بقلم : علا السنجري
رغم غرابة نوع المسابقة للحصول على منصب نائب المدير، ومشاهد الرعب ليست من النوع المعتاد لدينا في الدراما المصرية أو العربية ، إلا أنني شاهدت الحلقة الثانية بعنوان: ( فرصة ) من سلسلة مسلسل ( خارج السيطرة ) بلا ملل.
تبدأ الأحداث بوصول كل من هاني وزوجته وشريف وزوجته أمام قصر توفيق المدير العام لاحد الشركات الكبرى ، حيث قام بدعوتهم على العشاء مع زوجته.
لكن القصر يعطيهم انطباع إنه مسكون، و مما يجعل زوجة هاني غير مرتاحة، لكنها تقف إلى جوار زوجها ليحصل على المنصب، يوضح المشهد الأول الفرق المادي بين كل من هاني وشريف من خلال نوع السيارة التي يقودها كل منهم، كما يوضح طبيعة شخصية كل منهم، نجد (شريف) وصولي ولا يمانع من النفاق ليصل إلى ما يريد، على عكس هاني الذي يعتمد على خبراته وقدراته .
في الداخل تقابلهم زوجة المدير (كاميليا) ثملة بمظهر غير الذي تظهر به على العشاء، وتوفيق يفاضل بين كل من (هاني وشريف) طول الوقت ليقرر من يأخذ المنصب .
كل الأحداث تدور بأداء مميز من كل الفنانين المشاركين في العمل ،حيث نجحوا في جعل المشاهد يشعر إنه يشارك في تلك المنافسة بين (هاني وشريف)، لتأتي النهاية غير متوقعة، وربما صادمة تجعله يتساءل (كيف حدث هذا ؟!).
نبدأ بالرائعة سوسن بدر، صاحبة الأداء السلس لمختلف الشخصيات مهما كانت معقدة وصعبة التفاصيل، في هذه الحلقة تقدم شخصية (كاميليا)، سيدة ثرية، أرستقراطية لا تستطيع أن تعرف إذا كانت شخصية صادقة أم لا؟!، وهل تكره زوجها أو لا؟، لنكتشف أنها كانت تتسلى مع زوجها في هذه المنافسة .
(حسن الرداد) في أول ظهور الحداد في دور متميز ليظهر الشخصية ذات الخبرة و في منافسة مع زميله الوصولي.
(محمد شاهين) في أدواره الأخيرة يثبت وصوله قمة النضج الفني، وامتلاكه جوانب الشخصية التي يقدمها، وفي هذه الحلقة يقدم مباراة رائعة من الأداء مع (ميس حمدان) لتقديم التنازلات للوصول لما يريد كل منهم .
(سمر علام) قدمت دور الزوجة التي تقف بجوار زوجها لتثبت قدرته على النجاح دون نفاق، لتأتي في النهاية بسؤال: هل الوظيفة أهم من الزوجة؟، تصدم الجمهور توليها المنصب .
يقدم (كامل الباشا) في أول عمل له باللهجة المصرية التي أتقنها غير متاثر بلهجته الأصلية دور توفيق الثري، الذي يطلب من الموظفين لديه الخضوع لمسابقة لاختيار نائب له في الشركة، حتى يصل إلى المرحلة النهائية، ليظهر أن الاختبار على الاختيار بين الوظيفة أو الزوجة، ليتضح من خلال الأحداث إنه كان يتسلى بلعبة مع زوجته، التي تتوافق تمامًا معه في الأفكار، حيث يضعان الناس تحت اختبارات فيها تشويق وإثارة كنوع من إثبات تحكمهم من خلال المال والسلطة .
ساهمت الموسيقى التصويرية لـ (تامر كروان) في إظهار مشاهد التشويق، كذلك التصوير له الدور الأكبر في خلق مناخ المنافسة تحت قيادة المخرج (أحمد خالد).
الفرصة يعتبر فرصة رائعة للأعمال التي تدور حول فكرة الرعب بشكل غير تقليدي، تبدأ بعلامة استفهام و الإجابة عليها تأتي في اللحظة الأخيرة، مما يجعلك تنسى إنه منقول من عمل أجنبي.