* حسين فهمي رفض دور (عبدالله بهنس) فتم استبداله بالمبدع صلاح قابيل.
* بسبب انتقاد الضباط الأحرار رفضت (معالي زايد) بطولة الفيلم، فتم استبدالها بالنجمة (ليلى علوي).
* إحسان عبدالقدوس أكد من خلال (يا عزيزي كلنا لصوص) أن ثورة يوليو 1952 قد خلقت ملوكا جددا بدلا من ملك واحد!
كتب : أحمد السماحي
رحل عن حياتنا قبل يومين المخرج السينمائي المبدع (أحمد يحيي) الذي عالج في أفلامه مجموعة من القضايا الإجتماعية والسياسية التى يعاني منها المجتمع المصري بكافة طبقاته، وهذا الأسبوع اخترنا لكم من واحد من أهم أعماله وهو فيلم (يا عزيزي كلنا لصوص)، الذي أكد من خلاله مؤلفه الروائي الكبير (إحسان عبدالقدوس) أن ثورة يوليو 1952 قد خلقت ملوكا جددا بدلا من ملك واحد، وكان يعني بالملوك الجدد الضباط الأحرار الذين استولوا على خيرات الطبقة الحاكمة والأرستقراطية بحجة التأميم وإعادتها للشعب، فأعادوا بعضها واستولوا على الآخر.! فصاروا هم الأثرياء والبديل أو الأمتداد الطبيعي لطبقة النصف في المائة التى كانت موجودة أيام الملكية.
وأوضح (إحسان عبدالقدوس) هذا صراحة في قصته حيث جعل والد (مرتضى) من الضباط الأحرار، واستطاع بنفوذه أن يستولي على بعض الثروات التى كانت مملوكة للطبقة الحاكمة، مثل (البروش) الماسي المملوك لإحدى أميرات البيت الحاكم السابق، الذي يهديه لعروس ابنه، ويسخر أحد الحضور من الهدية في الفيلم ويقول : (أليس هذا البروش هو بروش الأميرة خديجة)! كما استولى على فيلا مصر الجديدة بسعر زهيد، باستخدام النفوذ والسلطة، وعاش لصا في ثوب ضابط من الضباط الأحرار، فورث عنه ابنه (مرتضي/ محمود عبدالعزيز) تلك اللصوصية، واستخدمها بمهارة وذكاء، وترجم المخرج الراحل (أحمد يحيي) كل هذه التفاصيل بمهارة شديدة.
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من اللصوص تآمروا على بعضهم، وأوقعهم القدر في طريق واحد حتى يقضي كلًا منهم على الآخر، يتصيدون الأخطاء لبعضهم ويتلصصون، ويسرقون الأوراق والمستندات التي تدين كل واحد منهم في ظن منهم أن العدالة ستقف بجانب من يبلغ أولًا عن اللص الآخر.
يتناول الفيلم جزءا من حياة (مرتضى السلاموني/ محمود عبد العزيز)، الشاب المستهتر العابث الذي يعتمد على نفوذ وسلطة والده الوزير المرتشي الذي فُضح أمره وتم فرض الحراسة على ممتلكاته ومات بحسرته، في هذه الفترة لم يجد (مرتضى) مأوى له سوى منزل والده في الريف، يعاني الفقر بعد أن أنفض الناس من حوله وأولهم زوجته، وفي الريف يقابل (عبدالرازق الخولي/ عبدالله فرغلي) الذي ينفق عليه نظرا لجميل والد (مرتضى) عليه، وفي ليلة ألقى القدر في طريقه مجموعة من اللصوص وقام بمصادقتهم لاستغلالهم في الاستيلاء على خزنة (عبدالله بهنس / صلاح قابيل) الرجل الثري الفاسد الذي يستغل سلطته بطرق غير مشروعة للحصول على الصفقات ذات المكاسب الكبيرة.
