كتب : أحمد السماحي
صفحة من صفحات البطولة المصرية عبر حادثة شهيرة ترجع إلي الوراء حوالي 116 عاما، يستعد النجم الكبير (أحمد ماهر) فارس الدراما المصرية هذه الأيام لإعادة خروجها للنور مرة أخرى بعد أن قدمها عام 2005، والغرض من إعادة تقديمها أن ترى الأجيال الجديدة هذه الصفحة المشرفة من خلال مسرحية (المحاكمة) تأليف المبدع الكبير (يسري الجندي)، إخراج عباس أحمد، والحادثة الشهيرة هى (حادثة دنشواي) التى هزت الدنيا بحالها، وأيقظت الضمير العالمي من سباته العميق، وفتحت لقرية (دنشواي) بابا تطل منه علي التاريخ!
ففي الثالث عشر من يونيو من عام 1906 وفي عز الظهيرة انطلقت رصاصات إنجليزية زرقاء تطارد الحمام في أبراجه، فأصابت صدر إحدي الأمهات، واشعلت النار في أجران القمح، وهم الرجال للدفاع عن حرماتهم، فغرقت (دنشواي) في بحر من الدم، والشنق والجلد علنا للرجال في حفل شكسبيري مهيب، المتفرجون فيه الأمهات والزوجات والأطفال! وكتب عنها في وقتها الكاتب الانجليزي الساخر الشهير (برنارد شو) قائلا: هذا يوم عار علي بريطانيا العظمي!
فارس الدراما المصرية (أحمد ماهر) أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بإعادة هذه الملحمة الوطنية المهمة مجددا للنور، خاصة أنها لأحد أساطين الكتابة المسرحية والدرامية المبدع الكبير (يسري الجندي)، وإخراج المتميز بقوة (عباس أحمد) الذي سبق وتعاون معه من قبل في واحدة من روائعه المسرحية وهي (القرد كثيف الشعر)، وما يضاعف من سعادته أنه يجسد شخصة (زهران) كبير الشهداء الذي استشهد ضحية موقفه الوطني النبيل.
وعن الجديد الذي ستقدمه له مسرحية (المحاكمة) وهو الذي جسد على مدى مشواره العديد من الشخصيات الوطنية والنضالية والتاريخية والتراثية المهمة مثل (عرابي زعيم الفلاحين، النديم، سليمان الحلبي، جنكيز خان، موسى بن نصير، دياب ابن غانم، عقبة بن نافع، قارون، شهريار) وغيرها قال: ستضيف (المحاكمة) الكثير والكثير على المستوى الفني والإنساني، ومساحة تمثيلية لا شبيه لها فيما قدمته من الأدوار المهمة التى ذكرتها.!
وأضاف: يكفيني فخرا أن أهالي شخصية (زهران) جمعوا من قرية (دنشواي) قائمة بأسمائهم في وثيقة وقعوا عليها بالدم، ألا يلعب أحد غيري هذه الشخصية، وهذه الوثيقة عندي وفي حوزتي.
وصرح أنه ابتعد عن الدراما مؤخرا لأن ما يعرض عليه من أعمال درامية أقل بكثير مما قدمه من أعمال مهمة في سجل الدراما المصرية والعربية لكبار الكتاب والمخرجين والأبطال، وآخر ما عرض عليه كان منذ أيام قليلة ورفضه لأنه أدنى بكثير مما قدم.
جدير بالذكر أن عرض (المحاكمة) سبق وقدمه نجمنا الكبير (أحمد ماهر) مع الفنانة الراحلة ليلى جمال، عام 2005، وأقيم في متحف (دنشواي) أمام المشانق الحقيقية التي أعدم الإنجليز عليها أبطال دنشواي، ويومها وعقب انتهاء العرض صعد أهالي القرية إلي المسرح، والتفوا بشكل حميمي مليئ بالحب حول (أحمد ماهر) الذي خرج من بينهم بصعوبة.
