كتب : سعد سلطان
** المشاهد المصري (بكل درجاته المتفاوتة) شريك في هذه الصناعة.. الطبقة الفقيرة والمتوسطة هى التي أسَّست السينما وكبَّرتها وأنْمتها.. وأيا كان ذوقه وثقافته فالسينما يجب أن تسانده وكتفا بكتف تسير معه.. تقوده حينا ويحْملها على كتفه مبدعا أحياناً ولطالما حدث.. (المجتمعات في العالم دائما تحاسب نجومها اللذين من صٌنوعِها بالمقبول وغير المقبول.. ليس بدعة عندنا) ان النجم وجمهوره عقد صناعة صورة في مخيلته، يتم توقيعها باتفاق وتراضٍ مُعلن بأعمال وسلوكيات ومواقف.
و(مني ذكي) تعرف أن شروط قبول نتفليكس لأعمال سينمائية ودرامية (إدراج الشذوذ محورا والعلاقات المحرمة وإخراجها بمعادلة فنية خادعة تثبت القيمة لدي جيل وتثير جدلا مطلوبا وتحشد جمهورا وتحصد مشاهدات كما حدث مع فيلم (أصحاب ولا أعز)، فما الداعي لأن تشارك مني في فيلم يُثبِّت الشذوذ قيمةً بأن يناقشه أصلا وفق رؤية المنصة والمنتج؟!.
(محمد حفظي ونتفليكس) صريحون واضحون في وضع الموضوع على طاولة المشاهدة السينمائية في مصر حسب رؤيتهم.. وثبَتَ طوال سنين مضت أنه لا نواياهم صافية ولا أعمالهم للناس، ومحطمين عن عمد لكل إيجابية صورة فنان وفنه..! بدواعي التجديد وحرية الإبداع.. فهل كانت نجومية (منى ذكي) في حاجة لهكذا ضجة على حساب صورتها ..؟!، وهل أدركت الآن أن حفظي ونتفليكس خدعوها مرتين (المشاركة في الفيلم والدعاية على حسابها).. والنتيجة الفلوس لحفظي والشهرة لبتوع لبنان؟!
** منى خريجة إعلام جامعة القاهرة.. وهى كلية رصينة دفعت بالآلاف الذين يقودون المحتوي الإعلامي والفني المصري.. هى تعرف وتدرك عن – دراسة وعلم- كل وسائل توجيه المحتوى ورسائل الدعاية وخطط وتنفيذ الحملات التسويقية.. بإمكانها حصر ألاعيب التسويق في استخدام التزييف كحالة دعائية سابقة لفيلم أو مسلسل أو كاسيت.. (إرجع للسبكي وبلاغاته للنيابة قبل كل فيلم .. ولعمرو دياب وهو يُسَربُ أغنيات كل ألبوم جديد)، ولكن للمرة الأولى يتم تنفيذ خطة دعائية تقوم على خلق حالة اصطدام للنجمة مع جمهورها الذي صنعها وصاحب الفضل عليها، وتعد واحدة من الإرث الحاضر للصناعة السينمائية في مصر.. وهى على إدراك بذلك وبأن السينما المصرية ناقشت مثل هكذا مواضيع، ونبهت وحزَّرت وعلَّمت وثبَّتت قيم وأزاحت عدو ومجدت انتصارا.. ولا نبالغ إذا قلنا أنها قادت أمة بحالها.. فهل فاتها ما هو مخطط للاصطدام بجمهورها الرافض مسبقا عن إتفاق وتراضٍ أي حَيْدٍ عن الالتزام بقواعد المشاهدة بينه وبينها.. وأن الغضب ليس من طرح الانحرافات الاجتماعية ولكن السعي لتثبيتها في الذهن مرفوض.. وهل تعامت عن أن عقدنا معها لا يتضمن المشاركة في عمل مزيف وخادع وذلك بدءا من صك كلمة مثلي بدلا من شذوذ.. وأن هذا إخلال بالبنود المستقر والمتفق عليها؟!.
** مع رصد السعودية 64 ملياردولار لكي تصير (سولييود) وهو أمر مشروع، ومع طغيان (نتفليكس) وصراع الحيتان مع (شاهد) وخروج مصري مستسلم من المنصات، ومع إنشاء السعودية لـ 2000 دار عرض، بينما نقوم حاليا بهدم بسينما فاتن حمامة في المنيل..!! لا يتبقى لك في هذه الصناعة سوى النجم الذي إن سلَّمته لأعمال عربية يبدو فيها واحدا من مجموع نفقد آخر أوراقنا وأدواتنا في هذه الصناعة (الست منى) ذات الصناعة المصرية الخالصة ظهرت وسط اللبنانيين رقما متأخرا (ركنوها على جنب.. وكمان شيلوها حملة دعاية الفيلم على حساب صورتها، واللبنانيين في كل إشاداتهم بالفيلم يُعَلَّون من (نادين لبكي) على حساب منى ذكي (عادتهم مش هيشتروها..!!)، فضاعت منى وطاحت نجمة أخرى مثل سابقاتها.
