رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب : (باشتقلك ساعات) .. الصدمة الأكبر !

بقلم : محمود حسونة

قال الفنان الكبير نبيل الحلفاوي كلمته بشأن عاصفة الشذوذ التي تجتاح العالم وتسيطر على صناعة الدراما والسينما، وتشوه الفن الذي اعتدناه جميلاً حتى عندما يناقش القبح الاجتماعي والسياسي، ولعل أبلغ وسيلة للتعبير عن الرأي في هذه القضية هى الاقتباس ممن يصرون على فرضها على العالم، اقتباس يفضح كيف تسللت هذه الظاهرة داخل مجتمعاتهم وتمكنت منهم، ولأنهم لا يريدون الغرق في الوحل وحدهم يسعون لإغراق العالم كله معهم خشية أن يأتي عليهم يوم يكونوا في ذيل الأمم بعد أن تسيدوا الدنيا واستعمروا الدول والشعوب سياسياً واقتصادياً وفكرياً.

الفنان نبيل الحلفاوي أعلن موقفه من خلال كلماتهم، وأطلق عبر صفحته على تويتر صرخة تحذيرية من عواقب تسلل الشذوذ إلى مجتمعاتنا عبر السينما والدراما حتى تصبح هذه الفئة صاحبة الكلمة العليا عندنا بعد أن أصبحت صاحبة الأمر والنهي عندهم، تفرض إرادتها على الجميع، إبتداءً من الفنانين والمثقفين والإعلاميين، وليس انتهاءً بالساسة ومنظمات المجتمع المدني وهيئات للدفاع عن حقوق الانسان.

جدل محتم في كنائس أوروبا حول تعريف وتوصيف المثلية

صرخة نبيل الحلفاوي تمثلت في فيديو نشره على صفحته على تويتر لإحدى الشخصيات الأجنبية، دون أن يضيف عليه أي تعليق؛ والفيديو يختصر بضع كلمات من أحد المنزعجين من انتشار الشذوذ، كاشفاً عن تطور الموقف المجتمعي والرسمي من هذه الظاهرة المتمردة على الفطرة التي فطر الله عليها خلقه، والمتحدث (الأمريكي) في الفيديو يلقي كلماته من على منصة ندوة أو مؤتمر رسمي، وفيه يقول (قبل أيام تحدثت مع رجل قال أنه ينوي الرحيل، قرر أن يهاجر وترك هذا البلد.. فسألته لماذا تريد أن تهاجر، قال بسبب الشذوذ.. فقلت له ما الذي تتحدث عنه.. فقال، قبل 300 سنة كانت عقوبة الشذوذ الإعدام بالشنق أو بالإغراق، وقبل 100 سنة كانت العقوبة الإعدام شنقاً، وقبل 50 سنة كانت الجلد و20 سنة سجناً، وقبل 20 سنة أصبحت العقوبة 200 جنيه غرامة والسجن سنتين، وقبل 5 سنوات أصبحت العقوبة غرامة بسيطة وإعفاء، إفراج مع تعهد.. فقلت له ولماذا أنت ذاهب إذاً؟.. فقال سأرحل قبل أن يجعلوا الشذوذ إجبارياً!.. وانتهى الفيديو على تصفيق حاد من الحضور.

حسب أحد المعلقين على تغريدة الحلفاوي فإن هذا الفيديو يعود إلى العام 1970، ومنذ هذا التاريخ وحتى اليوم حدثت الكثير من التطورات على هذا الموضوع الذي كان العالم كله يعتبره (العيب الأكبر)، وكان الأطباء النفسيين والعلماء يعتبرونه سلوكاً مشيناً ناتجاً عن انحراف نفسي، ومثلما تناقصت العقوبة بالتدريج وتغيرت المواقف، تزايدت مكاسب هذه الفئة المنحرفة بالتدريج، وبعد أن أصبح متاحاً للرجل أن يتزوج الرجل، ومن حق المرأة أن تعاشر المرأة، تدرج الأمر حتى أصبح الشاذ وزيراً، ورئيساً تنفيذياً لشركات عالمية كبرى، وأصبح يتباهى بشذوذه، بعد أن بحثوا له عن مسمى أكثر تهذيباً وهو المثلية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل صار حقاً من حقوق الإنسان، ومن يناهضه يعاقب، ومن يرفضه يصبح منبوذاً.. باختصار أصبح إجبارياً، كما توقع هذا الشخص الذي قرر الهجرة من تلك البلاد التي اعتبرها العالم موطن الحرية، حتى أصبحت هذه الحرية وبالاً على الإنسانية، والتشدق بها أصبح وسيلة لهدم القيم والأخلاق والاعتداء على مبادئ الديانات السماوية.

