حسن الرداد ينجو من لهيب نيران السوشيال ميديا !
كتب : أحمد السماحي
لعن الله السوشيال ميديا التي أصبحت (بومة) تطل علينا بوجهها القبيح صباح مساء عبر شائعاتها البغيضة التي تنتشر كالنار في الهشيم لتقضي على كل أواصر المحبة والعلاقات الطيبة، غير مدركة أنها أصبحت أكبر وسيلة سلبية لتحقيق التواصل الاجتماعي المنشود .. والحقيقة أنني أحس بالضيق الشديد، فاللغة في يدي جامدة عجوز بالغة القدم غير قادرة أبدا على التعبير عن إحساسي بالمرارة والألم والحزن من بعض تصرفات الخبثاء الذين يصطادون في الماء العكر، والذين يلهون بمصائر الأفراد والشعوب ويعبثون بمدراتهم رغم ما بين بعضهم البعض من علاقات محبة ومودة تاريخية طويلة رائعة ممتدة عبر الزمن.
لم يكتفي رواد الشؤم (السوشيال ميديا) بمحاولة إفساد العلاقات المصرية السعودية فقط، على أثر تصريح يعلن المحبة والاحترام من جانب الفنان الشاب (حسن الرداد) لأشقائه في السعودية الذين غمروه بالحب، ولكنهم حاولوا اغتيال نجم شاب واعد نفتخر به خاصة أنه ينتظره مستقبل مشرق، والحكاية ببساطة أن بعض هؤلاء من معدومي الضمائر شنوا حملة منذ أيام قليلة على الفنان الراقي (حسن الرداد) العائد إلى الفن بقوة بعد شهور عجاف صعبة قضاها في حزن دائم ومستمر، على أقرب الناس إليه، فبعد وفاة والدته في شهر يناير العام الماضي، بعدها بشهور قليلة ما أن بدأ يتماسك ويعود إلى طبيعته ويطوي صفحة حزنه، ويخبأ بقايا حزنه في قلبه، ويرسم على وجهه ابتسامة مؤدبة، لكنه فوجع في شهر مايو بوفاه حماه نجم الكوميديا الكبير (سمير غانم)، وبعدها بثلاثة شهور، فوجع برحيل آخر أكثر قسوة لحماته النجمة المتميزة (دلال عبدالعزيز).
ويبدو أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة عز عليه عودة النجم الشاب لسابق تألقه ومزاولة نشاطه الفني لإزاحة الهم والكآبة عن كاهل المواطن العربي أينما كان في مصر أو السعودية برسم ابتسامة مشرقة لى وجه، فبدأ يشن عليه نار حقده الأعمى، ويرجمه بالطوب والزلط لأنه عاد بخفي حنين على جناح الكوميديا، خاصة بعد أن قدم مسرحية ناجحة في نهاية شهر ديسمبر الماضي في (موسم الرياض) الترفيهي بعنوان (في نص الليل) تعتمد على إعادة تيمات مختلفة لـ ( بهجت قمر) فيها مزيج من المسرحيات، والأفلام، والمسلسلات الاذاعية، والتلفزيونية التى قدمها، وتم وضعها في قالب مسرحي جديد برؤية مختلفة وعصرية كتبها الكاتب والشاعر (أيمن بهجت قمر) نجل الكاتب الراحل.
وما إن تنفس (الرداد) الصعداء وبدأ يعود إلى طبيعته الفنية والإنسانية حتى لكمه أحد رواد (مواقع قطع التواصل الاجتماعي) الخبثاء الحاقدين بضربة كادت أن تقضي عليه وتغتاله، لولا أن الله قدر ولطف وانكشفت المؤامرة الخسيسة التى ملأت مواقع (السوشيال ميديا) الأيام الماضية، والتى تفتري على النجم الشاب وحرفت كلامه: و(أكدت أنه يتمنى أن يقيم في السعودية لأنها ملتقى الفن)!.
والحقيقة أن الرجل في بداية دخوله حفل توزيع جوائز(joy awards) الذي أقيم يوم الخميس الماضي 27 يناير في الرياض بالمملكة العربية السعودية، لاقى حفاوة كبيرة وإعجاب وتشجيع شديدين من جمهوره السعودي الذي كان يصرخ وينادي عليه ليقوم بالتصوير معه، وبكل أدب واحترام وتواضع جم ذهب إليهم وقام بالتصوير معهم ومجاملتهم بكلمات رقيقة، بعدها أجرى حوارا قصيرا مع المذيع (مهند بخيت) قال فيه: رغم برودة الجو إلا أنه شعر بالدفئ من كلمات وحب الجمهور السعودي لدرجة أنه لم يكن يريد أن يتركهم، بسبب دفء مشاعرهم وحبهم الذي فوجئ به، والذي أمده بالتشجيع)، وبعد ذلك دخل يشاهد فقرات توزيع جوائز الحفل.
