رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد عبده  يحافظ على الهوية الشرقية كعادته بـ (كتير اشتقت) ويعيد المبدع ناصر الصالح

كتب : أحمد السماحي

يؤمن مطرب العرب (محمد عبده) إن قيمة الفن الحقيقي هى فيما يقدمه هذا الفن للناس من مضامين تعبر عنهم وتخدمهم وترفع مشاعرهم للأرض، منذ ساعات طرح أغنية جديدة – سينجل – بعنوان (كثير اشتقت)، كلمات الشاعر الغائب منذ فترة (منصور الشادي)، وألحان المبدع والمتفرد (ناصر الصالح) الذي عاد بقوة مع عام 2022 بعد استراحة المحارب التى استمرت شهور عجاف، حيث استمعنا مع بداية هذا العام إلى لحنه الطربي الشجي الجميل (إيديني في إيدينه)، كلمات خالد العوض، توزيع هشام السكران، مكس وماستر جاسم محمد، وغناء المطربة (مشاعل بنت محمد)، وها هو الآن يعود مجددا للفنان العرب الذي قدم له من قبل روائع لا تنسى أشهرها (الأماكن).

اكتملت العناصر الفنية على مستوى الصوت والكلمات واللحن والتوزيع في (كتير اشتقت)
الشاعر الرقيق منصور الشادي

الأغنية الجديدة (كتير اشتقت) تتحدث عن لهفة عاشق لمحبوبته، واشتياقه واحتياجه لأن يكون بالقرب منها، ويؤخذ على الكلام الرقة الشديدة التى لا تتناسب مع رجولة الرجل، ففيه ضعف وكلمات لا يصح أن تأتي على لسان رجل مثل جملة (عدد ما تهت في بُعدك، كثر ما خفت من بَعدك) فالرجل لا يخاف من بعد الحبيبة، لكن العكس هو الصحيح.

ورغم هذه الملحوظة إلا أن ما يجعل للشاعر (منصور الشادي) خاصيته الشعرية، واتساع جماهيريته ليس براعته اللفظية، ولا روعة قوافيه وتراكيبه، إنها بساطته العميقة جدا، وإشراق شعره ونظرته المتألمة، وبحيرة قلبه العميقة، واهتمامه بتقديم صور شعرية في أغنياته.

أما اللحن فهو مقسوم كلاسيكي، واستطاع الموسيقار المبدع (ناصر الصالح) أن يعبر بقوة عن الاحتياج العاطفي والخوف والبعد من خلال جمل موسيقية قصيرة ومركزة ومشغولة بالشجن ومطرزة بالحنين، وبصفة عامة عندما نستمع إلى صوت (محمد عبده) بألحان (الصالح) فأننا نستمع إليه كصوت يبرزه ويقدمه لنا بحب واعتزاز، ولما لا و(الصالح) هو صاحب أجمل الجمل الموسيقية التى يعرف بها كيف يحرك وجدان المستمع، جملته مليئة بالشجن المؤثر وهو يتناول عنصر الطرب ليتقرب به من القلب في ألفة وهو محتفظ بكامل صحوته ووعيه، وليس الطرب المغيب عن الوعي.

الموسيقار المبدع ناصر الصالح

واستطاع (الصالح) في (كثير اشتقت) أن يبرز ويؤكد لنا حلاوة صوت (محمد عبده) من خلال التركيز على أدائه الصوتي بغض النظر عن التعبير الموسيقي المبسط المصاحب للكلمة معبرا عن مضمونها، واللحن جاء قصيرا في جملة الموسيقية، مريح في الأداء محبب إلى الأذن التى تعودت على الألحان الشرقية، وكرر (محمد عبده) غناء بعض كلمات (الكوبليهات) والتكرار مقبول من مطرب متمكن من الأداء الشرقي الذي يطرب الأذن، ويهدهدها ويصل بالمستمع إلى مرحلة التخدير.

 وما يجعل ألحان (ناصر الصالح) مختلفة وتحقق صدى طيبا، راجع بحكم صداقتي له أنه فنان لم يستطع أن يعيش تجربة الكذب والافتعال الفني، ولم تستطع دوامة الشهرة أن تجذبه فيبتعد عن صدقه.

وجاء توزيع (عمرو عبدالعزيز) مليئ بالشياكة والبساطة دون أي زخرفات لحنية تؤثر على صلب اللحن أو الحالة العاطفية.

رغم مشواره الطويل فهو لا يزال المعلم والأستاذ

أما أداء فنان العرب (محمد عبده) فحدث ولا حرج! فصوته فيه استاذية مميزة كشخصيته تماما، ورغم مشواره الطويل فهو لا يزال المعلم والأستاذ الذي يضع النقط فوق الحروف لكل صوت رجالي ونسائي يفكر في طرق أبواب الطرب وبدء مشوار الغناء، ولا يزال حتى الآن من أحلى الأصوات الرجالي التى تتربع على قمة العناء مهما تطاولت من حوله بعض الأصوات التى تحاول لمس القمة المتربع عليها.

تقول كلمات أغنية (كثير اشتقت):

كثير اشتقت، كثير احتجت لوجودك

 كثير احتجت ..

عدد ما تهت في بُعدك، كثر ما خفت من بَعدك

تمنيت اني لوجودك ملكت الوقت

كثير اشتقت ..!!!

يا آخر مابقى فيني، من سنيني ..

سألتك عن أمل يقدر، يجدد حلمي بعيني

هواي اللي اعيشه انت، وكل الدنيا عندي انت

و انا ما بين انت وانت، اموت بشوق واحيا بك

ونعم تخنقي أنفاسي، اذا فكرت ف غيابك ..!! 

ولأني كثير لك مشتاق، حضنته وردك الذابل على بابك .. !!

وكثير اشتقت

كنت خايف من مرار الاحتياج

وشوق جارف، والله اني كنت خايف

وكنت عارف، اني مشتاق لبعيد وما يجيي

والمرار الصعب لما تكون عارف

أنا الواقف علي باب الأماني حاضن طيوفك

 وأنا شايف جميع الناس قدامي ولا أشوفك

وأنا الآه اللي مذبوحة في ونة ناي

ومحد وياي سواك وعارف انك رحت

ولا أظنك حبيبي جاي

عبر بقوة عن الاحتياج العاطفي والخوف
قيمة الفن الحقيقي فيما يقدمه من إبداع يخاطب المشاعر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.