وبالفعل يسرق الحرامي (محروس/ سعيد صالح) خزانة (بهنس) ويحضر لـ (مرتضى) المال والأوراق، فأخذ (مرتضى) الأوراق التي تدين (بهنس)، فقام كلًا منهما بملاعبة الآخر في محاولات القضاء على بعضيهما، وتتصاعد الأحداث مع زواج (مرتضى) من (بسمة/ ليلى علوي) ابنة (عبدالرازق الخولي) التى تغير من سلوكه.
…………………………………………
كواليس :
في الجزء الثالث من كتابه (حياتي في السينما) كشف الكاتب والسيناريست الراحل (مصطفى محرم) بعض كواليس فيلمه (يا عزيزي كلنا لصوص) حيث كتب قائلا : إن العمل تم عرضه فى البداية على الفنان الكبير (حسين فهمي) ليقوم بمشاركة (محمود عبد العزيز) فى بطولته إلا أنه اعتذر، وتم ترشيح الفنان (صلاح قابيل) بدلًا منه .
أما دور (بسمة) ابنة (عبدالرازق الخولي) الذى قامت بتجسيده الفنانة (ليلى علوي) كان من المقرر أن تقوم بتجسيده الفنانة (معالى زايد) والتى اعتذرت بسبب انتقاد العمل لـ الضباط الأحرار.!
…………………………………………
النقد :
قارن الناقد والباحث السينمائي (سامح فتحي) بين الفيلم والرواية فكتب قائلا في كتابه (إحسان عبدالقدوس بين الأدب والسينما): تمكن (محمود عبدالعزيز) من أداء دور من أفضل أدواره السينمائية، فجسد شخصية (مرتضى) التى رسمها (إحسان عبدالقدوس) بكل مهارة، وأعطى انفعالات الشخصية ومواقفها تبعا للمواقف الدرامية، وأعطت (ليلى علوي) دورها كل ما تستطيعه من تقمص وفهم واع بأبعاد الشخصية وسلوكياتها.
ولم يبتعد كاتب السيناريو مصطفى محرم كثيرا عن قصة (إحسان عبدالقدوس)، لكن حدثت بعض الاختلافات، حيث يبدأ الفيلم من حفلة عيد زواج (مرتضى) وزوجته (نسليار/ نادية رسلان) التى يحضرها الأب، و(عبدالله بهنس)، ويظهر من خلالها استغلال (بهنس) لنفوذ الأب في تسهيل عملياته، وفي المقابل يمنح الأب ما يريده من رشاوي، ويطلب الأب منه أن يجد عملا لـ (مرتضى) فيوافق، وفي الحفلة يُبلغ الأب بالتحقيق معه.!
لكن القصة تبدأ من لحظة وجود (مرتضى) بفيلا كفر الجبل، وتعرضه للسرقة، وتذكره أحواله السابقة، ولم يكن يعرف (بهنس) وإن سمع عنه، كما يفصل كاتب السيناريو لحظات مفارقة (مرتضى) فيلا أسرته وطلاقه لزوجته إلى أن وصل إلى فيلا كفر الجبل.
وفي الفيلم يذهب (عبدالله بهنس) بنفسه لـ (محروس) ويحتال عليه بأن يجعله يحضر أوراقه التى في دولاب (مرتضى) بحجة إنقاذ (مرتضى)، فيوافق (محروس)، لكن في القصة لم يقابله، ولكنه استخدمه عن طريق رجالاته، وقد أفهموه بأن مرتضى قام بخداعه، مما أغضب (محروس) فعمل مع (بهنس) وسرق الأوراق له، كما أن (عزيز) الذي يعمل مع (بهنس) بالفيلم دبر خدعة لسرقة البروش من (مرتضى)، بأن جعل اللصوص يحضرون ويطلقون عليه النار فيمثل أنه قتل، ويسرقون (البروش)، ويهرب (مرتضى).
لكن في القصة جلب له (عزيز) مشتر اشتراه بثمن بخس لصالح (عبدالله بهنس) دون أن يدري (مرتضى)، وبالفيلم حضر (عزيز) لقاء (مرتضى) مع (عبدالله بهنس) الأخير، لكن ذلك لم يحدث في القصة.
