رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكرى ميلادها تعرف لأول مرة على سر حقيقة جنون  (ليلى مراد) في فيلم (ليلى) !

ليلى في بدايتها الفنية

كتب : أحمد السماحي

الأساطير لا تموت، ولا تذبل، ولا ترحل عن عالمنا أبدا، و(ليلى مراد) أسطورة فنية عربية بدأت مبكرا وأعتلت القمة مبكرا وأعتزلت مبكرا، أدارت ظهرها للمجد والأضواء وأختارت الحياة الهادئة وتربية ولديها (أشرف أباظة، وزكى فطين عبدالوهاب) والهدوء والمشي على كورنيش نيل جاردن سيتي، لكنها لم تختر أبدا الجلوس والتربع على عرش العقول والقلوب على امتداد الأرض العربية فالجماهير هى من اختارتها بملء الإرادة، لذا تحولت من مجرد مطربة جميلة الصوت وممثلة رائعة الوجه والتعبير إلى أسطورة من أساطير الفن العربي الجميل.

اليوم نحيي ذكرى ميلاد هذه الأسطورة الـ 104 وبالرجوع إلى عدد مجلة (الكواكب) رقم 337 الصادر بتاريخ 14 فبراير عام 1956، الموافق 2 رجب 1357 وجدنا فيه تقرير صحفي تحت عنوان (أدوار أحببتها) تتحدث فيه هذه القيثارة النادرة عن ذكرياتها في ثلاثة أفلام تعتز بها فتعالوا بنا نقرأ ماذا قالت؟! ….

مع الموسيقار محمد عبدالوهاب في أول أفلامها (يحيا الحب)

يحيا الحب

إن الأدوار التى تمثلها الفنانة على الشاشة تشبه إلى حد بعيد أولادها فهي لا تستطيع أن تفرق بينها في الحب فتمنح أحدها قدرا أكثر من الآخر، ورغم الحيرة التى أجد نفسي فيها عندما أحاول المفاضلة بين أدواري، فأنني أشعر بشعور خاص نحو دوري في فيلم (يحيا الحب)، ولعل سبب هذا الشعور، هو أن هذا الدور هو أول أدواري التى مثلتها على الشاشة، وكان بطل الفيلم المطرب الأستاذ (محمد عبدالوهاب)، وكنت مثل كل فتاة تشتغل بالفن أتمنى لو اتيحت لي فرصة العمل بالسينما، فقد كانت هذه الأمنية تداعب خيالي رغم مكانتي التى اكتسبتها كمطربة.

ومن أجمل ذكرياتي عن هذا الدور، ما حدث يوم ذهبت لأول مرة إلى استديو مصر لأبدأ العمل، كان اليوم الأول فى هذا الفيلم يوما خالدا في حياتي، كان المخرج (محمد كريم) قد طلب مني أن أسير على رجيم خاص حرصا على وزني ورشاقتي، وبالغت أنا في تنفيذ تعليمات المخرج فامتنعت عن تناول أي شيئ من الطعام قبل بدء العمل بخمسة أيام، وعشت على عصير الفواكه، وكانت فرحتي بالعمل تنسيني متاعب الجوع، وفي اليوم الأول كانت الفرحة قد ملكت علي كل شعوري، فنسيت حتى تناول عصير الفواكه.

واندمجت في العمل، ولكنني لم أحتمل الأرهاق الشديد فسقطت في المساء مغشيا علي بسبب التعب والجوع، وأجريت لي الأسعافات ونقلت إلى البيت، وقرر المخرج تأجيل الجزء الخاص بي حتى أسترد صحتي، ولكنني غادرت البيت في صباح اليوم التالي رغم محاولات أهلي وذهبت إلى الاستديو لأستأنف نشاطي.

فيلم (ليلى)

ليلي

بعد هذا الفيلم مثلت عدة أدوار سينمائية، كان النجاح فيها حقيقي كممثلة وكمطربة، ثم جاء فيلم (ليلى) الذي اقتبست قصته من القصة المشهورة (غادة الكاميليا)، وكان هذا الدور من الأحلام التى أتمنى تحقيقها، فإن دور البطلة فى هذه القصة العالمية  اشترك في تمثيله عدة ممثلات في المسرح والسينما، وكل منهن حازت من النجاح ما قفز بها إلى صف الشهيرات الخالدات، وعكفت على دراسة الدور وقراءة القصة بالفرنسية وبالعربية حتى درست القصة دراسة تامة ومثلت الدور على أكمل وجه يرضيني كفنانة.

ثم حدث أن أصبت بمرض اضطررت بسببه إلى دخول إحدى المستشفيات، ولما كان منتج الفيلم قد انفق عليه ميزانية ضخمة فقد بحث وسيلة جديدة للدعاية عن الفيلم، وهداه تفكيره إلى استغلال وجودي فى المستشفى ليشيع عني اشاعات كثيرة، أهمها إنني أصيبت بالجنون، وفوجئت ذات يوم بخبر فى احدى الصحف يقول إنني أعاني مرضا خطيرا، واتصلت بمدير التحرير الذي أكد لي أن الخبر إعلان صريح ولا دخل لقسم التحرير، فاتصلت بالمنتج الذي كذب أقوال مدير التحرير، وفي اليوم التالي قرأت خبرا مماثلا فى إحدى المجلات فجن جنوني من هذه الدعايات الكاذبة،  وكنت قد تماثلت للشفاء فغادرت المستشفى في أول يوم لعرض الفيلم وذهبت إلى دار السينما وحضرت جميع الحفلات لأكذب هذه الدعايات الملفقة.!

مع بشارة واكيم في (ليلى في الظلام)

ليلى في الظلام

ما زلت أذكر أيضا دوري في فيلم (ليلى في الظلام) وكنت أقوم بدور فتاة فقدت بصرها وتحاول أن تخفي هذا العيب عن الرجل الذي أحبته، ورغم الصعوبات الفنية الشديدة التى تلاقيها الممثلة في مثل هذا الدور، ورغم المتاعب التى صادفتها أثناء التمثيل فإنني أعتز بهذا الدور اعتزازا كبيرا لا لأنني أجدت تمثيله فحسب بل لأنه أيضا من الأدوار التى تتوق إلى تمثيلها كل ممثلة على ثقة بمواهبتها الفنية، وأذكر أنني كنت أندمج في التمثيل إلى حد أنني كنت أعود إلى بيتي فأسير وأتكلم وأتناول الطعام كما تتصرف فتاة فقدت بصرها.

هذه بعض ذكرياتي عن أدواري وأرجو أن لا يفهم القارئ أنني حين تحدثت عن ثلاثة أدوار فقط، هى التى أعتز بها لا فأنا أعتز بكل أدواري في السينما لأنها جزء من كياني الفني.

في أوج تألقها

ملحوظة

لم تذكر نجمتنا الكبيرة (ليلى مراد) أي أفلام أخرجها لها زوجها الفنان (أنور وجدي) من أهمها تحفتها النادرة (غزل البنات) لأنها في هذه الفترة كانت متزوجة، ويبدو أنها أحبت أن تحافظ على شعور زوجها فى هذا الوقت المخرج (فطين عبدالوهاب).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.