي ابتدع أسلوبا أدائيا تمثيليا يدعو من خلاله إلى مسرح تقديمي وليس تشخيصيا مثل المسرح الواقعي، الذي يتنافى مع توجهاته الجديدة في فن المسرح، ومن ثم فإن قدرة الممثل التعبيرية تكمن في توظيفه للطبيعة التشكيلية في جسده – كما يفعل علاء مرسى في أدائه – مؤمنا بقدرة هذا الجسد الإنساني على التعبير عن أدق المشاعر والأحاسيس الإنسانية وأيضا عن العلاقات بين البشر بعضهم وبعض.
إن الإلقاء بحسب مفهوم (علاء مرسي) يعني فهم الكلام قبل إلقائه، وهو أمرا لابد منه لأن العملية تتم ضمن إطار الفن الدرامي فلا مناص للممثل من الإيمان بالكلام الذي سيلقيه على مسامع المتفرجين والذي يتضمن جملة من الأفكار والمشاعر ليس إيمانا مجردا بل إيمانا صادقا فيما يلقيه من حوار بعد التعرف على أبعاد الشخصية الطبيعية والنفسية والاجتماعية وصفاتها بالسلوك والتصرفات وطريقة الكلام، فهو يدرك جيدا أن على الممثل أن يتعرف على العناصر التي تجذب السامع وتثيره من أجل إبراز القيم الدرامية المختلفة، و الإلقاء عند الممثل علاء مرسي يعتبر الوسيلة الوحيدة والفعالة في مخاطبة الجماهير كونه يجسد الأفكار والأحاسيس والأهداف بشكل معين، لأن الإلقاء التمثيلي (فن من الفنون)، وأن لكل فن مؤهلاته وأصوله والفن التمثيلي يعتمد أولا على الموهبة التي لابد من توافرها في الشخص لكي يكون فنانا، وثانيا يعتمد على الإبداع والمقصود هنا بالإبداع هى التلقائية – التي يتمتع بها مرسي بوفرة – في تنفيذ العمل الفني فالإلقاء عنده لا يعتبر فنا إذا لم يوضع في موضع خاص أي عندما يكون هناك من يتلقى ذلك العمل ويستجيب له، إن لغة المسرح مثلها مثل اللغة في بقية الفنون.
ولد الفنان المصري علاء مرسي في دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ ووالده (الشيخ الدمرانى) كان أحد علماء الأزهر الشريف، وقد عاش سنوات من عمره كطفل في المدينة المنورة داخل المملكة العربية السعودية ثم عاد إلى بلدته واستكمل تعليمه في مدينة دسوق، واشتغل صبي نقاش في عمر مبكر، وقال عن بداياته: أنا بدأت وحيد من بلدي دسوق من محافظة كفر الشيخ، وكان مثلي الأعلى هو الفنان الكبير عادل إمام، لأنه كان الأقرب لجيلي، وكذلك ممثل اسمه عدلي كاسب، الذي سبب لي انبهار بأدائه، وبحب فريد شوقي بقوته، وأوضح أنه عند وصوله للقاهرة طرق أبواب كثيرة في شارع المسرح وكان يتم طرده من على باب مسرح الريحاني، وكان وقتها يريد مقابلة النجوم المشاركين في إحدى المسرحيات، ومنهم الفنان فريد شوقي، وكان ينام في إحدى القهاوي بالقرب من المسرح.
واستطرد، أنه قابل ذات مرة الفنان فريد شوقي، خلال دخول للمسرح وسأله: (أنت عايز ايه؟)، فقال له:(عايز أمثل، وطلب منه وقتها: قدم في معهد التمثيل لأن وقفتك دي أنا كنت واقف زيها والراجل اللي بيطردك سبق وطردني قبلك)، ومن ثم التحق المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج من قسم التمثيل والإخراج في عام 1998، وبعدها أصبح واحدا من جيل النجوم علاء ولي الدين ومحمد هنيدي، وبدأ مسيرته الفنية في بداية فترة الثمانينات وذلك عندما شارك في مسرحية بعنوان (كوبري الناموس)، والتي تم عرضها في عام 1980، وتوالت أعماله الفنية بعد ذلك وقدم العديد منها حتى وصلت حصيلة أعماله إلى أكثر من 200 عمل فني متنوع ما بين مسلسلات وأفلام ومسرحيات وأداء صوتي لبعض شخصيات الكرتون أيضاً.
أشهر أعمال علاء مرسي كانت مع الفنان محمد هنيدي ومنها فيلمي (يا أنا يا خالتي، وعندليب الدقي)، والأخير قدم فيه دور الطبيب الذي يكشف على والدة هنيدي وهو من أشهر المشاهد الكوميدية التي قدمها، وفي أحد اللقاءات معه تحدث عن هذا الدور وكيف قدمه، يقول علاء مرسي: (المشهد بالكامل كان مرتجل وهو من المشاهد اللي عملتها صدفة وأنا مبسوط)، المشهد لم يكن ضمن السيناريو ولكن هنيدي أصر على أدائه له، اشتهر من خلاله بكوميك (ماما حلوة)، وهو أيضا من أكثر المشاهد الكوميدية المضحكة له، كما ذكر أنه تم تصويره في أكثر من لقطة رغم صغر حجمه فيقول: (المشهد متاخدش على بعضه لأنه كان صعب جداً، لأن هنيدي بيضحك وأنا بضحك والست كمان بتضحك)، كما تألق أمام كبار النجوم أمثال أحمد زكي وحسين فهمي وغيرهم.