وانتهى الأمر عند هذا الحد، وبقي المشهد متوقفا عند هذه الكلمات المجاملة للشعب السعودي، لكن المتربصين بالنجم الشاب قاموا بتحريف كلامه، وبدأ الجمهور العادي الذي لا يعرف شيئا عن أي شيئ يشن هجوما عبثيا – كعادته في تناول الشائعات – على النجم الشاب الذي تدارك الأمر سريعا، وأعلن في الصحف والمواقع الإلكترونية، وبعض الفضائيات حقيقة الأمر وما حدث بكل أمانة وصدق، لكن الأصابع الغبية أبت أن تدوس على أزرار الحقيقة الإلكترونية لتصحيح المسار وظلت تنعق كالغربان في ساحة الفضاء التخيلي في عمد وإصرار على تزوير وجه الحقيقة التي تثبت سلامة نية (حسن) في تفضيل البقاء من عدمه في أرض الحرمين الشريفيين .. أليست هذه قبلة المسلمين ومناط أرواحهم التواقة للعشق الإلهي ومحبة الرسول الكريم؟.. ألا يتمني كل مسلم في كافة بقاع الأرض أن يدفن في البقيع بالمدينة المنورة إلى جوار رسول اللهة الصحابة والصديقين؟!.
إنها إذن الازدواجية وعدم تقدير مشاعر الفنان إذا فاضت بعض الشيئ تجاه جمهوره، وما حدث لـ (الرداد) يؤكد أن الفنان المحترم كلما زاد حبه لجمهوره وتفاعله معه أصبح له أعداء حقيقيون يظنون أنهم يملكون كل شيئ وباستطاعتهم لي عنق الحقيقة وأن يدمروا أي شيئ إنساني وجميل في حياتنا، لذا تنبه الفنان الشاب لهذا وكتب أمس على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي يشيد بالعلاقات المصرية السعودية منذ قديم الأزل، وأن مصر والسعودية يد واحدة، وصعب جدا اى شخص يعكرصفو هذه العلاقة الأبدية، وكانت تلك الكلمات الدافئة ردا على كلمة سعادة السفيرالسعودي (أسامة بن أحمد نقلي) الذي قال في بوست له على الفيس بوك: الحضور المصري الكبير للفنون والثقافة في المهرجانات والفعاليات التي تُقيمها السعودية، يحمل معه تقدير بلادي لريادة مصر في هذه المجالات، وتؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين التي تسودها المحبة في ظل روابط الدين واللغة وصلة الرحم.
نعم علاقات مصر والسعودية ضاربة في الجذور العربية والإسلامية منذ نزول الوحي على النبي (صلى الله عليه وسلم) وزواجه من المصرية مارية القبطية، وأيضا منذ نشأة الحرمين الشريفين اللذين أولتهما المملكة المصرية عناية خاصة وأضفت عليهما قداستهما المعهودة لسنين طويلة، ومرورا بحقبة حكم الملك عبد العزيز آل سعود في دفء علاقته مع الملك فؤاد وابنه فاروق، ووصولا إلى فترة حكم المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز بموقفه العروبي التضامني مع مصر في حرب أكتوبر بسلاح النفط الذي كان له تأثيره الفعال في إحداث خلل في موازين القوى العالمية، ولا ينسى المصريون أيضا وقفة خادم الحرمين الشريفيين الملك عبد الله بن عبد العزيز في دعم ثورة (30) يونيو، ويبقي موقف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية محفورا في ذاكرة المصريين عندما أعلن تأييده لمصر من فوق منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبا العالم الحر بمساندة ودعم مصر في ثورتها ضد قوى الظلام والتخلف والإرهاب.
من ناحية أخرى يواصل النجم (حسن الرداد) هذه الأيام الليل بالنهار في بروفات مسرحيته الجديدة (عائلة كازنوافا) تأليف ضياء محمد، وإخراج هشام عطوة، وبطولته مع (عمرو يوسف، نسرين طافش، حمدي المرغني، هالة فاخر، بدرية طلبة، سليمان عيد، ساندي)، وتدور أحداثها في إطار فانتازى في زمن غير الزمن الحالي، يمكن أن يكون زمن الأساطير، ويمكن أن يكون زمن الماضي القريب، حيث يفضل العاملون في المسرحية مفاجأة الجمهور بالعرض، المقرر افتتاحه غدا الأربعاء 2 فبراير ضمن فعاليات موسم الرياض الترفيهى.
حسن الرداد أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته بجمهوره الذي اصطف خلفه في أزمته الأخيرة مساندا وداعما، ولم يصدق الافتراءات والأكاذيب التى انتشرت على لسانه في الأيام الماضية، ويؤكد أن دوره في مسرحية (عائلة كازنوافا) مفاجأة للناس، وغير متوقعة.!
جدير بالذكر أن (كازانوفا) يُعرف بأنه أحد أشهر العشاق في التاريخ، إلا أنه كان أكثر زير نساء عرفته شعوب الأرض، وكان نصاباً محترفاً ومتلاعبًا بالقانون، وكيميائيًا وجاسوسًا ورجل دين في الكنيسة، كتب الهجاء وخاض المبارزات وهرب من السجن أكثر من مرة، لكنه يبقى أسطورة العشاق والمحبين الأكثر رومانسية على مر السنين والأيام.