…………………………………………
الأحداث السينمائية عام 1989 :
رصد كاتبنا وناقدنا الراحل (علي أبوشادي) أهم الأحداث السينمائية التى حدثت عام 1989 من خلال كتابه السينمائي المهم (وقائع السينما المصرية في مائة عام) ومن أهم الأحداث ما يلي:
** حصل فيلم (الأرجواز) للمخرج (هاني لاشين) على الجائزة الأولى من مهرجان (فالنسيا).
** عقد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته الثالثة عشر دون مسابقة رسمية.
** انعقد المهرجان القومي الثاني عشر للأفلام التسجيلية والقصيرة بالإسماعيلية ــ أبريل 1989 ــ وفاز فيلم (إيقاع الحياة) لعطيات الأبنودي بالجائزة الذهبية، وفيلم (إنجي) لمحمد شعبان بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
** عرض فيلم (أيام الغضب) في مسابقة مهرجان دمشق السينمائي الدولي، وحصلت (إلهام شاهين) على جائزة أحسن ممثلة، كما فاز (نجاح الموجي) بجائزة أحسن ممثل.
** تم عرض فيلم (الإرهاب) إخراج نادر جلال، عن قصة للكاتبة حسن شاة، وهو أول فيلم مصري يحمل عنوانه كلمة (الإرهاب)، وتورط صناعه فى إدانة عملية ثورة مصر ضد الوجود الصهيوني في مصر.
** شهد العام ميلاد اثنين من المخرجين هما منير راضي الذي قدم (أيام الغضب)، وإبراهيم الموجي (المرشد).
** حصل الفيلم التسجيلي (قوافل الحضارة) إخراج علي الغزولي على الجائزة الثانية في مهرجان (تيتوجراد) بيوغسلافيا، وحصل المخرج (مختار أحمد) علي جائزة الدولة التشجيعية عن فيلمه التسجيلي (الطين).
** فاز فيلم (أحلام هند وكاميليا) للمخرج محمد خان على جائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكي.
…………………………………………
الأفلام التى عرضت عام 1989 :
عرض عام 1989 مجموعة من الأفلام المتنوعة حيث عرض 45 فيلما حسب موسوعة الأفلام العربية للباحث والناقد السينمائي الكبير (محمود قاسم)، وهذه الأفلام هى: (يا عزيزي كلنا لصوص، صراع الأحفاد، الدنيا على جناح يمامه، عنبر الموت، انتحار مدرس ثانوي، بستان الدم، كابوس، عائلة مشاغبة جدا، جيران آخر زمن، عريس في اليانصيب، احنا اللي سرقنا الحرامية، أرملة رجل حي، الصعايدة جم، المعلمة سماح، ثمن الغربة، حارة الحبايب، خيانة، عليش دخل الجيش، الوحوش الصغيرة، الغني والفقير، الحقونا، حارة برجوان، المغتصبون، جحيم تحت الماء، المشاغبات في خطر، المولد، باب شرق، أولاد خطر، الكداب وصاحبه، فتوات السلخانة، كتيبة الأعدام، أيام الغضب، لست قاتلا، فضيحة العمر، اغتصاب، قلب الليل، الأرهاب، ولاد الأيه، اللعب بالنار، المرشد، الفتى الشرير، العجوز والبلطجي، العميل رقم 13، كراكيب، الأراجوز).
…………………………………………
بطاقة الفيلم :
قصة : إحسان عبدالقدوس
سيناريو وحوار : مصطفى محرم
المنتج : محسن علم الدين
مدير التصوير : عصام فريد
مدير الإنتاج : هشام محسن
ديكور : غسان سالم
فوتوغرافيا : محمد بكر
الموسيقى التصويرية : محمد سلطان
مونتاج : عنايات السايس
إخراج : أحمد يحيي
بطولة : (محمود عبدالعزيز، ليلى علوي، صلاح قابيل، عبدالله فرغلي، سعيد صالح، نظيم شعراوي، مريم فخر الدين، أسامة عباس، حمدي يوسف، وداد حمدي ، شادية عبد الحميد، نادية أرسلان) وضيف الشرف المخرج محمد شبل وغيرهم.