شارك الفنان علاء مرسي في فيلم (ميدو مشاكل) مع النجم أحمد حلمي والذي تم عرضه في عام 2003، وهو من أشهر أعماله الكوميدية حيث جسد شخصية العريس الذي ينزعج من أي صوت عال، ويذهب لكي يطلب يد شقيقة ميدو والتي تقدم دورها الفنانة نشوى مصطفى، تدور أحداث الفيلم حول (ميدو) الذي يتسبب لوالده في كثير من المشاكل إلى أن يتورط مع عصابة كبيرة تستغل عمله لتحاول تفجير موقع معين، الفيلم من تأليف أحمد عبد الله ومن إخراج محمد النجار، وقد اشتهر من خلاله بكوميك (وطي صوتك، وطي صوتك)، وفي عام 2009 شارك الفنان علاء مرسي في فيلم (الفرح) وذلك مع النجم خالد الصاوي، وجسد علاء شخصية الشاب الذي يصور الفرح تصوير فيديو ولكنه يشرب بعض المواد المخدرة مما يجعله يفقد وعيه ويبدأ في تصوير أشياء غريبة مثل القطة التي تمر وسط المدعوين في الفرح، الفيلم قام ببطولته نخبة من كبار النجوم وعلى رأسهم الفنانة القديرة الراحلة كريمة مختار، ياسر جلال، جومانا مراد، روجينا، ماجد الكدواني، باسم سمرة، دنيا سمير غانم وغيرهم، الفيلم من تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز.
لعلاء مرسي عدة أعمال تعد من علامات السينما والمسرح والتليفزيون ومنها على سبيل المثال أفلام: (لن أعيش في حلمك – 1990، الإرهاب والكباب – 1992 – هستيريا – 1998، فلاح في الكونجرس – 2002، عسكر في المعسكر، وأوعى وشك – 2003، معلش احنا بنتبهدل، ويانا يا خلتي 2005، كود 36 – 2007، كباريه – 2008، متر – 2013، اللي اختشوا ماتوا – 2016، ومسلسلات: (ليالي الحلمية – 1992، من الذي لا يحب فاطمة – 1996، زيزينيا – 1997، صيف ساخن جدا – 2000، هانم بنت باشا – 2009 – سرايا عابدين – 2014، ربع رومي، الوسواس – 2915 – عام 2018، عمر ودياب – 2020، النمر -2021، وآخر أعمالة الرائعة على الإطلاق (الحلم – 2022) الذي انتهى جزئه الأول قبل أيام مسجلا إبداعا فريدا لعلاء مرسي تاجر المخدرات الخبيث، الذي قدمه بتكنيك خاص يشهد على كفاءته وقدراته التمثيلية الفريدة، فعلى صغر حجمه بدا عملاقا كبيرا في التجسيد الدرامي عبر لغة العيون المميزة للغاية في أدائه، فضلبا عن لغة جسد مميزة للغاية.
قدم (علاء مرسي) عدة أعمال مميزة للمسرح، ومنها: (المليم بأربعة – 1990، جوز ولوز – 1993، طرائيعو – 2002، سندريلا – 2006 – مرسي عاوز كرسي – 2008، الطرطنجي – 2011، كذلك قدم مرسي تجربة إخراجية من خلال فيلم (الحوت الأزرق) والذي تم عرضه في عام 2020 والذي شارك في بطولته الفنانة راندا البحيري، عفاف رشاد، نيرمين ماهر، أحمد سلامة وغيرهم، وحصل على عدة جوائز منها: أحسن ممثل من مسرح الثقافة الجماهيرية وأحسن ممثل في مهرجانات المسرح العربي في أكاديمية الفنون لاعوام متتالية.
صاحب الضحكة المميزة، والإفيهات الطازجة، والمواقف التي لا تنسى، الذي تربع داخل قلوب الجمهور بخفة ظله، وهو الذي يجمع بين مواهب متعددة مثل التمثيل والإنتاج والإخراج، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية الناجحة يشكو حظه العاثر في الحصول على أدوار تناسب موهبته التي يقول عنها: (أنا ممثل عبقرى واللى معترض يخبط رأسه فى الحيط)، وكل الأعمال بالنسبة لي مغامرة، ولقد خضت تجربة الإخراج السينمائي للمرة الثانية، بعد فيلم (بوقه فقارة)، الذي يضم عددًا من نجوم الخليج منهم: (هيا شعيبي وسلطان الفرج وأحمد العونان وشهاب حاجيه وسلطان الفرج ولؤلؤة الملا وغيرهم)، ومستعد لتكرار التجربة من جديد.
