فى ذكرى رحيلها تعرف على المشهد الذي أعادته (زيزي البدراوي) 17 مرة بسبب سعاد حسني
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام الذكرى الثامنة لرحيل (نهر الدموع) الفنانة الكبيرة (زيزي البدراوي) التى رحلت عنا يوم 31 يناير عام 2014، وبهذه المناسبة نتوقف عند مشهد واحد لها أعادته 17 مرة بسبب النجمة الأسطورية (سعاد حسني)، تعالوا نفتح صفحات مجلة (الكواكب) عام 1961 ونقرأ التفاصيل:
البعث
قالوا لها ابكي.. ابكي وبكت، واستمرت تبكي ونقلوها إلى منزلها وهستيريا البكاء تسيطر عليها، وحقنوها لتنام، وفى اليوم التالي، كانت نوبة البكاء قد تركت أثارا، أولها الأعياء، وآخرها انتفاخ العينين، والحكاية ببساطة أن (زيزي) كانت تقوم بدور البطولة في تمثيلية (البعث) للإذاعة، وشاء دورها أن تبكي وتضحك في ختام التمثيلية، كأنها قد أصيبت بسهتيريا واندمجت الممثلة الشابة في دورها، وبكت وظلت تبكي، وأشار لها المخرج بانتهاء الدور ولكنها لم تكف عن البكاء، ظللت تبكي حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها.
السبع بنات
(زيزي) عندما تمثل دورا تعيش فيه بكل كيانها حتى بعد انتهاء اللقطة، وكم من مرة نصحها زملاؤها وزميلاتها بأن تقلل من شدة انفعالها صيانة لصحتها ولكنها كانت كلما حاولت أن تنفذ نصيحة الزملاء تفشل وتحس بالبرود وهى تؤدي دورها، في فيلمها الأخير (السبع بنات) كان المطلوب منها في أحد المشاهد أن تبكي، وظلت تبكي أكثر من ساعة متواصلة، حيث أعيد المشهد 15 مرة بسبب الفنانة (سعاد حسني) التى كانت تتلعثم في حوارها، وتخطأ في كل مرة، ويضطر المخرج (عاطف سالم) لإعادة المشهد، وتضطر هي أن تبكي بدموع ساخنة.
وطلب المخرج إعادة المشهد للمرة السادسة عشر، وحاولت أن تبكي، ولكن الدموع هربت من عينيها، وحاولت ولكنها فقدت سيطرتها على أعصابها، وطلب منها المخرج أن تستعين بالجلسرين، كما يفعل الباقون، ورفضت أن تكون دموعها صناعية مزيفة، وأصرت على الرفض، وطلبت مهلة صغيرة ترتاح فيها أعصابها التى أنهكها البكاء، ورفض (عاطف سالم) لضيق الوقت، وأصر على أن ينفذ المشهد في الحال، وأن تستعين (زيزي) بالجلسرين.!
وخضعت (زيزي) لرغبة المخرج، واستعانت بالجلسرين وخرج المشهد باردا، وما كاد المخرج يقول (ستوب) معلنا انتهاء تصوير هذه اللقطة، حتى انسحبت (زيزي) إلى ركن في البلاتوه والأسى يملأ كيانها ثم انفجرت في البكاء، بكاء حقيقيا، وظلت تبكي حتى أصيبت بهستيريا البكاء وأخذت تصرخ وتقول: (أنها ليست غلطتي، لقد ظللت أبكي أكثر من ساعة ما ذنبي إذا كانت الدموع هربت مني بعد ذلك، أني أكره هذا المشهد المزيف)، واستجاب (عاطف سالم) لرجاء (زيزي) فأعاد المشهد في اليوم التالي، وفى المرة السابعة عشر كانت دموع (زيزي) تسبقها بحق في كل حركة، حتى بكى من أجلها الذين يقفون حول الكاميرا.
عواطف
كما استطاعت (زيزي البدراوي) أن تنتزع الدموع من عيون الجمهور في فيلم (عواطف) بسبب دموعها المتواصلة طوال حوادث الفيلم، رغم أنها كانت وقتها في الرابعة عشر من عمرها، وفي هذا الفيلم أجبرها المخرج (حسن الأمام) على تمثيل مشهد استمر أكثر من سبع دقائق، وهذا رقم قياسي في لقطات الأفلام، وظلت تبكي طوال المشهد، ولم تجف الدموع رغم أنه أعيد تصويره خمس مرات.