** منى ذكي كرَّمها محمد حفظي في دورة مهرجان القاهرة العام الماضي، وبِحُكم أنه صاحب المهرجان – وارثه عن ابوه – كان توقيع العقد للفيلم .. (منى) بتاريخها ليست مضطرة تُوقِع عقدَ فيلم مقابل تكريم.. إن كان حفظي بلا أخلاق وكاشف عن وجهه الإستعماري الإستغلالي القبيح فلا تحتاج منى إلى أن تصير واجهةً قابلة للابتزاز.. (بقائك كنجمة مرهون بيد فن مُقَدَّر..وجمهور يضعك وزوجك تيجانا..وليس في يد حفظي وشلته).
** تُردد (شلة حفظي) في دفاعاتها وتعليقاتها بـ (تريقة) وانحطاط وتجهيل متعمد لكل الناقدين للفيلم ورسائله قائلة (ما يجعل من الهجوم على الفيلم أضحوكة أن الفيلم الأصلي Perfect Strangers عرض في مهرجان 2016 وحصد (جائزة أفضل سيناريو وجائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم)، ثم طرح في السينمات العامة المصرية ولاقى إقبالا ملحوظا.. (طيب تمام.. احنا جهلاء)، ولكن 2016 الدورة الأولي لحفظي في مهرجان القاهرة، والتي حاول فيها أيضا تمرير تكريم نجم إسرائيلي معروف بصهيونيته ومعاداته لمصر والعرب وقامت الدنيا ومنعته، ولكنه في الهوجة مَرَر ما ينوي أساسا على فعله وهو هذا الفيلم وأيضا أخذ جائزتين تحت رئاسته وتشبيكاته للجان التحكيم واستجلابها حسب أيدولوجيتها، ثم قام بالاتفاق على توزيع الفيلم على السينمات المصرية من خلال إحدي شركاته في التوزيع!!.. أيضا في الفيلم الايطالي النسخة الأصلية خلعت البطلة ملابسها الداخلية وألقتها في (الكوميدونو) إشعارا بتطهر مرغوب قبل أن تخرج من بيتها، بينما البطلة المصرية في النسخة العربية تضعه في حقيبتها وكأنها تُثبِّت وضعاً وتقِرْه.!
** (حفظي وشلته) كلهم منزوع منهم سيف الحياء.. معيشتهم كما أفلامهم.. لا صلاح منهم يُرْجَى ولا أمل.. هكذا نشأوا وتربوا.. لا يخفي (حفظي ونتفليكسه) أهدافهم في تحطيم ووأد ثقافة شعب وتسليمنا لأسياده مجردين من نياشين الفن وتاريخ الصناعة.. (ربيع) اسم شخصية الشاذ في الفيلم!!.. يعنى عايزين تثبتوا الشذوذ فصل من فصول السنة؟.. طقس نعيشه برضاء ومتعة كما حالات الجو !!.. (آه يا مجرمين .. ده حتى اسم ربيع عملناه فيلم بطله فريد شوقي انتقم فيه من ظالميه برجولة وشرف) .. نعم (رجولة وشرف ..الإعادة مقصودة)!!.
** يكفيني للتعليق مشاهدة لقطات متداولة.. لن أشاهد فيلم (أصحاب ولا أعز)، ولا أي فيلم لحفظي بعد أن آذاني نفسيا كمشاهد بفيلمه (أميرة).. الإنتاج له والإخراج لرفيق دربه الصهيوني (محمد دياب)، الذي هو وعائلته أعضاء فاعلون في جماعة الإخوان، وابن شقيق هشام الصولي رئيس شعبة الإخوان بمحافظة الإسماعيلية ، وحفيد لطيفة الصولي الزوجة الثانية لمؤسس الجماعة حسن البنا، ولأن الفيلم يبيع فلسطين للأبد ويمحوها قضية وسينما كوفئ بالمشاركة حاليا كمخرج في مسلسل تابع لنتفليكس!!.. وهو الفيلم الذي جعل حفظي وشركائه يختفون كالفئران بعد أن كاد فلسطينيون وأردنيون يدوسونهم بالإقدام وهددته هيئة الأسرى الفلسطينية بقطع رقابهم.. وسحبت ترشيحه لأوسكار أحسن فيلم أجنبي الهيئة الملكية الأردنية.. وألغت السعودية برمجته في مهرجان البحر الأحمر.. فقررتُ أن لا أشاهد له عملا.. ولكن مع القول بأن متابعته وملاحقته وكشفه ضريبة وطنية.