زعق لها نبي..!
بقلم النجمة الكبيرة : فريدة سيف النصر
دادة حربية دي كلمتها لنا كلنا بعد الدنيا ماهاجت وماجت وزاطت والمولود دماغه ناشفه وقاعد بالعرض ولازم مستشفي.. باختصار نقلوها وأمها وقعت من الخضه وأبويا أصفر لمونة ونزلوا وقال لي خللي بالك من الحاجه وسعيد.. ودادة حربيه نزلت معاهم.. والبيت فجأه فضي.. والست مرمية عالكنبه مش قادره تتكلم وبتدعي بصوت واطي ويعلا لما تقول يارب شحتهالي.. وحتي سعيد ماعيطش ولا صرخ نام في حجري وأنا بقيت خرساء.. ياحبيبتي يانينا وجودك مالي الدنيا علينا ولقيت نفسي بادعي زي أمها مابتقول بأقول.. البيت دمه تقيل يانينا .. ارجعي علشان خاطري أنا وسعيد.
عدي النهار بسرعه لا أكلنا ولاشربنا أنا بس أكلت سعيد.. ولقينا أبويا داخل لوحده..أمها صوتت.. وأنا اتخشبت.. قال لها صلي علي النبي هى كويسه وان شاء الله ربنا مش هايضرنا فيها بنتك طيبه.. لوزه قالت له ماجاتش معاك ليه.. قال الدكتوره قال لازم تنام هناك لحد مايطمنوا عليها وبكره هاتبقي كويسه وحربية نايمه معاها.. وجابت لك بنت ياستي علشان تلعبي معاها.. لكن ابويا وشه كان لسه أصفر.. وقال طبعا ماكلتوش أنا جايب أكل من اللي جبته لهم كنت عارف خدي كولي يالوزه وأكلي والدة فاطمه واديني سعيد.
قولت له وانت ياحبيبي أكلت.. مسح دمعه في عينه وقال لي يجعلك حنينة علي طول يالوزة والله ماحد سألني قولت له وأنا مش هاكول من غيرك.. وحطيت لأم فاطمه.. وبقيت أكل لقمه وأدي أبويا في بوءه لقمه وسعيد.. بيلغوص معانا ماهو بقي يأكل مش بيرضع.. وأبويا قال لي حملناكي أكتر من عمرك يالوزه متشكر وباس إيدي. أنا اتعلمت الأدب من أبويا والذوق ومالوش طلبات ومابيفوتش فرض الحمدلله علي نعمة أبويا ويارب ترجعي يانينا بقي.. نمنا بس كنت حاسه بيه أبويا مانامش ومن الصبح بدري جاب لنا فطار ونزل وقال لي مش هاتأخر خللي بالك.. أكليهم وهاجيب لكم غدا. قولت له لاه جيب لنا نينا.
قال لي ادعي يالوزة وهو خارج طمن أمها اللي نامت مكانها عالكنبه وغطيناها.. وقال لها مسافة الطريق أجيب أم سعيد والبنت وأجي.. قالت له سميتوها ايه قال لها لسه.. المهم ماجاتش عالغدا وكنا هانموت أنا وأمها من القلق.. عالمغرب رجع أبويا ونفس الكلام ووشه الأصفر وجاب أكل.. وبعدين بقي.. الليله دي كلنا مانمناش.. والصبح جاي ينزل أمها قالت رجلي علي رجلك.. يهديكي يرضيكي أبدا قال لوزة وسعيد ماقدرش نسيبهم وحدهم ..ونزلنا.
أول مرة أدخل مستشفي.. ريحتها زي الصابون بتاع نينا بتاع الحمام مطهر أنا مابحبهوش شميته يوم ماتت ستي وخوفت علي نينا.. وشوفت لأول مره ستات خواجات لابسين حلو أوي ونظاف أوي ولمين شعرهم وشراباتهم بيضا وحلوين بيقولوا لبعض ياسيستر.. وخدونا لعند نينا وقالوا هاتخرج معانا.. حربية زغردت وأمها قعدت تصلي.. وأنا أول ماشوفت نينا اترميت في حضنها والدكتورة قالت مبروك لولا عناية ربنا وعناية حربية مع السيسترات ماكنتش عدت.. الولاده دي صعبة.. هاتسموها ايه.. ضحكت أمها وقالت مادام ياسي محمد كله اهتم كده سموها عناية.. أبويا قال وانتي الصادقه عنايات.. زغردت حربية وقالت دي زعق لها نبي.
وروحنا البيت.. نورت نينا بجد البيت.. وعدت أيام والسبوع بتاعها.. وثلاث أربع شهور ولأول مره أبص في وش أختي ايه ده دي شبهي والله العظيم شبهي. وكل الناس كانوا بيقولوا انتي اتوحمتي علي لوزة وأنا ماكنتش بأقرب أوي مشغوله بسعيد.. وفي يوم أبويا رجع البيت بدري وكان متغير.. نينا قالت مالك ياسي محمد مش بعاده ترجع بدري.. قال لها حسيت بتعب شويه قولت أجي ارتاح.. ودخل ساكت عالأوده ونام .. غريبه.. نينا قالت ما اسمعش صوت لحد مايقوم وندهت حربيه من الشقه التانيه واديتها اختي وسعيد طبعا ماسك في ديلي.. وقالت روحوا هناك شوية وأنا هانده لكم لما يقوم..
أنا حسيت اني قلقانه علي أبويا.. يارب في ايه يارب خللي أبويا وخليهم كلهم.. (وكلام لوزه الكبيرة أمي ليا أنا فريدة قالت لي بقيت جبانه مابحبش الموت بيفرق الناس وقعدت تفتكر ستها وأمها والحاج أبو فاطمة وتقولي ربنا مايحرم حد من حبايبه ويخلليكوا ليا انتم ولادي وصحابي وحبايبي – الله يرحمك يا أمي يالوزة قلبي).
نرجع للوزه وهي صغيره وجريئه.. قررت تعرف اللي حصل لأبوها.. قالت لحربيه.. خللي بالك من سعيد كمان .. قالت لها رايحه فين، قالت أشوف أبويا في ايه وكان معاها المفتاح دائما في رقبتها.. وماقدرتش حربية عليها وفتحت مالقيتش حد في الصاله وبيوت زمان واسعه وسقفها عالي والطرقة طويلة ماعملتش صوت قالت لو ناموا هارجع.. لكن سمعت لأول مره أبوها بيبكي وفاطمه بتواسيه.. ووقفت إتسمرت لوزة طفله بس مش طفله صغيره طفلة كبرت من كل حاجه حواليها.. في ايه بقي ماله أبوها جري ايه.. الله يستر.بجد ولا عالبال اللي بيجري.