سر تجمع (أنور وجدي وزكي رستم ومنير مراد وحسن الصيفي) في مشهد
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو (سيلفي) بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) ننشر صورة رائعة لمجموعة من العمالقة الذين أسعدونا بفنهم الخالد، سواء كتمثيل أو موسيقي أو إخراج، الصورة في كواليس فيلم (بنت الأكابر) سيناريو وبطولة وإنتاج وإخراج صانع البهجة (أنور وجدي)، وحوار العبقري (أبوالسعود الأبياري) وبطولة كوكبة من النجوم في مقدمتهم سندريلا السينما الغنائية (ليلى مراد) وشاركها البطولة (زكي رستم، سليمان نجيب، إسماعيل ياسين، زينات صدقي، محمد كامل، محمد عبدالمطلب، إبراهيم حمودة).
وتجمع الصورة التى ننشرها بين (أنور وجدي) واثنين من مساعدي الإخراج له فى هذا الفيلم وهما (حسن الصيفي)، والفنان (منير مراد) الذي عمل مساعدا للإخراج في العديد من الأفلام قبل أن يتحول إلى التلحين، ويبرع في مجال الأغنية الاستعراضية والخفيفة، ومعهم العملاق (زكي رستم) وعامل الكلاكيت، واثنين من عمال الأضاءة.
وهذا الفيلم كان من المقرر أن يقوم بإخراجه المخرج (حلمي رفله) كما جاء في مجلة (الفن) عام 1951 لكنه اختلف مع المنتج والفنان (أنور وجدي) على الأجر، فتولى إخراجه (أنور وجدي)، ويأتي فيلم (بنت الأكابر) وكأنه صورة مقلوبة أو معكوسة – كما يقول الناقد الراحل محمد عبدالفتاح – لفيلم (ليلى بنت الفقراء) أول تجارب (أنور وجدي) في التأليف والإخراج.
وإذا كان ابن الأكابر في (ليلى بنت الفقراء) قد أحب فتاة من عامة الشعب من حي السيدة زينب ففي (بنت الأكابر) يحدث العكس وتنقلب الآية ولا يحدث تغيير كبير في المضمون أو مجرى الأحداث فالحب ينتصر على الفوارق الطبقية، واستسلام الطبقة الأرستقراطية لهذا الحب عندما تجد نفسها تقف وحيدة ضد التيار، ويأتي التغيير فجأة رغما عنها وأن تحججت باقتناعها بالتطور الذي يجري في المجتمع بعد أن وجدت نفسها قد تفقد كل شيئ لو استمرت على موقفها رغم عنادها الشديد في أول الأمر.
فالنجم (أنور وجدي) لم يكن ذا موهبة عالية في الكتابة السينمائية ولكنه كان قادرا على صياغة أفكاره ببساطة، لذلك كان يعيد صياغة فكرة وحيدة لديه من خلال التوافيق والتباديل وتبادل الشخصيات الرئيسية لأدوارها وزرعها في بيئات مختلفة، وأن يعيد تيمة السندريلا التى تقع في حب أمير ينقذها من حياة الفقر والشقاء إلى حيث الثراء والغنى ويعكس الفكرة فيقدم الفتى الفقير الذي تقع في حبه فتاة ثرية دون أن يعرف بثرائها، وفي جميع الحالات ينتصر الحب ويتغلب على كل الصعوبات سواء بمعركة أو بالمنطق والمناقشة أو تغير ظروف المجتمع الواقعي كما في فيلمنا (بنت الأكابر).