ومن خلال مشاهدتي لكل أعماله أستطيع القول بأن (علاء مرسي) لم يستغل حتى الآن على الوجه الأمثل الذي يليق بذكاء موهبة كوميدية وتراجيدية ترقى إلى مستوى النجوم الكبار في تاريخ الفن المصري، وهو ما لخصها في قوله: ما يحدث من احتكار لشركات بعينها واستحواذها على دور العرض ومواعيد نزول الأفلام واقتصارها على أفلام بعينها من إنتاج نفس الموزعين ونفس أصحاب دور العرض هى مصيبة كبرى تجعل من شركات الإنتاج الصغيرة أن تغلق أبوابها، وبالتالي تضيع أحلام موهوبين كثر، وأيضا تغلق أبواب الرزق وأكل العيش لقطاع كبير جدا من العاملين بالمهنة.
وهذا ما حدث في قطاع التلفزيون والأعمال الرمضانية – على حد قوله – فقد تم احتكارها لتدور في فلك شركة واحدة لا تنصف الجميع،لذا أطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا بالتدخل السريع لإنقاذ هذه الصناعة لأنها أمن قومي، و التفكير في تدخل الدولة للإنتاج، وعودة بريق الإنتاج المصري كما كان الحال في سنوات مضت كثيرة، ويجب إنقاذ الاستوديوهات من خرابها وهدمها بمعول الإهمال وأيضا عودة قطاعات الإنتاج مثال (صوت القاهرة وقطاع الإنتاج وقطاع الأفلام التلفزيونية .. الموهوبين كتير والمنتفعين أكثر)، وأنا أنتج بمالي الخاص القليل وأصنع أفلاما بميزانيات معقولة بأعلى تقنية ولم أخسر مليما في فيلم واحد، ولكن أيضا لم أكسب الملايين، ولكن أشبعت رغبتي في التحدي، وأصبحت منتجا وموزعا بجانب عبقريتي في التمثيل دون غرور، ولكن هذا رأيي في موهبتي، ومن لا يرى ذلك يشوف أقرب حيطة يخبط رأسه فيها.
دشن الفنان علاء مرسي، قناة جديدة على موقع (اليوتيوب) الشهير، حيث خصص قناة لـ (فرقة الموهوبين) لمشروعه الذي أطلقه سابقًا، حيث تجمع عدد من شباب الموهوبين بعدد من المحافظات المختلفة والتي بلغت 13 محافظة، وقال الفنان علاء مرسي، إنه قام بتنفيذ فكرة القناة، والتي كان ينتوي تنفيذها بعد انتهاءه من العرض المسرحي (قهوة الفلاسفة)، والذي تم عرضه على مسرح رومانس، وأشار إلى أن هناك عدد من الشباب الموهوب بهذا العرض مثل سعيد عبدالحي، والذي اعتبره اكتشافا جديدا له في عالم الكوميديا وأنه سيكون له مستقبل جيد، مضيفا أن (قهوة الفلاسفة) مليئة بالفنانين الشباب والذين أثبتوا جدارتهم على المسرح، والمسرحية بطولة علاء مرسي، سعيد عبدالحي، كريمة عبدالله، إخراج علاء مرسي.
كان الفنان علاء مرسى، أطلق مشروعه الفنى لاختيار المتميزين في التصفيات النهائية لفرقة الموهوبين للسينما والمسرح، وذلك بقصر ثقافة الشاطبى، حيث يهدف المشروع إلى منح الفرص للموهوبين في التمثيل والإخراج والغناء والإخراج والماكياج، وفى كافة الأعمال الفنية، بعد فترة شهرين تجتاز الموهبة خلالها الورش التدريبية لصقلها بالخبرة والدراسة المكثفة، وفازت محافظة الإسكندرية بنسب التصويت في المسابقة التي ضمت مواهب تمثيلية من 13 محافظة.
وفي النهاية لابد من تحية تقدير واحترام للفنان الكبير (علاء مرسى) صاحب الموهبة الطاغية، لكن طيبته ونقاء سريرته أثرت عليه في عمله، موضحا: (الفن والإبداع ده حاجة، وممارسة المهنة حاجة تانية، ممارسة المهنة فيها مشاكل نفسية وصراعات ومنافسة، وبالتالي دي متنفعش مع الطيبة)، مشيرا إلى أن (الطيب في هذه المهنة يخسر، وهو خسر لأنه جامل بعض الفنانين على حساب نفسه، وخسر مكانة أفضل يمكن أن يكون بها، وخسر البطولة المطلقة بسبب المجاملات)، ومن هنا نلفت نظر صناع الدراما المصرية من منتجين ومخرجين ضرور الالتفات إلى العملات النادرة في التمثيل على مستوى الأداء الكوميدي الصادق والتراجيدي مثل (علاء مرسي) الذي يملك طاقة هائلة لم تكتشف بعد .. متعه الله بالصحة والعافية وأضاء له معالم الطريق الصعب في الفن المصري الحقيقي الذي يخاطب القلب والعقل والوجدان .. وأخيرا: هل من نظرة أخرى للعملاق علاء مرسي.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.