العلاقات الشاذة يسمونها في الغرب مثلية

اليوم جاء الدور علينا، وتم رصد أضخم الميزانيات لمن يساهم في فرض هذا القبح على مجتمعاتنا، حتى نتجرعه ونقبل به واقعاً ونصفق لكل شاذ ونؤدي له التحية، فمنصات العرض العالمية فرضت وجود مساحة للشواذ في العمل الفني كشرط لتمويله أو إنتاجه أو عرضه عبرها، وعلى كل حالم بأن يكون له مكان في هذا العالم الجديد أن يبحث عن سيناريو شاذ ليقدم به عمله الشاذ فيراه العالم كله عبر منصة مثل نتفلكس التي تمدد عدد مشتركيها إلى 195 دولة، والمهرجانات السينمائية الكبرى وضعت الشذوذ شرطاً للأفلام التي تقبل عرضها بل وتمنح صناعها جوائز، وشركات الإنتاج العالمية اعتبرت دعم الشواذ شرطاً لتمويل الأفلام العربية الباحثة عن مموّل أجنبي، ومنظمات حقوق الإنسان تعتبر أن أي مساس بحقوق الشواذ هو اعتداء على حقوق الإنسان، وقريباً ستربط الدول والمؤسسات المانحة للمساعدات والمقرضة للدول منحها وقروضها بحقوق الشواذ.

الرجل الذي حاول الهروب من قلعة الحرية قبل أن يصبح الشذوذ إجبارياً كان صاحب رؤية بعيدة المدى، فقد أصبح في بلاده القبح إجبارياً، ولكن ما غاب عنه أنهم لن يتركوا مكاناً على الأرض إلا وسيكون فيه الشذوذ إجبارياً، طالما أن جميع دول العالم فيها ضعاف نفوس وساعين للشهرة والمال بصرف النظر عن الثمن.

باشتقلك ساعات.. فيلم مصري يصنع أزمة أكبر

بعد فيلم (أصحاب ولا أعز) تأتينا الصدمة الأكبر من خلال فيلم (باشتقلك ساعات) وهو إنتاج مصري لبناني ألماني، من سيناريو وإخراج المصري محمد شوقي حسن، ولأنه عن الشذوذ فقد فتح له مهرجان برلين أبوابه، وستفتح له المنصة إياها أبواب عرضه عالمياً خلال مارس.

الفيلم حسب من ساعدوه لا يكتف فقط بتقديم شخص شاذ بين أبطاله مثل (أصحاب ولا أعز) ولكنه يتمحور حول العلاقة بين ثلاثة من الشواذ، اثنين منهما تربطهما علاقة حب، والثالث يشعل نار الغيرة بينهما.

وصل الأمر إلى حد مناقشة الغيرة بين الشواذ على شاشاتنا، وليس غريباً أن الفيلم يشارك فيه فنانون من دول عربية مختلفة، وناطق بلهجات عربية مختلفة حتى لا يثير غضب شعب واحد، وأيضاً ليقول أن الأمر يمسنا جميعاً، وعلينا التسليم والاستسلام.

رغم كل ذلك سيظل الخير في هذه الأمة إلى يوم الدين، وستظل القيم جزء من بنائنا الانساني، وسيظل الالتزام بتعاليم السماء نهج للغالبية، ولن يتمكن الشواذ منا، وسنظل لهم محتقرين ومنهم مشمئزين مهما صنعوا من أفلام وعرضوا علينا من دراما، وهددونا بسلاح حقوق الإنسان الذي أصبح مفضوحاً أمام الجميع.. إنما عار علينا أن ينتمي لنا أشخاص يصنعون هذا القبح وبيننا نقاد يدافعون عنه، وكلهم سيلفظهم المجتمع عاجلاً أم آجلاً، ولن يعود الزمن إلى أيام سيدنا لوط ليقال لمن يرفضون الشذوذ والقبح والاعتداء على الفطرة الإنسانية (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).

mahmoudhassouna2020@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.