رشدي الشامي : أحب كل شخصياتي مهما كان قبح أفعالها أو أخلاقها !
كتب : أحمد السماحي
رشدي الشامي موهوب لدرجة مخيفة، مختلف لدرجة مرعبة، صعب أن تتعرف عليه من أول وهلة في أي عمل جديد يشارك في بطولته، قدم لنا في السنوات الأخيرة شخصيات متباينة كلها خرجت من أحشائه وخبرته وعذاباته، عكسها في مرآة سحرية ذات أبعاد مختلفة الحجم فخرجت علينا بأشكال لم نعتدها من قبل.
شخصيات بهرتنا وقادتنا إلى ممرات التيه نسير فيها متخبطين، من ممر إلى ممر، ومن شارع إلى حارة، دون أن ندرك إلى أين نحن سائرون، وإلى أي هدف سنصل ولكن ما نراه في رحلتنا (الشامية) ينسينا عالمنا ويجعلنا في دقائق أو لحظات نؤمن بأن عالم (رشدي الشامي) التمثيلي هو الحقيقة، وأن ما كنا نعيش عليه هو الوهم، لهذا أحببنا هذا الفنان بقوة، لأن التمثيل عنده حياة وعلم وليس مجرد وظيفة أو مهنة.
في كل عمل جديد يقوم به تجده يجتهد ويدرس كل شخصية يقوم بتجسيدها، والحقيقة إنني لا أعرف كيف يترك المسئولين عن الفن أمثال هؤلاء الممثلين العظام في أدوار ثانية ولا يفكرون في صنع أعمال خاصة لهم يحملونها على سواعدهم ويدافعون عنها بموهبتهم الخارقة التى لا تعوض، فهؤلاء قادرين على ترك بصماتهم ع
لى كل عمل مهما كانت درجة رداءة أو سطحية أوراقه وتجعل منه عملا جيدا ومثيرا للاهتمام على الأقل في المشاهد التى يظهرون فيها.!
خلال الأيام الماضية عرض له مسلسل (أيام) تأليف سماح الحريري، إخراج محمد أسامة، بطولة المبدع الكبير (رياض الخولي)، وجسد شخصية (راضي أبوالدهب) وكان (الشامي) هو بالفعل (راضي) أو الشخصية بكل تناقضاتها، الشخص الحقود الذي يبطن مشاعره الحقيقية تجاه شقيقه (رياض أبوالدهب)، واستطاع طوال الحلقات أن يتلون بمشاعر مختلفة، كيف يضحك ؟ وكيف يبكي؟، وكيف يعاني من الحرمان العاطفي فيتحرش بجارته الحسناء الشريفة (فوزية) مستغلا حرمانها بسبب مرض زوجها وعجزه، وفي لحظات خاصة التى جمعته بأولاده الذين يشبهونه كنا نرى (راضي) يستسلم لعاطفة هوجاء تأكل قلبه وشرايينه وضميره وجسده أثناء الحديث عن شقيقه أو ما يملكه.
الفنان القدير (رشدي الشامي) يعيش هذه الأيام في جلباب شخصية جديدة من خلال مسلسل (المشرحة) الذي تقع أحداثه في 10 حلقات، تأليف وإخراج (تامر نادى) فى أول تجاربه الإخراجية، وينتمى العمل لنوعية مسلسلات الإثارة والتشويق، ويشارك فى بطولة المسلسل مجموعة كبيرة من نجوم الفن المصري والعربي منهم (عادل كرم، درة، دياب، أسامة عباس، مها نصار، علي الطيب، عاطف عمار، محمد عبدالعظيم) وغيرهم، وسوف يعرض خلال موسم الشتاء الجاري على على إحدى المنصات الإلكترونية، بعدها سيعرض على قناة (mbc).
الفنان الموهوب (رشدي الشامي) أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بأداء شخصية جديدة عليه ومختلفة، حيث يستغل وظيفته من أجل تحقيق مصالح شخصية على حساب من حوله، والشخصية لمحامي (حلنجي) اسمه (عزالدين) ومن خلاله يطل على الجمهور المصري والعربي بشكل جديد لم يعتاده الجمهور.
وأضاف: أن (عز الدين) رجل ذو نفوذ، وكبير إحدى القرى، لكن ضميره في إجازة دائمة، لهذا على استعداد لفعل أي شيئ من أجل الفلوس، وهذا يورطه في عدة جرائم يعاقب عليها القانون، منها تسهيل تجارة وبيع الآثار المصرية والخطف وغيرها من الأفعال الشائكة.
وعن مدى حبه للشخصيات التى يجسدها مهما كان قبح ما تقوم به من أفعال قال: كل شخصية جسدتها وقعت في غرامها وهواها، وأحببتها ودافعت عنها بكل ما أوتيت من قوة، مهما كان سلوك هذه الشخصية أو الأفعال غير الأخلاقية التى ترتكبها، وما أفعله راجع إلى إنني أعيش الشخصية حتى الثمالة، فمثلا شخصية (راضي أبوالدهب) فى مسلسل (أيام) عملت له تاريخ أنه أحسن واحد في الحارة، وكنت أمشي في الحارة بعيدا عن التصوير وأقول لهم: (ياحارة مافيهاش راجل محترم غيري!) حتى أعرف أعيش وسطهم.
وأكد أنه لا يقبل كل ما يعرض عليه من أدوار، لكنه ينتقي الشخصيات التى يجسدها، ويهمه فى المقام الأول أن تكون شخصيات واقعية، وهو يقوم بعمل تاريخ لكل شخصية من ملابس إلى حركة إلى طريقة ماشية، وغيرها من الأمور التى تعطي للشخصية واقعية وتشعر المشاهد أن هذه الشخصية ليست غريبة عليه ولكنه يعرفها جيدا.
وصرح أنه حتى الآن لم يعرض عليها أعمال لشهر رمضان القادم، لكنه يتمنى أن يكون موجودا في أعمال هذا الشهر الكريم.ش