كتبت : علا السنجري
شاهدت مسلسل خارج السيطرة، هى سلسلة تتناول في كل حلقة قصة حكاية جديدة ، في إطار أشبه بالفيلم التلفزيوني، حيث نجد حياة أبطال العمل يعيشون في مجموعة من الأحداث الطارئة، تتحول إلى حالة من الرعب والأكشن، وربما تنتهي بشكل غير متوقع.
انبهرت بالفكرة جدا وبنوعية التصوير والإخراج وشكل الحكاية ومضمونها وأحداثها التي تدور ضمن إيقاع سريع وجريء، لكن انطفىء انبهاري أثناء مشاهدتي، حين شعرت أنني شاهدت هذا العمل من قبل ، فخارج السيطرة منقول من المسلسل الأجنبي: (في الظلامinto the dark ) بعنوان (Down أو أسفل).
لكن حالة التشويق تأتي أثناء المشاهدة الحلقة الأولى (أسفل)، بسبب الحوار السريع و الأحداث المتعاقبة وغير المتوقعة تجعلك تنسى أنك تشاهد عمل تم تعريبه. بالإضافة إلى نوعية التصوير والإخراج حيث تدور الأحداث داخل موقع تصوير واحد، يخلق جو من التحدي والصعوبات داخل غرفة مغلقة، ليكون التركيز على الحالة العاطفية والنفسية للأبطال .
الحلقة الأولى ( أسفل )، من إخراج محمد دحام الشمري وبطولة عبد المحسن النمر، والمطربة السعودية (وعد) في أول بطولة درامية لها، لتجد نفسك أمام عمل خاص ومختلف بكل تفاصيله .
تدور الحلقة الأولى حول رجل وامرأة يعملان في شركتين مختلفتين في برج تجاري واحد، لكن في ليلة الخميس وقبل إجازة نهاية الأسبوع يتم حجزهما في الأسانسير وحدهما، أثناء محاولات خروجهم يتحدثان معا، يتبادلا الأسرار و التصوير، لتنكشف الحقائق حول شخصايتهما ومن هو الجاني ومن المجني عليه .
شخصية (طلال) تحمل الكثير من العمق النفسي خاصةً أنه حارس أمن، يتخيل حالات درامية يعيش داخلها كأنها حقيقة ، قادر على التلون، يترصد البطلة وعد التي تلعب دور (سارة)، يراقبها في دخولها و خروجها، ويدبر لها حادث المصعد، حتى يتم احتجازهم معا، فقد كانت تمر من أمامه دون أن تشعر به، اعتقادا منه أنها محاولة للتقرب منها .
نجح الفنان عبد المحسن النمر في تقديم الشخصية بمهارة، فقد جعل المشاهد يصدق أن لقائه مع وعد صدفة ولم يكن من تدبيره .
المطربة (وعد) في أولى بطولاتها قدمت دور (سارة) المجتهدة في عملها و إدمانها لعملها الذي يخلق مشاكل مع خطيبها، وكانت تنوي مصالحته قبل حادث المصعد، تتوسم في (طلال) الصدق في بداية احتجازهما، توثق الحدث بالكاميرا، في محاولة للتعرف عليه و حتى ينقضي الوقت، لكنها تتحول عندما تعرف حقيقته .
أظهرت (وعد) براعة تمثيلية في مواجهة المترصد بين المقاومة وبين محاولة الاحتيال عليه لتستطيع الخروج من المصعد، خاصة بعدما قتل الحارس الآخر.
تبدو لي أحداث الحلقة غريبة ومرعبة، فقد تم تقديم حالة غير مسبوقة نسبياً في أعمال الدراما العربية، حيث تدور الأحداث في غرفة واحدة وهى المصعد مما يضع التصوير والإخراج في تحد تتكامل فيه عناصر الصورة والصوت والموسيقى ليوفر جو من القلق والفزع، وليست الأجواء المعتادة من الصريخ والظهور المفاجئ لأشكال مرعبة، مما يوفر عدم المصداقية للعمل، لكن صناع العمل أدركوا التحدي بما ساعد على تقديمه بنجاح، لتحصد الحلقة أعلى نسبة مشاهدة لإنتاج منصة (شاهد) خلال الفترة الأخيرة.