بقلم علي عبد الرحمن
لايوجد تحت الشمس إعلام منفلت كإعلامنا ولا مقدمي برامج يستفزون شعبهم مثلنا ولا بث بلا ضوابط كعندنا، فإعلامنا عاق بلا أب ورسائله فيها سم قاتل ومن إنفلاته ماقتل وفرق وأغضب، وأتعجب من كل القوانين واللوائح والتشريعات التي صدرت بخصوص الإعلام دون تطبيق!!!، وأتساءل أين المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام والهيئة النقابة، فكلما سكن المجتمع لينعم بما يتحقق من أحلام طال انتظارها حتي نجد روبيضة تفجر لغما في وجه المجتمع دون أدني دخل له في موضوعه المذاع.
فبدلا من أن يؤدي الإعلام دوره في الإخبار والتثقيف والرصد والأرشفة وزرع الأمل ونقل حقيقة ما يتحقق، ترك الإعلام دوره ودخل يلعب أدورا أخري لاصلة له بها أصلا، فقد ترك مجتمعه يصنع إعلامه ترك رئيسه يبث رسائله وترك ريادته وقوته الناعمة منبطحا وأدخلنا إعلامنا الأغبر في قضايا تشق الصف وتهز السلم المجتمعي تفرق ولا تجمع، فدخل في انفلات لا يحاسبه أحد، فتارة يتنمر علي من يقرأ القرآن في الصيدلية ولست أدري لماذا الصيدلية، ثم خانة الديانة والبطاقة، ثم التشكيك في سير الصحابة، ثم تقرير هل يدخل عالمنا الجليل مجدي يعقوب الجنة، ثم التطاول علي شيخ الأزهر، وصولا إلي المايوه كلباس شعبي لنساء الصعيد وكأنهن مقصودات بإلإساءة، فتارة عن الرضاعة من ثدي غير نظيف وتارة ذوات المايوه!.
وبعيدا عن هذا التطاول الفج وهذه الفتاوي التي تفرق وعن صميم رسالة الإعلام، بالله عليكم ماذا أضافت موضوعاتكم هذه لأهل مصر وإعلامها وريادتها؟، وهل راقب المجلس الأعلى هذه الأصوات؟، وهل قامت نقابة الإعلاميين بدورها؟، وهل تحرك أحد سوي من ناله بعضا من الإساءة والتنمر؟، وماذا ينتظر أهل الحل والعقد في الإعلام لنري حراكهم؟، وهل تنقصنا تشريعات أم تطبيقها؟، وهل نحتاج أكثر من مجلس أعلى وهيئات ونقابات وغابة من التشريعات أم ماذا نحتاج حتي ينضبط هذا المشهد المنفلت المنفصل عن شعبه؟، وهل أصبح دور الإعلام الطعن في الرموز والثوابت؟، وهل تم تكليف الإعلام بشق الصف بين طوائف مصر؟، وهل أقسم القائمون عليه بغض البصر عما يصدر يوميا من اعلامنا، أم إن ترك الإعلام دون محاسبة جعله مفرقا ومخطئا ومتجاوزا.
وهل ترك الإعلام منبطحا بعيدا عن حراك وطنه وفقد ريادته وهزلية مايقدمه عله يبحث عن دور غير الإعلام ليشتم ويتطاول ويفتي ويحرض يفرق،أي إعلام هذا!!!، وأي دور للمجلس الأعلي؟، وأي مجهود لنقابته؟، وأين تشريعاته وضوابطه؟، وأين أبو الإعلام وأمه وأين مواثيق شرفه وأين قسمه، يا أيها الإعلام، يا أيها القائمون عليه، يا أهل الإعلام وخاصته حرام عليكم الوطن وحرام عليكم أهله وحرام عليكم أعراضه ورموزه حرام عليكم فراغ عقولكم وحرام عليكم موضوعاتكم، بل وحرام عليكم عملكم بالإعلام أصلا.
ألا تعلمون مايحدث في مصركم ولا تعلمون حاجة شعبكم؟، ألا تدرون ماذا يدور حولنا؟، ألا تشغلكم ريادتنا المتراجعة؟، ألا تغيرون من جودة إنتاج من حولنا؟، ألا تستحون من تقوقعكم وسوء رسائلكم؟، ماذا نفعل؟!، حوار مجتمعي أقمناه لعام ونصف وتشريعات منتقاه تم إصدارها ومجلس وهيئات ونقابه ولجان واجتماعات وبدلات تصرف!!!، فماذا أضاف ذلك لإعلامنا؟، ولماذا الصمت الرهيب منكم؟، ولماذا يستمر هؤلاء أصلا في مواقعهم؟، هل تنتظرون أن يسحل الشعب شاتميه؟، أو أن يطحن مفرقيه؟، أو أن يصنع إعلاما بديلا أم يوثق إنجازه أو يصور أماكنه الجديدة أم ينتج شيئا صالحا كبيرا؟، وهل تدفعون شعبكم لأن يدير ظهره للإعلام أم يعتمد علي إعلام عابر للحدود؟، ولماذا ننفق المليارات عليكم؟، ولماذا تتقاضون الملايين؟، هل لتفرقوا بيننا أم لتتركوا غيرنا يتفوق ونتراجع نحن، أم مللتم أدواركم فتقمصتم دور المفتي والمؤرخ والناقد والشتام والسباب والمتطاول.
ماذا تنتظر أيها المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام غير المنظم؟، وماذا تنتظري أيتها النقابة؟، ولماذا أصدرنا هذه التشريعات أليست لتنظيم المشهد وضبطه؟، ومالي أري المشهد يزداد انفلاتا وتجاوزا، فإما يعود للإعلام دوره وللإعلامي تخصصه وللشاشة بريقها وللمجلس تنظيما وللنقابة محاسبة ولمصر ريادتها ولشعبها رضاه وإحترامه أو ليذهب كل ذلك إلي حيث آتي، ولله أمر مصر وشعبها وريادتها وجودة إنتاجها، وللإعلام المنفلت رغم التشريعات والمجلس والهيئة والنقابة والمسئولية المجتمعي، رب يهديه، وحسبنا الله وكفى وتحيا مصرنا الصابره على إنفلات إعلامها وتقاعسه، ويحيا أهلها الصابرون علي تجاوز إعلامهم وتطاوله، وعذرا لكل رمز أو شريحة من مجتمعنا أوجعها إعلامنا بجهله وفراغه وروبيضته ورعونة بعضا من إعلامييه.. حمي الله مصر وأهلها..آمين.